تحقيقات وتقارير

رسالة من الصين الى العالم .. انتبهوا .. نحن هنا

حرصت القيادة الصينية وهي تحتفل بالعيد الستين لتأسيس بلادها أن ترسل إشارات واضحة للدول الكبرى ولغيرها.. من تلك التي تحاول عبثاً العبث بمكتسبات الشعب الصيني من خلال تدخلات كثيرة ومتعددة يعرفها الجميع.
هذه الرسائل بعثتها من خلال العرض العسكري المدهش الذي لم يسبق له مثيل حيث مرت أمام المنصة أنواع حديثة ومتطورة من أنواع الأسلحة كافة، من طيران ومدفعية وصواريخ وقدرات بحرية.. وطيران حديث وبأنواع مختلفة.. الإشارة الأولى في تقديري.. كانت رسالة عسكرية عميقة المدلول.. لأمريكا ولغيرها.. تقول: إنتبهوا.. نحن موجودون.. ونملك أحدث أنواع الأسلحة في العالم وغير الموجودة أصلاً.
قال هو جين تاو الرئيس الصيني والطابور العسكري يمر أمامه وبجواره الرئىس السابق جيان زيمين.. هذه الجهود تمت تحت إشراف وفكر كل قيادات الصين المختلفة، ولم ينسب هذا التطور له بالرغم من أنه أمضى الآن «5» سنوات.. أو أقل وفي إنتظاره خمس أخرى.. الطائرات ملأت سماء بكين.. جاءت مثل طائر البجع وطائر السنونو.. وشبهها البعض بأسراب الجراد.. تشكيلات فنية رائعة، طائرات (F.18) المتطورة.. وطائرات حربية حديثة ذات إمكانات كبيرة لم نعرف لها اسماً.. ثم طائرات الهيلكوبتر المقاتلة والمدرعة.. التي تحمل الصواريخ المتطورة، ثم طائرات الهيلكوبتر حاملة الجنود.. وطائرات الإسعاف.. ثم طائرات تشبه طائرات الإيواكس -أي طائرات الإنذار المبكر الأمريكية.. ولكن يبدو أنها متطورة أكثر.. كما قال مقدم الحفل.. وجاءت الدبابات المتطورة ونالت إعجاب الناس.. وهي ذات ماسورة طويلة تطلق الدانات ومدفعان رشاشان فيها.. وطولها يفوق طول (T.72) الروسية الشهيرة، وميزة هذه الدبابات تطلق نيران مدفعها الطويل وهي تسير وليست مثل كثير من الدبابات تقف عندما تريد أن ترسل قذيفة.. وهذه ميزة عسكرية يعرفها العسكر تماماً، ثم جاءت العربات المدرعة.. بمختلف الأحجام والأشكال.. وعندما بدأ سيل من العربات حاملة الصواريخ العملاقة عابرة القارات صفق الجميع.. إنها ذات قوة تدميرية مدهشة.. وطويلة المدى بعض هذه الصواريخ يبلغ طوله أكثر من «15» متراً وتحملها عربات مدرعة تمشي على «36» لستكاً ضخماً، وهناك ظهرت صواريخ في حجم خزانات المياه الطويلة الضخمة.. وقال إن قدرتها التدميرية لا يعرف قيمتها إلا الله وأهل الصين، وأنواع مختلفة من سيارات الجيب العسكرية ونماذج لسفن حربية وغواصات.
قالها الرئيس الصيني أثناء العرض.. إننا نمتلك أقوى سلاح في العالم.. ولكننا أهل سلام مع العالم كله.
التشكيلات العسكرية بهرت الحضور بالتنسيق حيث اشتركت قوات رمزية تمثل فرق الجيش الصيني كافة.. والملاحظ ان عدد الفتيات.. كان كبيراً وتدريبهن عالياً.. قالوا إن الوحدات الرمزية بلغ عددها «800.000» جندي من الجنسين.. خطوات تقيسها بالسنتمتر.. طولهم واحد وحجمهم واحد.
ثم بدأ الكرنفال الشعبي والشبابي.. والذي حكى التطورات التي حدثت في الصين من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والزراعية والتنمية.. من جيل سن الثلاثين.. والى جيل طلاب المدارس الابتدائية.
والإشارة الثانية هنا أن هذا الجهد تم بتواصل الأجيال.. وأن الجيل الأخير شهد العيد الستين.. ليضيف اليها ستين اخرى.. التشكيلات الكرنفالية جمعت بين الأناقة والجمال.. وبين التنظيم والالتزام والجدية.
يقولون إن الكرنفال اشترك فيه «800.000» طالب وطالبة.. بهروا العالم بفنياتهم العالية.. عدد الطائرات التي اشتركت يقال إنها أكثر من ألف وخمسمائة طائرة من مختلف الأنواع.. وأن الدبابات تجاوزت الألف دبابة.. والصواريخ لم يستطع احد أن يتكهن بعددها وبأنواعها.
الاحتفال والعرض العسكري أقيم في ساحة «تيان انمين» ومعناه باللغة الصينية «ميدان السلام السماوي» والعرض العسكري والكرنفالي استغرق ثلاث ساعات ظل الرئىس الصيني واقفاً يتلقى التحية ويردها بجواره الرئيس الصيني السابق جيان زيمين.
أربعة رؤساء هم الذين وضعوا بصماتهم في التطور الذي شهدته الصين خلال السنوات العشرين الماضية.. وتحدث الرئيس الصيني عن دور كل واحد منهم في هذا التطور المذهل.
كمال حسن بخيت :الراي العام