(مجاديف) ود البنا..!
في حواره بالامس مع الزميلة النشطة محاسن احمد عبد الله، قال الفنان عاصم البنا بأنه يوجه رسالة للصحافة بأن (لاتكسر مجاديف) الفنانين، ولأن تقوم بعكس الجوانب الايجابية التى يقومون بها بدلاً من تركيزها على الجوانب السلبية، واضاف عاصم-لافض فوه-ان الصحافة تقوم بالتركيز على العيوب فقط وتتغاضى عن المميزات.
حديث عاصم البنا عن الفنانين وكأنهم (ملائكة) وعن الصحفيين وكأنهم (شياطين الجحيم)، ذكرني بالمثل القديم الذى يقول: (عينك في الفيل..تطعن في ضلو)، فعاصم تجاوز تماماً جزئية الاضمحلال الكبير الذى تعيش فيه الساحة الفنية مؤخراً، وتجاوز كذلك عن (السقطات المريعة) التى يقوم بها مؤخراً العديد من الفنانين الشباب، وقفز مباشرة الى النقطة التى تليها، وهو شئ لايليق بفنان-يفترض انه مثقف-.
اذا كان عاصم البنا يعتقد ان الوسط الفني اليوم (نظيف) بما يكفي لعرض الايجابيات وتجاوز السلبيات فهو مخطئ، واذا كان ود البنا مقتنع بأن الصحافة تقتل الابداع فهو (غلطان ثم غلطان) لأن المتوفر الان في الساحة الفنية لايمت للابداع من قريب او بعيد، فالموجود الان وبصراحة لايتناسب على الاطلاق مع فهم وذوق المتلقى السوداني الذى تربى ونشأ وطرب على اغنيات الكاشف وابوداؤود وعثمان الشفيع وحسن عطية.
كان على عاصم البنا قبل ان يهاجم الصحافة، ان يتريث قليلاً ويقوم بالدخول لموقع اليوتيوب للاستماع لآخر اعمال زملائه من الفنانين الشباب، وكنت اتمنى ان ينزل قليلاً من (برجه العاجي) ليشاهد الساحة الفنية على حقيقتها اليوم، لا ان يحكم من علو، ويصدر صكوك التجريم في حق الصحافة التى تقوم اليوم بدور كبير وملموس في محاصرة الاغنية الهابطة وكشف عورة مؤدييها وصانعيها الذين افسدوا الذوق العام وخرقوا نسيج الغناء النظيف بكلمات والحان اقل ماتوصف بأنها (فضايحية).
اغنيات بائسة..والحان (مايعة)..وصولات (شاذة)..وعبارات تخدش الحياء العام وتقتل ثقافة الشباب مع سبق الاصرار والترصد، واتحاد شعراء نائم في سبات عميق، مفسحاً المجال لبعض (المستشعرين) ليعيثوا في الساحة هرجاً ومرجاً دون رقابة او ضبط..ومجلس مهن موسيقية غير قادر حتى الان على حسم كل تلك الفوضى ويتحجج بعدم تفعيل القوانين.
يترك عاصم البنا كل ماذكر اعلاه ليهاجم الصحافة وليتهمها بـ(تكسير مجاديف) الفنانين ويطالبها بأن تعكس الايجابيات، وهنا لي سؤال اود ان اطرحه على (السيد عاصم)…انت تطالبنا بإفراد المساحة للايجابيات وترك السلبيات، فماذا لو لم تتوفر الايجابيات وحاصرتنا السلبيات..؟؟..ماذا نفعل..؟؟..هل نقوم بترك المهنة وننزل للشارع لنرقص على الحان الاسفاف والابتذال، ام نقوم بمطالبة الجهات المسؤولة بإستيراد (ايجابيات) من الخارج لنعسكها لسيادتك..؟؟
جدعة:
اقول دوماً ان تعليق الآخرين لاخطائهم على شماعة الصحافة امر مرفوض تماماً، ولايتناسب مع الكثير من الاسماء، فالصحافة لها دور ولها سلطة ولها كلمة وإن لم تعجب الكثيرين من هواة النشاذ والتغريد خارج سرب الحقائق.
شربكة أخيرة:
قال عاصم البنا اننا (نكسر مجاديف) الفنانين، لكنه لم يخبرنا اين هي تلك (المجاديف) في الاصل..؟؟
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني