أمينة الفضل

عدت بأي حال يا رمضان

عدت بأي حال يا رمضان
[JUSTIFY] والعالم يمور بأحداث جسام، والفلكيون يثيرون الرعب في نفوسنا باقتراب خراب الأرض ودمارها، والسياسيون يقتتلون على حكم العالم أيهم الأجدر، والتجار يخترقون جيوبنا ويفرغونها كفؤاد أم موسى بحجة الارتفاع الجنوني في الدولار والانهيار المريع في الجنيه الوطني، ونسبة البطالة التي حدت بالكثيرين لاحتراف السرقة حتى يجدوا ما يسدون به رمقهم، ومثلهم المشردون والمتسولون الذين تكاثروا حتى سدوا الطرقات، والجرائم الغريبة التي غزت مجتمعنا والقتل لأتفه الأسباب، وغير ذلك الكثير والمثير، وفي هذا الوقت المشحون بكل شيء أطل علينا رمضان الخير والرحمة عله يكون علاجاً لكثير من الأدواء، وسط كل هذه الهموم وهذا الانفلات العالمي في كل شيء.. يجئ رمضان يرفل بالنور ليبشرنا بشارات تلج بنا الى جنان الخلد في يوم عصيب لا يُحتمل إن نحن أحسنا فيه الصيام والقيام وضبط اللسان ومخافة الله في السر والعلن، لعل رمضان يكون رادعاً للمجرمين ليقللوا من جرائمهم ولعله يكون كذلك هادياً للسياسيين ليتوحدوا على كلمة سواء تخرج السودان بلدنا المنهك من عنق زجاجة الانقسام والاحتراب والفتن، وتساءلت كثيراً ألا يوجد شيء جميل في بلادي حتى نأتي في ذيل كل القوائم العالمية؟ أليست هناك بقعة ضوء يراها الآخرون وتُحسب لنا؟ لماذا نحن كذلك؟ لماذا أصبح همنا أنفسنا وتركنا بلادنا في مهب الريح، وكل من وجد له فرصة انتهزها هرباً من جحيم بلادنا.. أيمكن ان يكون السودان بهذا السوء، لا وأيم الله فإن بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وان ضنوا عليَّ كرام، كيف بوطن يحرسه الشيوخ الصالحون من أن يتهالك.. فأين دعواتهم إذن أم أنهم قد يئسوا من الإصلاح، وقرأت حواراً مع أحد الذين قامت على اكتافهم الإنقاذ وتبوأ الرجل مناصب عدة وتقلب في نعيم الإنقاذ ما أراد له الله أن يتقلب، ثم اذا ما أدار له الكرسي ظهره وهذه سنة الحياة، فإذا به يقول في إخوانه ما لم يقله مالك في الخمر، ويتهمهم بأكل أموال الناس بالباطل، كيف ذلك وقد كان معهم حذو الكتف بالكتف؟ ولماذا لم يوجه لهم النصح ويخوفهم بالآيات ويستشعر فيهم الهمة والمروءة التي تأبى على صاحبها الخوض في ما يخوض فيه العاديون، لماذا لم يقل حديثه هذا وهو داخل الحزب ومنتمٍ له وعامل في صفوفه ومتقلد لأكثر مناصبه حساسية وقوة، كيف له أن يطعن إخوته هكذا دون أن يحاسبه ضميره ويؤنبه بحجة أنه خرج مغاضباً وما يريد الا الإصلاح ما استطاع إليه سبيلاً؟ هون على نفسك يا أخي ولا تغرنك أضواء الإعلام الكاشفة فلطالما انحسرت عن أُناس كانوا ملء السمع والبصر. ونحن في رمضان شهر التعافي والتناصح والعمل الصالح، فلتكن فرصة للتغيير في شهر التغيير، فلنحاول جميعنا ولا نعجز فقط.. حاولوا وسترون النتيجة بإذن الله.. وكل رمضان وأنتم إلى الله أقرب وإلى عباده أحبَّ.
[/JUSTIFY]

حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]

شاهد أيضاً
إغلاق