الى الامة الاسلامية !
اليوم العاشر من رمضان وهو من ايام المغفرة نسأل الله الكريم ان يغفر لنا وللمسلمين الموحدين اجمعين ، ونرجوا رحمة الله سبحانه وتعالى وعتق رقابنا من النار فى هذا الشهر الكريم .
عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:”افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة ، فواحدة في الجنة و سبعين في النار ، و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين في النار ، و الذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة ، فواحدة في الجنة و ثنتين و سبعين في النار ، قيل يا رسول الله من هم ؟ قال : هم الجماعة” قال الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة: إسناده جيد رجاله ثقات .
حال الامة الاسلامية اليوم مثل هذا الحديث ، لقد افترقت الامة الاسلامية وكل فرقة ترى نفسها هى على الحق ، والحق واضح مثل الخيط الابيض والاسود من الفجر وقال تعالى على لسان نبيه : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) فى سورة المائدة . اصبحت امتنا الاسلامية متفرقة ومتباعدة لا يجمعها سوى الوقوف بعرفة . لقد ضاعت الدول الاسلامية وضاعت الاجيال وضاعت الامة ليس من جهل ولا قلة ولا ضعف ولكن بسبب البعد عن الدين وحب الدنيا .
اليوم لا نجد من يقود هذه الامة لبر الأمان وتوجيهها لطريق الصحيح طريق الحق والصراط المستقيم ، لقد فقدت الأمة الاسلامية قادتها الذين نشروا الدين وفتحوا بلاد قيصر وكسرى واصبحت أمة ضد نفسها ، أصبح القتل مباح والتكفير مشروع والخيانة فراسة والفساد تحضر لا حولة ولاقوة الا بالله . توجهنا وتأمرنا بلاد الكفر بأن نقاتل بعضنا ونثق فى الكفار أكثر من أهل العقيدة والسنة وقد عرفوا أن يفرقوا جمعنا ويشتتوا شملنا وملكوا عقول شبابنا . عرفوا أن السلاح لاينتصر وهم جربوه فى فلسطين وافغانستان والعراق وتركوه لنا لنجربه فى ليبيا وسوريا واليمن وباقى دولنا الاسلامية ، لكنهم عرفوا أن يبعدونا عن ديننا ويشككونا فى عقيدتنا وصنعوا لنا الاجهزة الحديثة لتلهينا ونشتريها باموالنا وليستفيدوا اقتصاديا ويوفروا جيوشهم وسلاحهم .
امتنا الاسلامية اليوم بحاجة قوية لمن ينهض بها ويأخذ بيدها للحق لتنهض من ثباتها وضياعها . أين علماء المسلمين وأين منظمات الاسلام وأين خطباء المساجد . لا ترجوا من الحكومات شىء لانها مشغولة فى ما أبتلت به ونسيت رسالتها الاسلامية . كل يوم يظهر لنا حزب جديد وقاعدة جديدة ومنظمة جديدة ، يموت الالاف ولا يعلمون فيما قتلوا ويشرد امثالهم ولا ذنب لهم ، اصبحنا لا ننكر منكرا ولا نأمر بمعروف ونحن أمة وسط لنكون شهداء على الناس فكيف نكون ونحن هكذا .
نناشد كل من له ذرة إيمان وضمير وصحوة اسلامية أن يسعى فى لم شمل هذه الامة وعلى العلماء والمنظمات الاسلامية والحكومات الاسلامية أن تجادل الخارجين عن الحق وتوضح لهم ما جاء فى كتاب الله وسنة نبيه عليه افضل الصلاة والتسليم ومن بعدهم من التابعين الاولين وأن كان ما يفعلونه أو يقومون به بدليل شرعى من الكتاب والسنة نقف معهم وأن كان من الشيطان أن ينصحوا ويوضح لهم الحق . ليس من حق المسلم ان يقتل اخاه المسلم ولا يؤذيه ولا يكفر أخاه المسلم ولا يخونه . كيف ينظر لنا الغرب ليدخل فى ديننا الذى هو عصمة أمرنا ونحن نقتل بعضنا ونؤذى غيرنا ونخون ونفسد ونقول نحن مسلمين والاسلام دين التسامح ودين الحق والعدل . اللهم اجمع شملنا على الحق وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا واجنبنا إياه .
[/JUSTIFY]