جائزة نوبل لأوباما لتحقيق السلام.. أم للنوايا الحسنة؟
جائزة نوبل للسلام.. كانت مفاجئة لباراك أوباما نفسه الذي لم يصدق النبأ.. خاصة أنه لم يعمل أكثر من «9» أشهر.. لم يحقق فيها أي سلام تحدث عنه في كل المناطق الساخنة.. بل كان كل ما وعد به عن تحقيق السلام لم يتعد الأقوال الى الأفعال.
ويبدو أن الذين رشحوه للجائزة.. ومنحوها له.. على اعتبار أنه صاحب نوايا حسنة فقط.. وكذلك يريدون ان يضعوه في طريق السلام بهذه الجائزة التي سوف تحرجه تماماً.
أوباما صرح كثيراً.. بقوله.. إن الحرب والسلام لا يصنعهما أوباما.. ويعني بذلك أن المؤسسات الأمريكية هي التي تصنع الحرب وتصنع السلام.
والمتأمل للإدارة الأمريكية التي يقودها أوباما.. يلحظ أن معظم أفرادها من الفريق الذي كان يعمل مع بوش.. الذي أدخل الجيش الأمريكي في حروب لا تنتهي.. قتل الأبرياء.. وشرد المواطنين من بلادهم دون أن يرمش له جفن.
إن أفكار مجموعة بوش.. ما زالت تتحكم في السياسة الأمريكية الخارجية حتى الآن.. وكثير من المراقبين غير متفائلين بأن يقود الرئيس أوباما حركة تغيير كبيرة.. لكنه يبذل جهوداً كبيرة لمحو الصورة البشعة لأمريكا التي طبعها بوش في أذهان العرب وكل الشرفاء في العالم.
أهم ما جاء به أوباما وما ظهر منه أنه صاحب نوايا حسنة.. لا غير.. لكن نأمل أن تضعه هذه الجائزة على المسار الصحيح لتحقيق السلام الذي وعد به في البؤر المتفجرة.. في العراق.. وفي أفغانستان، وأن يجتهد في حل مشكلة الشرق الأوسط كما وعد.. وأن يدعم مقترحات مندوبه ميتشل لحل القضية.. بإيقاف بناء المستوطنات أولاً.
أوباما يدرك تماماً.. أن هذه الجائزة لم تضل طريقها إليه.. وإنما هناك أهداف ومرامٍ من القوى التي أجبرت اللجنة على منح أوباما هذه الجائزة.
لقد حملوه مسؤولية كبرى.. وستفرض عليه جائزة نوبل للسلام أن يعمل من أجل السلام العالمي، وأن يفرض السلام في كل المناطق الساخنة والملتهبة. فأمريكا قادرة على كل شيء.. والجائزة تفرض عليه مسؤوليات كثيرة وكبيرة في هذا الاتجاه.. أهمها سحب الجيش الأمريكي من العراق.. ومن أفغانستان فوراً.. ثم التخلي تماماً عن لغة التهديد والوعيد والحرب.
إن نوايا أوباما الحسنة كانت أهم أسباب منحه جائزة نوبل للسلام.. وإن لم يعمل من أجل السلام ويحققه تماماً.. سيلعنه التاريخ ويسخر من رجل مُنح جائزة عالمية لأنه رجل سلام ولا يفعل شيئاً من أجل السلام سوى الأقوال.. والوعود والكلام.. نأمل أن يكون أوباما على قدر هذه الجائزة العظيمة.
كمال حسن بخيت :الراي العام