داليا الياس

رجال خارج الأسوار

[JUSTIFY]
رجال خارج الأسوار

# يعمد الرجال أحياناً لـ (الطفش) خارج أسوار المنزل أو القفص الذهبي.. ولكم أن تفهموا الكلمة بمعنيين.. أحدهما (الطفش) الذي نعرفه في قاموسنا اللغوي، وهو الخروج دون نية في العودة.. أو(الطفش) المعروف في الخليج العربي تعبيراً عن الملل أو الزهج.

فكثيراً ما تجأر النساء بالشكوى لأن أزواجهن قد هجروا بيوت الزوجية وأصبحوا لا يتواجدون إلا لماماً.. ويحكين العديد من القصص عن غياب الأزواج الطويل والمتعمد من المنزل, وحرص أحدهم على إيجاد المبررات الدائمة لقضاء معظم الساعات في الخارج حتى كاد أحدهم يعد ضيفاً أو زائر ليل!!

والزوجة بطبعها ترغب في رؤية زوجها باستمرار, لتستمد إحساسها بالأمان والاستقرار والكينونة, ولتعمد إلى مشاركته تفاصيل حياته كلها من خلال الحديث المسهب والحصار الدائم, ولا تألوا جهداً في سبيل التواصل معه وإن دعا الأمر لاختلاق المشاجرات والخلافات الزوجية المعتادة.

# لذلك نجدها ترفض كل ما يأخذه بعيداً عن حدود مملكتها وسطوتها المعنوية أو المادية. ولا تستطيع استيعاب ذلك الغياب الدائم وإن كانت له أسبابه المنطقية المتعلقة بالعمل أو طبيعة الزوج المهنية ورغبته في تحسين مستوى دخله من أجل حياة أكرم لها ولأبنائها، وهو ما يمكن تعريفه بالغياب المشروع وإن تقبلته المرأة على مضض.

ولكن يبقى الخلاف على الغياب السالب للزوج عبر التسكع مع الأصدقاء وخلق حياة منفصله ومنغلقه موازيه لحياته الأسرية ينفق فيها وقته الغالي بين المقاهي والمنتديات أو في لعب الورق حتى الساعات الأولى من الصباح!

# ولكن الرؤية المحايدة للموقف تجعلنا نؤكد أن هذا (الطفشان) له ما وراءه.. ويرجع لدوافع موضوعية تساهم المرأة فيها بنسبة 90% على الأقل.. وذلك عبر إثارة المشاكل وممارسة النكد اليومي وملاحقة الرجل بالطلبات التي لا تنتهي دون تقدير لأوضاعه المالية أو ظروفه النفسية، مما يجعله يلجأ لابتكار الوسائل التي تجعله بعيداً قد الإمكان عن مرمى هذه النيران الصديقة.. ولكن بالمقابل يوجد بعض الرجال يعمدون للغياب عن منازلهم لأسباب واهية تتعلق في الغالب بسلبيتهم الشخصية وعدم تقديرهم للمسؤوليات ورغبتهم الأكيدة في تدليل أنفسهم بعيداً عن رهق الزواج.. وقد يذهب الأمر لأبعد من هذا ويكون بسبب تعلق الرجل المستمر في عقله الباطن بحياة العزوبية أو ارتباطه القوي بوالدته أحياناً دون أن يتمكن من حل هذا الارتباط بصورة عاجلة وحاسمة, الشيء الذي يجعله مدفوعاً لقضاء أطول وقت ممكن في رحاب بيئته المنزلية الأصلية بين والديه وأخواته وكثيراً ما لا يجوز له إلزام زوجته بذلك فيترك لها حرية التصرف ما دامت ستتركه في حاله ليفعل ما يحلو له ليكونا قد دخلا فعلياً مرحلة الانفصال السريري وأصبحت حياتهما الزوجية حياتين في منزل واحد!!

# بعض الرجال والعياذ بالله – يرجحون كفة نزواتهم وأهوائهم على حساب بيوتهم!! وبعيداً عن طبيعة مثل هؤلاء غير القويمة فإن مساهمة المرأة في كل ذلك (الطفشان) تكون بسبب عدم قدرتها على الجذب بمعناه الواسع. سواءً على صعيد الشكل الخارجي أو مستوى النظافة أو شكل التعامل أو سياستها في تربية أبنائها ونظرتها للزواج. فالمرأة التي تعجز عن مد جسور الصداقة والإلفة مع زوجها تدفعه لأكثر من الهروب, والرجل يحتاج دائماً للركون والسكينة والراحة الزوجية والدفء الأسري.. وهذا ما يمكن أن نعمل كنساء على توفيره حالما التزمنا ببعض البنود التالية:

*اجعليه الأول في حياتك.. فالرجل طفل كبير يبحث عن الاهتمام وقد يغار حتى من أبنائه.

*اجعلي بيت قدر الإمكان دائم الترتيب والنظافة، فهو عنوانك لزوجك والآخرين.

*اهتمي بمظهرك داخل المنزل ولا تقصري الأمر على أوقات الخروج فتكوني في كامل زينتك في المناسبات الاجتماعية فقط.

*اختاري الوقت المناسب لبدء أي حوار يتعلق بشؤونكم العامة أو الخاصة لا سيما الطلبات على أن يكون حواراً ودوداً وبسيطاً.

*اظهري اهتمامك بتفاصيله وهواياته وعمله وأصدقائه لتكون هناك دائماً مواضيع للثرثرة فلا شيء يدفع للهروب مثل الصمت.

*لا تشعريه أنه لا يتعدى كونه محفظة نقود فحسب، فذلك مؤلم وجارح.

* استثمري غيابه ما لم تكوني امرأة عاملة – في تحقيق ذاتك والاستفادة من وقتك وتوطيد علاقاتك الاجتماعية وممارسة هواياتك حتى تشعري بالرضا, فالفراغ يشعرك بالملل ويشحنك بالحنق والعصبية تجاه زوجك ويدفعك للانفجار.

*قدري غيابه واحترمي أهله وأعينيه على الحياة.

وأخيراً.. فلتعلمي أنه الأقرب إليك وبيدك وحدك جميع مفاتيحه فلا تغلقيه أمام سعادتك وراحتك ونجاحك.

#تلويح:

فلنكن حكيمات.. كي لا (يطفش) الرجال ويبعثروا كرامتنا.

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. [COLOR=#FFDF00][B]شكرا كتير علي المعلومات لكن بصراحه الحياة الزوجيه بها وقفات يحتاج لبطل ليصمد امامه ,والمجتمع اصبح لا يهتم بالتربيه الدينيه فمسالة الشخص يصلي لكن افعاله يخالف فعله فهذهمشكله نجد غالب المشاكل من عدم تمسك البنت باخلاق وحياة نبينا محمد حتي الصلاه يكون بمراقبه وناهيك عن المعملات الدينيه والاخلاق والاداب ربنا [/COLOR]يكون في العون[/B][/COLOR]