تحقيقات وتقارير

السياسة الأمريكية الجديدة ….رياح فى سفن اليوناميد..!


عامان من الزمان أو يزيد قليلاً، قضتها قوات حفظ السلام الأممية المشهورة (باليوناميد) فى دارفور والتى لاتزال تقدم خدماتهاالأمنية و العسكرية واللوجستية والإجتماعية و بلغت هذه الخدمات مداها إلى درجة حراسة نساء المعسكرات فى دارفور عند الإحتطاب.
لكن اليوناميد تشعر بالأسف الشديد عندما تقابل هذه الخدمات بالجحود والانكار من قبل بعض السياسيين الذين وصفوها بالمهمة الفاشلة والانكى من ذ لك عندما تقابلها الحركات المسلحة فى دارفور بالإستهداف يوماً بعد يوم وتشن على قواتها الهجمات وعلى موظفيها (حد الاختطاف)
القرار رقم «1769»الصادر في31 يوليو 2007 والقاضى بنشر (26) الف جندي و(6432) شرطياً وفق أحكام الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة لايزال يعتبره المراقبون عالقاً وذلك بعد ان فشل المجتمع الدولى فى استكمال ماتبقى من عدد القوات الهجين من جهة وتوفير الدعم اللوجستى من جهة أخرى. وتقول التقارير الواردة من بعثة اليوناميد ان عدد القوات الحالى بلغ (17,454) والتى تمثل حوالى (71%) – أى- ان ماتبقى من العدد المطلوب لاكمال انتشار العملية حوالى (8000)آلاف جندى.وتحتاج اليوناميد لحوالى (18) طائرة حربية للوصول السريع لاستجلاء الحقائق.
وفى وقت شعرت اليوناميد نفسها فيه بإستحالة نجاح مهمتها فى دارفور هبت رياح سياسة الولايات المتحدة الجديدة امس الاول تجاه السودان حاملة ماتشتهى سفن اليوناميد وذلك عندما أعلنت ان دعم هذه القوات ونجاح مهمتها من اولويات المرحلة المقبلة وكانت الادارة الامريكية السابقة تعمدت تجاهل هذه القوات واحجمت عن تقديم الدعم لها بل وحرضت حلفاءها على السير فى ذات النهج لان الحكومة السودانية ظلت تشترط ان تكون تشكيلة هذه القوات من دول افريقية فى المقام الاول ولكن يبقى السؤال قائماً عندما رفضت الحكومة من قبل دخول اى قوات من دول غربية او دعم لوجستى فهل ستوافق الحكومة لواشنطن بلعب دور فى دارفور عبر اليوناميد؟
ويقول الفريق محمد بشير سليمان الناطق الرسمي السابق باسم الجيش لـ «الرأى العام» إن المجتمع الدولى ممثلاً فى بريطانيا وفرنسا وامريكا ليس عاجزاً عن توفير هذا العدد من الجنود او دعمه ولكنه فشل فى عملية جلب قوات حفظ سلام فى السودان من قوات غربية تحقق أهدافاً خاصة بها اما السياسة الامريكية الجديدة المعلنة تجاه السودان فقد اعلنت جملة خطوات بشأن انجاح مهمة اليوناميد. ويتوقع بشير لليوناميد النجاح فى مهمتها خاصة وان واشنطن جاءت للسودان هذه المرة راغبة فى انجاح العديد من الملفات السياسية والأمنية والأممية .
، ولكن واقع الحال يقول إن بعثة الامم المتحدة فى دارفور تواجه الآن تحديات أكبر من عملية اكتمال نشر القوات وذلك فى مايتعلق بمسألة نقص الدعم اللوجستى وندرة الطائرات الحربية التى تحتاجها فى عملية المراقبة الامر الذى جعل قواتها تتعرض يومياً للهجمات من قبل المسلحين ولا يزال اثنان من موظفيها مختطفين فى زالنجى من قبل مجهولين ويرى سليمان انه اذا ماتوفر الدعم اللجوستى وفق ما أعلن فى السياسة الامريكية الجديدة فى دارفور فان المهمة اى مهمة الهجين ستأخذ طريقاً جديداً نحو تحقيق الاهداف التى جاءت من أجلها.
وحول مدى نجاح وفشل القوات الهجين يرى الخبير الامني العميد ركن م. حسن بيومى ان تعثر الهجين يرجع الى افتقارها للرؤية الدولية لحل مشكلة دارفور، وتقاعس الدول المختلفة عن إمدادها بالطائرات وعدم وجود طاقم فني مؤهل، وهو الأمر الذي أدى لفشل تلك القوات في أداء مهامها الرئيسية بل وحتى في الدفاع عن نفسها وموظفيها ولكن حال التفاؤل التى حدثت للبعض عقب اعلان السياسة الامريكية الجديدة تجاه السودان والتى منحت اليوناميد إهتماماً وإستعداداً لتقديم الدعم قد يؤدى لتقدم نسبى فى مهمة اليوناميد فى المرحلة المقبلة خاصة وان العنف فى دارفور بدأ فى الانخفاض.
ويشير بيومى الى ان ماتحتاجه اليوناميد هو الدعم اللوجستى فقط لان تحسن الوضع الأمنى لايحتاج الى قوات اضافية وانما لدعم لوجستى فقط .
اما نور الدين المازنى الناطق الرسمى للبعثة يقول إن اليوناميد تقدم خدمات كبيرة لاهل دارفور تتمثل فى حماية النازحين والدفاع عن المدنيين الى جانب المساهمة فى تقريب وجهات النظر بين اطراف النزاع من اجل تحقيق الاستقرار السياسى والامنى وقال المازنى فى حديث سابق (للرأى العام) إن إنخفاض العنف والاستقرارالذى تحقق فى بعض مناطق دارفور يرجع الى الجهود العسكرية والسياسية التى تبذلها اليوناميد وان عملية استهداف قواتها تتنافى مع الرسالة التى يقوم بها هؤلا الجنود ونتوقع لدارفوراستقراراً أفضل بفضل مجهودات اليوناميد.اذا ما استطاعت النجاح فى المهام الاتية :
ومهما يكن من قول فان أهل دارفور قبائل وحكومة فى إنتظار عودة الاوضاع الامنية التى هى اساس تفويض اليوناميد الى جانب حماية النازحين وتوفير الاحتياجات الانسانية ودعم تنفيذ سلام دارفور ومراقبة الوضع على الحدود . اذاً كل هذه المهام تنتظر اليوناميد التى بدورها تنتظر هى أيضاً الدعم اللوجستى من المجتمع الدولى الذى تحمله سياسات واشنطن الجديدة تجاه دارفور.
خالد فرح :الراي العام