احمد دندش

ثقافة (الورا..ورا).!


[JUSTIFY]
ثقافة (الورا..ورا).!

بات من الطبيعي خلال الاشهر الماضية الاخيرة ان نشاهد فناناً شاباً (مغموراً) وهو (يجلبط) وجهه بـ(بودرة) ويقف على مسرح مرتدياً على صدره (تونيك)-والتونيك هو احدى قطع ملابس الفتيات التي يرتدينها تحت قطعة اخرى-(يعني البنات بلبسوهو تحت قطعة تانية..وديل بلبسوهو براااااهو)-شفتو (قوة العين) دي.؟
المهم…اصبح مثل ذلك المشهد لايحتاج لان ترسم على وجهك اي معلم للدهشة، ولن تملك كذلك الا ان تضرب يداً بيد، قبل ان تنهض لتغادر مكانك-ان كنت من المحترمين-لتنآي بنفسك بالطبع عن الجلوس والاستماع لمثل هذه الفئة الجديدة التى ظهرت من الفنانين (ابو تونكات وبودرة).و…(حاجات تانية حاميانا)، وستكون رابحاً بالطبع إن استفدت من وقتك لتلحق بأي امر هام آخر بدلاً من الجلوس والاستماع لمثل هؤلا الذين يستحقون تماماً الاجابة على سؤال القذافي: (من انتم)..؟؟؟
قبيل ايام وجدت في احدى القروبات على موقع الواتساب صورة لمثل هذا النموذج الذى احكي لكم عنه اعلاه، واصدقكم القول انني اصبت بخيبة امل وصدمة كبيرة، ليس في ذلك الشاب، (لأنو هو اصلاً ماناقص خيبة)، ولكن في المجتمع السوداني الذى صار يفتح بيوت (اعراسه) لمثل اولئك للغناء فيها بحناجرهم وبـ(اشياء اخرى).!
مامعنى ان نفتح بيوتنا لمثل اولئك..؟…هل عدمت البلد الفنانين المحترمين..؟..ام اننا صرنا عرضة لثقافة جديدة طابعها (الخشلعة) وعنوانها الابرز (ثقافة الورا..ورا)..؟…وقبل كل هذا، اين هي الجهات المسؤولة عن الفنون في هذه البلاد، (طبعاً حكاية اين هي الجهات المسؤولة دي بتغيظ ناس كتيرين من تكرارنا لها).
نعم…الوسط الفني في السودان اليوم (موبؤ) ومصاب بالعديد من الامراض اقلها (الهبوط الحاد في الاغنيات) واخطرها (التدجين السئ) الذى يمارس لثقافات الغرب واهتماماتهم لتصبح هي من ضمن عناصر المجتمع السوداني، وهذه هي الكارثة التى لم ينتبه لها الكثيرون، فالكثير من معالم فننا السوداني باتت تتراجع وتحل مكانها ثقافات اخرى و(مظاهر) مختلفة كذلك، ويمكنكم الجلوس مع انفسكم بهدؤ ومراجعة التاريخ ومقارنته بالحاضر وستجدون اننا (خسرنا) الكثير من (وزن) فننا المحترم.
جدعة:
الاسرة السودانية التى تقوم بإستضافة فنان من عينة -(الرجالة تطير)- لاتستحق على الاطلاق ان ندافع عنها وعن ذوقها فهي مساهمة بشكل كبير في تمدد مساحات الداء في جسد الاغنية والمجتمع السوداني، والفنان الذى يحرص على ارتداء (التونك) اكثر من القميص لايستحق ايضاً ان نشير اليه بأسمه، يكفيه فقط ان ينظر لنفسه في المرآة ويحدد اولاً الى اي (جنس) ينتمي.!
شربكة أخيرة:
بالتأكيد لن نطمح من احد مطربي -(البلوزات والتونك)- ان يردد لنا في حفل ما اغنية (الطير المهاجر) او (الذكريات)، لأن هذه الاغنيات تحديداً هي من يعملون على قتلها والغائها من عقلية المستمع السوداني ضمن خطة متكاملة للقضاء على الفن السوداني المحترم الرصين والتأسيس لفن آخر ثقافته السائدة (تبدأ من الخلف)-او كما يسمونها بـ(ثقافة الورا..ورا).!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني