منى سلمان

اجيال من القصار !!

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] اجيال من القصار !! [/B][/CENTER]

في طفولتنا المبكرة قبل انخراطنا في سلك السلّم التأليمي .. بل حتى وقبل دخولنا للروضة حيث كانت أعمارنا تتراوح بين الثلاث أو الأربع سنوات .. كنا نلعب في ظل شجرة النيم الظليلة التي تقع امام بيتنا طوال فترة الصباحية، وعندما يحين وقت الفطور كنا نتوقف عن لعبنا، ونقبع القرفصاء صفا بجوار الحائط لنتابع بعين المهابة والخوف، جموع طلاب الثانوي العالي المتدفقين عبر بوابة المدرسة التي تقع في بداية الشارع، حيث يتوجهون لدكان الحي ويتجمعون (كارات .. كارات) حول صحانة (البوش) أمام الدكان .. نجلس في صمت واعيننا الصغيرة متسعة ملؤها الدهشة تراقب مزاحهم الخشن الممزوج بالمخاشنات والملابعات ومطاردة بعضهم للبعض في (لتاخة) تحنن، ربما مبعثها مظاهر الرجولة المبكرة وللا المتأخرة ما عارفة !!
فقد كانوا طوالا عراضا بـ (شنبات) كالتي غنت لها نصرة (أنا بحب الشنب المكبر)، ويكسوا الشعر الكثيف هاماتهم على شكل (قجة)، وآخر على جنبات الوجوه ولعل اسمه (الوسكر)، أما سيقانهم (الكمر) فقد كانت بادية للعيان بسبب (الأردية) القصيرة .. لا ادري لماذا قلّ مؤخرا نمو شعر الرجال .. تلوث بيئي وأكل الجداد المتغذي بالهرمونات أم هي كترة الهموم حمت الشعر يقوم !!
خلاصة القول أن طلاب الثانوي العالي وقتها كانوا رجال (لازمين)، وربما كان ذلك مسوقا لأساتذتهم للحضور إلى المدارس مدججين بالعصي والكريزات والخيزرانات وما شابهها من أسلحة القتال، ليتمكنوا من السيطرة على طلاب يماثلوهم في الطول والعرض ويبذونهم في انتفاخ الجيوب بعلب السجائر واكياس (التمبكة).
أذكر واقعة حكاها لنا شقيقي (الكبير) عندما كان يدرّس لهم أستاذ قصير القامة هزيل البنية ليست الوسامة من ضمن صفاته الفوتغرافية، وبينما كان هذا الاستاذ يكتب على السبورة معطيا ظهره للطلاب .. صاح أحد (عتاولة) الطلبة بعد أن دس رأسه داخل الدرج:
أستاذ (..) القرد !
فما كان من الأستاذ إلا أن رد عليه ببساطة ودون أن يلتفت أو حتى يقطع انهماكه في الكتابة:
قرد أبوك !!
حسنا يا جماعة، لا أدري لاي الاسباب يمكن ان نعزي اختفاء ظاهرة الطالب ذو الحجم العائلي الذي ينتمي لفصيلة العماليق .. هل هو انخفاض سن الدخول للمدرسة وبالتالي يتخرج الطالب من الجامعة قبل ان يصل لسن طلاب الثانوي قديما .. ام هى قلة البركة والمحقة التي صاحبت آخر الزمان قد تسببت في تقزّم الابناء .. على كل حال مالم يعترف أهل التعليم بضرورة معالجة تبعات سياسات البصيرة أم حمد فقريبا، سيجتمع أطفال في عمر الروضة الزمان مع مراهقين من ذوي العضلات التبش .. مخيرين !!
مخرج
على قولة اهلنا المصريين (لا تعايرني ولا اعايرك .. الهم طايلني وطايلك) فقد اشتكى احد المتوهمين عبر قناة تلفزيونية من شناة وتقزم اطوال البنات العاملات (كيف .. كيف) ودقة حجمهن بالمقارنة مع اجيال الجدات والامهات فارعات الطول اللاتي كن يمشين كمشي الوجي الوحل .. نقول له المقولة السابقة ونلحقها بـ (قالوا الجمل ما بشوف عوجة رقبتو) !!
[/JUSTIFY][/SIZE]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

‫4 تعليقات

  1. من المشاهدات والملاحظات العامة هى أن كل بنات جيل الأنقاذ -كلهن قالب واحد تفريبا – الوزن من 40 الى 45 كيلو بالكثير والطول من 145- 150 سم – يعتى قصر و قلة لحم و زيادة غير عادية فى الشناة – و طبعا هذا يرجع الى سوء التغذية للغالبية العظمى حيث أن سوء التغذية فى الصغر من المسببات الرئيسية لقصر القامة – وثانيا لسوء حكومتنا و حكامنا و طبعا هذا يرجع لسوء نياتنا وسرائرنا و سواد قلوبنا – وهو تطبيق عملى للمقولة الماثورة ( كما تكونوا يول عليكم ) فكان نصيبنا أحمق رأرعن رئيس و اسوأ حكام و ولاة .

  2. انتي بس حرقك قولة الراجل في التلفزيون انكن شينات بس ما قال الا الحقيقة طيب راغب علامة ما قال كدا برضو