أبشر الماحي الصائم

الوطني.. الآخرون يهربون


[JUSTIFY]
الوطني.. الآخرون يهربون

*أسند حزب المؤتمر الوطني عمليات بناء القطاعات الفئوية إلى الدكتور الأمين دفع الله، وحسب إفادات رجل الهلالية عشرين جواد تسك سبعمائة.. أن عمليات البناء في حزبه هذه المرة تجري فعالياتها بصورة صارمة وفق الكفاءة والعطاء وبمعزل عن العواطف والأسماء والتدخلات.

*وخلال الفترة القليلة القادمة سيكون حزب المؤتمر الوطني جاهزاً للذهاب إلى صناديق الاقتراعات بجيل جديد أكثر حركة ونشاطاً وإصراراً، والحزب، وحسب رواته وسدنته، إنما يفعل ذلك إيفاءً لعهوده القديمة الجديدة بأن تجري الإنتخابات في موعدها.

*والأحزاب على ضلالها القديم، أعني على حالها التاريخي القديم، بل إن بعضها لم يعقد مؤتمراً منذ عقود بأكملها، وذلك لتحريك الدماء في شرايين وأوردة الحزب حتى تتم عمليات ضخ الدماء في كل أنحاء الجسد، ومن ثم التجديد والحراك والتفاعل.

*على أن الديمقراطية التي يمطروننا بوابل نشيدها في اليوم والليلة عشرات المرات، لم تكن إلا حركة في داخل الجسد الحزبي في المقام الأول، وذلك قبل أن تخرج لمقارعة الآخرين، وقديماً قيل إن فاقد الشيء لا يعطيه، فالذي نفسه بغير ديمقراطية غير مؤهل أخلاقياً وفكرياً ليحدثنا عن الديمقراطية، فعلى الأقل أن هنالك (تمارين كثيرة) للياقة والاحتكاكات والبروفات التمهيدية يفترض أن يجريها الحزب حتى يكون جاهزاً للمونديال الأكبر.

*لقد أنفقت الأحزاب السودانية خلال ربع قرن من الإنقاذ أناشيد كثيرة وبكائيات غزيرة، أسفاً على الديمقراطية والحريات والأنشطة الحزبية، وكنت أتصور والكثيرون، يوم أن تفتح هذه الأبواب على مصراعيها، أن تعتمر إليها الأحزاب وتحج وتؤدي مناسكها ومشاعرها لطالما كانت هي أمنيتها.

*غير أن بعض أحزابنا قد أعيتها تحضيرات ندوة واحدة، فلقد عجزت عن توفير (بضع كراسي وألواح ثلج وجهاز ساوند سيستم) وذلك فضلاً على الجماهير.

*إذن والحال هذه فمن الطبيعي أن يهرب الكثيرون إلى الأمام، أن ترفض الأحزاب إقامة الإنتخابات في موعدها، ولن يعدم أحد حجة يداري بها سوأة حزبه ويدفع كل الكرات إلى ميدان حزب المؤتمر الوطني الذي لا ذنب له إلا أنه أقام الحجة الديمقراطية عليهم جميعاً.

*ولنكن أكثر صراحة، فهنالك أحزاب لا تملك المواد الخام الجماهيرية لبناء هذه الديمقراطية، فأكثر الأحزاب مناداة بالديمقراطية هو الحزب الشيوعي السوداني، الذي خلال تاريخه العريق لم يحرز ثلاثة مقاعد وأطربتني ذات مرة مصداقية الأستاذ صديق يوسف المتحدث الرسمي بإسم الشيوعيين قال الرجل “نحن حزب كفاحي نضالي ولسنا حزباً جماهيراً”! وهذا لعمري يعني أن معاولهم للتغيير لم تكن جماهيرية وديمقراطية، وإن عزفوا عليها ولها آلاف الكورالات، وإنما ينتظرون نضالات الرفاق والحلفاء في الجبهات والحركات، على أن السيف أصدق أنباء من الكتب، في حده الحد بين الجد واللعب!

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]


تعليق واحد

  1. و لماذا انقلبت انت و حزبك على الديمقراطية اذا كنت تملك كل تلك الشريعة و لماذا تعود لتحاور من انقلبت ضده قبل 25 عاما” , الم يكفيك ربع قرن لتنشر فكرك الرسالي و تقنع السودانيين بمصداقيتك ؟؟.