أ.د. معز عمر بخيت
جلاها واقفة..!!

رئيس حزب الأمة تاريخياً وطبعاً وممارسة لا يميل كثيراً ولا يؤمن بالحلول العسكرية ذات الطابع العنيف، هذه ميزة للسيد الإمام يجب أن تحفظ له، ما كان قط الرجل فظاً أو غليظ المسلك ضد خصومه، صحيح أنه دائم الاستياء والتوجس من خصومه داخل الحزب وخارجه ولكنه لا ينهي تلك الخصومة بأي أسلوب خارج الأطر السلمية.. “المهدي” حتى في الإقصاء الصحيح أو المتعمد يفعل ذلك بقفازات ديمقراطية ناعمة! فيما حلفاؤه الجدد على العكس منه تماماً، خطابهم إقصائي يستهدف تغييرات ثورية تصوب أعينها على أهداف أبرز علاماتها حزب الأمة وكيان الأنصار بالجملة و”المهدي” على رأس تلك الأهداف، فهو في فكر الثورية متخاذل وبعض من منظومة النخبة السودانية التي حكمت بشرعية علو النسب والصفاء العرقي!
إنه حلف مؤقت لأغراض استعراضية ابتزازية، لن يتجاوز إطلاقاً محطة الوعود المرسلة وخطاب العلاقات العامة، ولن يشقى به إلا الصحافيون الذين عليهم ترقب بيانات مملة ومحشوة بالحديث المحشو بالإشارات والتنبيهات والجمل الاعتراضية والرؤى الفلسفية التي ما قتلت ذبابة أو أقامت صحيحاً في المشهد الوطني أو قومت معوجاً! ولهذا فسينتهي الأمر بعودة ما لـ”الصادق المهدي” إلى الداخل بمسمى من عبقريات استلهامات الرجل البارع والحذق في إطلاق العناوين والمظلات التي يرغب في ترويج موقفه تحتها، وسيكون الوضع داخل حزبه في الحالين الخروج والعودة- هتاف (غير الصادق ما بنصادق)، فما عرف للحزب رأي غير رأي سيده وصاحبه ومالك شهادة بحثه بالاسم والوراثة.
بالإجمال لا نقاط يكسبها رئيس الوزراء السابق من هذه الخطوة التي تضع السياسي المخضرم في خانة (الكيشة) ومن (يجلوها واقفة) ذلك أن مكاسب “ود المهدي” من الحوار الوطني بالداخل مع الحكومة والمعارضة كانت في حال نجاح الحوار أو فشله ستكون أكبر وأكثر فائدة من توجهه الجديد، الذي نسأل الله له فيه السلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر.
[/SIZE]
أ.د. معز عمر بخيت – عكس الريح
صحيفة المجهر السياسي
[Email]moizbakhiet@yahoo.com[/Email]

