عالمية

فرنسا تشكك في رغبة اسرائيل في السلام


باريس (رويترز) – قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر يوم الثلاثاء ان فرنسا تخشى ان اسرائيل لم تعد راغبة في التوصل لاتفاق سلام في الشرق الاوسط مضيفا ان باريس لا تزال تعارض بشدة بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

وأجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات مع الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاثنين لم تحظ على غير العادة باهتمام اعلامي ومن المقرر ان يجري محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاربعاء.

وأوضح كوشنر في حديث لاذاعة (فرانس انتير) انه لا يتوقع اي انفراجة سريعة في مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية.

وقال كوشنر “ما يؤلمني حقا..وهذا يشعرنا بالصدمة..هو انه كانت هناك من قبل حركة سلام كبيرة في اسرائيل. كان هناك يسار جعل صوته مسموعا ورغبة حقيقية في السلام.”

وأضاف “يبدو لي.. وامل ان اكون مخطئا تماما.. ان هذه الرغبة تلاشت تماما كما لو ان الناس لم يعودوا يؤمنون به (السلام).”

وعندما تولى ساركوزي السلطة عام 2007 عمل بجد لتحسين العلاقات الفرنسية مع اسرائيل والتي شابها الفتور احيانا على اعتقاد ان باريس لن تكون شريكا موثوقا به في محادثات سلام الشرق الاوسط اذا نظر اليها على انها منحازة للعرب.

لكن العلاقات مع حكومة نتنياهو لم تكن سهلة وجاهرت فرنسا على وجه الخصوص بمطالبة اسرائيل بوقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.

وخفف اوباما في الاونة الاخيرة الضغط الامريكي على اسرائيل بشأن المستوطنات داعيا الى تقييد البناء لا تجميده كما طالب من قبل. لكن كوشنر لم يلمح الى اي تخفيف في المعارضة الفرنسية للمستوطنات.

واضاف “هناك اختلاف فعلي في الرأي بشأن هذا (بين ساركوزي ونتنياهو).”

وفي تأكيد على التوتر الذي يعتري احيانا علاقات البلدين ألغى كوشنر زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية الشهر الماضي. ولم يقدم سبب رسمي للالغاء لكن دبلوماسيا فرنسيا قال ان اسرائيل تجعل الوصول الى غزة امر صعب.

واكد كوشنر يوم الثلاثاء انه سيزور المنطقة “في الايام المقبلة” وقال انه سيستغل الزيارة لمحاولة اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالترشح لفترة أخرى في الانتخابات المقررة في يناير كانون الثاني.

واعلن عباس الاسبوع الماضي انه لن يسعى لفترة رئاسية جديدة. وتخشى فرنسا ان يكون الجيل الاصغر من الساسة الفلسطينيين اقل التزاما بالسعي لاتفاق سلام.

وقال كوشنر “يتعين علينا اعادة النظر في ذلك مع محمود عباس.”

وبعد يومين من زيارة نتنياهو سيزور الرئيس السوري بشار الاسد فرنسا ايضا لاجراء محادثات مع ساركوزي.

وقال مسؤولون فرنسيون انه لا توجد صلة بين اللقاءين لوأد اي تكهنات بأن فرنسا ربما تحاول التوسط بين الدولتين.