فرق كبير!

كثيراً ما نطالع في الأخبار أن فلاناً تم اختياره ليمثل السودان في المسابقة (الفلانية) أو المهرجان (الفلتكاني)، والغريب أننا لا نجد أي تفسير أو تعريف للسبب الذي جعل (فلان داك) هو ممثل السودان كله في تلك الجزئية، وغالباً ما نعثر على خبر صغير يستقر على أيٍّ من جوانب الصفحة مرفق بصورة لذلك المشارك وانتهى الأمر.
بالله عليكم كيف يتم استسهال أمر مهم مثل تمثيل السودان في الخارج؟ وكيف يتعامل القائمون على الأمر مع تلك الفرضية بتلك الصورة المؤسفة من اللامبالاة؟.
من يمثل السودان في أي محفل خارجي لا بد أن يكون عليه إجماع (وطني) تماماً مثل القرارات السياسية الحاسمة، فتمثيل السودان في شتى المجالات فنونها وثقافتها ورياضتها لا بد أن يتم التعامل معه بالكثير من الحساسية والدراسات والإحصاءات كذلك، والتي من شأنها أن تقود لمشاركة أكثر (سُترة).
الأمر الآخر والذي يستوجب الجلوس لتقييمه هو تلك (اللجان) التي (تنبثق)-حلوة تنبثق دي- من أجل تقييم الشخص المشارك باسم السودان، ووضع خطة عمل واضحة لها ودراسات متأنية كذلك لمعرفة النقاط الإيجابية فيها من السلبية، مع تعريف المواطنين بأعضائها وإطلاق استفتاء كذلك حولهم، وذلك لأن الشخص الذي سيغادر البلاد للمشاركة سيمثل كل السودان، ولن يمثل نفسه فقط، وبالتالي فمن الضرورة أن يوافق كل الشعب عليه وعلى أعضاء اللجنة التي تقيمه كذلك.
أعرف أن بعضكم سيقول عند هذه النقطة: (يا خي الزول دا بيبالغ.. كيف يعني الشعب كلو يوافق؟).. ولأولئك أقول إن كان صعباً جداً إشراك الشعب في اختيار من يمثله، فبالتأكيد لا يوجد أصعب من اختيار شخص (يمثل به)، و(يمرمط) بسمعة هذا البلد (الواطة)، لذلك كونوا أكثر إنصافاً وأكثر حيادية، واتركوا الشعب يختار ممثله بهدوء، بعيداً عن (العلاقات العامة) وحكاية (صاحبي وصاحبك)، واجتماعات القاعات المكيفة التي لا يحضرها أكثر من (شخصين).
شربكة أخيرة:
هنالك فرق كبير جداً بين من (يمثلنا) وبين من (يمثل بنا)!.
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني