رجل نقناق!

[ALIGN=CENTER]رجل نقناق! [/ALIGN] نقناق درجة أولى.. تشتكي منه زوجته لطوب الأرض.. لحجرها لترابها للطير في سمائه.. كثير الكلام والإنتقاد.. لا يعجبه العجب ولا يرضيه أن تأتيه بلبن العصفور.. رجل متعنت ينظر اليها كأنها «خادمة» خُلقت من أجل راحته.. لا يهمه مدى تعبها وإجهادها فقط عليها أن تكون حاضرة في الحين والحال ولا يمكنها أن تقول إلا حاضر.. حاضر «جيبي الموية.. جيبي الشاي.. ختي داك.. شيلي دا..» وصل بها الحال الذهاب لأحد العلماء ليفتيها عن خدمته وتحمل «نقته» فوجدت ذلك الشيخ العصري المرن الذي قال لها «الأصل إن تقومي بحقوقه الشرعية فقط أما خدمته الأخرى يتوجب عليه أن يأتيك بمن يساعدك أو يخدمك.. من ناحية شرعية أنت لست ملزمة بكل ما حكيتي.. ولكن بحكم العشرة والألفة والمودة والرحمة عليك العمل على ذلك» فما صدقت أن ذلك من ناحية الذوق الإنسانية..رجعت اليه وهي مضمرة ومتأبطة شراً.. سوف تعلن التوقف عن كثرة تنفيذ مشوايره الكثيرة جداً.. وتضرب عن خدمته.. دخلت إلى البيت.. فوجدته قد أتى لتوه من السوق حيث يعود باكراً قبلها.. متمدداً على «السرير» فما صدق أنها دخلت حتى بدأ في طلباته وما درى أنها تبيت النية بحكم الفتوى التي أمرها بها ذلك الشيخ العصري.. «يللا يا فاطمة قوام جيبي لي موية» ردت عليه في الحال «مالك.. ما شايف الحفاظة دي.. ما تقوم تشرب براك».. «يا ولية مالك.. قومي على حيلك أديني الموية دي.. وختي الشاي في النار.. وناوليني العراقي دا والسفنجة.. وشوفي أكان ما في موية أملي لي الإبريق عشان أصلي.. وجيبي السجادة أفرشها بجاي.. و…» صمت فاطمة اذنها عن سماع سلسلة مشاويره اليومية التي كانت تقضيها بلا «فتوى» أما اليوم هي تمتلك ذلك السند الذي وهبها له الشيخ العصري المرن.. «شوف يا زول هوي.. من الليلة ما تسألني إلا من حقوقك الشرعية بس.. مشاويرك الكثيرة دي قوم عليها براك ولا جيب ليك شغالة..» آخر الكلام.. عمك طنطن طنطنة شديد معتقداً في نفسه «أن الولية جنت خلاص لازم تتأدب بأختها..».
سياج – آخر لحظة
الاميل :fadwamusa8@hotmail.com