تحقيقات وتقارير

إضافة استراتيجية للعاصمة :(الحلفايا) يقترب من الانضمام الي نادي الجسور

قطعت أعمال التشييد في جسر الحلفايا – الحتانة شوطا بعيدا وبلغت نسبة التشييد 85% من العمل بالجسر وفقا للشركة المنفذة .
« الصحافة» رافقت والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن أحمد الخضر في زيارته التفقدية عصر الثلاثاء لموقع الجسر، واعدت التقرير التالي :
الافتقار للطرق الداخلية الكافية والجسور كان ابرز ملامح الخرطوم طيلة العقود الخمسة الماضية وهي الفترة التي شهدت نموا مضطردا للعاصمة وهو نمو جاء سلبيا اذ لم تصاحبه معدلات نمو موازية في البنيات التحتية، كانت الهجرة نحو العاصمة بسبب الجفاف والحروب الأهلية فتمددت المدينة عشوائيا وبعيدا عن التخطيط الحضري ما أسهم بصورة مباشرة – اضافة لعوامل اقتصادية أخري – في تجاهل النهج العلمي في تطوير المدينة، كما أن غياب الارادة السياسية وترتيب الأولويات قد أسهما كثيرا في تأزم الموقف .
وفي اعقاب تدفق النفط ودرجة المعافاة التي صار اليها الاقتصاد الوطني بدأت الطرق تنوء بالسيارات، التي تقول المصادر الرسمية ان كثافة السيارات علي الكيلومتر الواحد في بعض طرق الخرطوم ذات الكثافة العالية «170» سيارة على الكيلومتر الواحد من الطرق ذات الكثافة العالية، والتي لا يتجاوز طولها «790» كيلومتراً من جملة طرق العاصمة البالغة «3» آلاف كيلومتر، وهذا يعني ان الخرطوم ماضية لتكون احدي اكثر المدن اختناقا ما لم تتخذ سلطات الولاية التدابير الكافية لانسياب هذه السيارات .
الخروج من الأزمة ، كما اتفق عليها الخبراء، يتمثل في اعادة توزيع المراكز الخدمية حتى لا يضطر المواطن للتوجه لمركز المدينة لقضاء كل احتياجاته التسويقية والديوانية «الاجرائية»، أي نقل الخدمات المتمركزة، بوسط المدينة مع ضرورة ولوج الدولة وتشجيعها الاستثمار في المواقف، اضافة لاستغلال السكة الحديد والنقل المائي مع ضرورة الاعتناء بهندسة المرور وتنظيمها و المضي لانشاء المزيد من الجسور والكباري العلوية، فكانت مشروعات الجسور التي بدأت بجسر الانقاذ والمنشية والمك نمر والدباسيين وجسر الحلفايا وغيرها .
يقول الدكتور عبدالرحمن أحمد الخضر والي الخرطوم، ان جسر الحلفايا يشكل مع جسري سوبا والدباسيين مثلث الجسور التي يقوم عليها الطريق الدائري الاوسط بهدف تحويل مسار الشاحنات العابرة ومنع دخولها لمركز المدينة ، وقد بدأ تنفيذ المشروع بواسطة شركة يابي مركز التركية بتكلفة بلغت «30» مليون يورو، ووفقا لكراسة التعاقد فقد جاء الانشاء خلال «28» شهرا وقد قطع العمل «85%» وسيتم افتتاح الجسر خلال اعياد الاستقلال في يناير المقبل لتشرع الولاية في تنفيذ جسر سوبا والذي تم توفير التمويل اللازم لانشائه .
في قراءة للسمات الفنية للجسر تحدث «للصحافة» المهندس فارس عبدالرازق من شركة اسبان وهي الاستشاري الفني للمشروع، ان الجسر جاء مواكبا لاحدث تقنيات صناعة الجسور وهو مكون من جسرين يفصل بينهما عازل الخدمات اضافة للحواجز الخرصانية لضمان السلامة المرورية خاصة ان الجسر صمم لمرور الشاحنات الثقيلة، ويشمل ستة مسارات للمرور ثلاثة مسارات لكل جسر، وطول الجسر في النهر «910» أمتار وبعرض يبلغ «27» مترا وهو بذلك اطول جسر بالخرطوم والثاني بعد جسر الدمازين .
وتعتبر شركة اسبان اول استشاري وطني يقوم بمثل هذا العمل الذي يعني بتحمل مسؤولية الاشراف والسيطرة النوعية وكافة الانواع والمواد المستخدمة في المشروع .
بقي القول ان الطريق الدائري المصاحب للمشروع في قطاع ام درمان سيفتتح في ذات التاريخ المضروب لميقات افتتاح المشروع ويبلغ طول الطريق «130» كيلومتر، بثلاثة مسارات في كل اتجاه، ويجعل من منطقة غرب الحارات بام درمان مناطق حضرية مرتبطة بكافة انحاء العاصمة .

بلة علي عمر :الصحافة