مقالات متنوعة
ثمرة سلام الشجعان بميدان الجيش
وإذا كانت دعوة الحركات التي مازالت متمردة أو التي عاودت واستنأنفت التمرد مثل حركة مناوي إذا كانت دعوتها للانضمام لركب السلام يراها الناس في أجواء دمج جنود حركة العدل والمساواة جناح السلام في القوات المسلحة دعوة ساذجة. فدعونا هنا من مسألة الدعوة وإن كان قد جددها والي شمال دارفور الأستاذ عثمان كبر وهو يعبر عن سعادته بما شهده أمس الأول في ميدان الجيش.. وكبر معروف انه صاحب مبادرات سلام وصلح، ودائماً يتجنب الخصومات باعتبار أنها تشكل الشرارات لإشعال الفتن والحروب، وقد رأينا دعوته للصلح المستجابة من قبل أخيه الشيخ موسى هلال أخيراً. ودعونا من هذه الدعوة، ولنحسب رجاحة مصلحة المتمردين، الذين اضطرتهم الظروف الآن في جنوب السودان لخوض حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. فهم إن وقفوا مع قوات سلفا كير ضد معسكر مشار غداً سيعود الأخير الى الحكم في جوبا، ولا ننسى أن رئيس وفد التفاوض التابع لمشار قد اشترط لاعادة الأوضاع الأمنية في الجنوب الى ما كانت عليه قبل 16 ديسمبر 2013م، اشترط طرد «القوات الأجنبية» التي تحارب الى جانب معسكر سلفا كير، وقد أشار الى القوات الأجنبية وقوات حركتي العدل والمساواة وحركة مناوي.
إذن التطورات الآن على أرض الجنوب من شأنها أن تنهك طاقات متمردي دارفور هناك ليخلو الجو بعد ذلك لقوات قطاع الشمال لتكون لهم الفرص الأكبر والأفضل في المناصب والامتيازات لوحدهم بعد أية تسوية مع الخرطوم، وأضف اليها مستقبل الحكم في جوبا الذي سيكون جزء منه معسكر مشار صاحب الثأرات ضد «القوات الأجنبية». كل هذا سيجعل الى حد كبير مصير متمردي دارفور هناك نفس مصيرهم بعد إطاحة حكم معمر القذافي. فالوصول الى اتفاق حكومة انتقالية في جوبا لا يعني اطاحة سلفا كير، لكن يعني تقاسم الصلاحيات معه، خاصة إذا أصبح مشار رئيساً للوزراء.. وأصبح تعبان دينق وزيراً للدفاع أو في أي منصب رفيع آخر.
فأمام حركة العدل والمساواة جناح خليل وحركة تحرير السودان جناح مناوي العودة «الطوعية» وعودة سلام الشجعان مثلما عادت حركة العدل والمساواة جناح السلام. وهذه حسابات وليست دعوة، فكاتب هذه السطور ليس معنياً بالدعوة أكثر من الحكومة، وإنما معني بقراءة الحسابات السياسية. واستيعاب الدفعة الأولى من قوات حركة العدل والمساواة في القوات المسلحة يعني أن هذه الحركة حسبت حسابات صحيحة متجردة ليس فيها طمع ولا كراهية ولا خيالات.
الكاتب : خالد حسن كسلا
الحال الآن – صحيفة الإنتباهة