احمد دندش

البصات الجديدة..(البيضة والحجر).!


[JUSTIFY]
البصات الجديدة..(البيضة والحجر).!

شاهدت امس عدد من البصات الجديدة بشوارع الخرطوم، تلك البصات التى يطلق عليها البعض لقب (ميني بص)، وذلك في إشارة الى صغر حجمها عن رفيقاتها الكبار من (بصات الولاية)، ولعل اول مالفت نظري في تلك البصات الجديدة هو (التكدس الغير معقول) الذى تعاني منه برغم صغر حجمها، مما يؤكد ان عمرها لن يكون طويلاً على الاطلاق في شوارع العاصمة وسرعان ماستؤول للمعاش الاجباري بسبب غياب النظام والإستخدام الخاطئ.
مامعنى ان يحمل (ميني بص) اكثر من مائة وخمسون شخصاً-تقريباً-..؟…ولماذا لم يتم توزيع تلك البصات على العاصمة بمقدار يتيح الحفاظ عليها وذلك بمنح كمية اكبر منها للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، بحيث تحقق الجهات المسؤولة عن تلك البصات عدداً من الفوائد في مقدمتها ضمان حفاظها على جودة تلك البصات الجديدة من الإستهلاك الخاطئ وظاهرة (الشماعة) المقيتة، الى جانب إراحة المواطنين بحيث يجد كل مواطن مقعداً شاغراً في كل بص، الامر الذى سيقود مباشرة لتحقيق نقطة ايجابية سريعة فيما يتعلق بمشكلة المواصلات العامة في العاصمة.
الامر الآخر والذى اود الإشارة اليه فيما يتعلق بتلك البصات هو عدم وجود اي مبرر لذلك التكدس (المقيت) بواقع مساحة وحجم البص نفسه، خصوصاً ان ركاب تلك البصات متنوعون في الجنس، اي انه وسيلة تقل الرجال والنساء معاً، وذلك التكدس سيقود بصورة مباشرة للكثير من إحتكاك الجنسين معاً وذلك لعدم وجود اي اي ضوابط تحكم توزيع المقاعد داخلها، وهو امر اتمنى ان تعيره الجهات المسؤولة عن تلك البصات الاهمية القصوى، خصوصاً ان اهلنا قديماً لديهم مثل عتيق يقول وبوضوح: (ابعد البيضة من الحجر..وابعد الانتاية من الضكر).!
جدعة:
لاادرى لماذا لانمتلك اي افق بخصوص تنظيم كل مايتعلق بحياتنا اليومية، بحيث نفقد الكثير من عناصر تلك الحياة بصورة سريعة بسبب الاستهلاك الخاطئ والغير منظم لها، الى جانب غياب الرقابة الفعلية واللصيقة على مثل تلك العناصر الخدمية، تلك الرقابة التى وبلاشك ستحقق الكثير من الايجابيات التى ستنصب في المستقبل في صالح المواطن بحيث يضمن الاستمرارية الطويلة لذات العناصر السابق ذكرها.
شربكة أخيرة:
التنظيم والرقابة اهم عنصران لنجاح اي عمل، وبغيابهما يظل ذلك العمل مجرد (حركة)، وغالباً ماتخاصم تلك الحركة (البركة).!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني