منى سلمان

مستعجل بدور امشيلا

[JUSTIFY]
مستعجل بدور امشيلا

كنت أتابع على الشاشة إعادة لسهرة قديمة عن تراث الجعليين والتي كان يتغنى فيها المتمكن (عمر الحواري) بأغنية:
هوي يا ريلة .. هوي يا ريلة .. من جني وغباي الليلة
هوي يا ريلة .. هوي يا ريلة .. مستعجل بدور أمشيلا
وعندما غنى المقطع الذي يقول فيه (آه من نارك الغدارة)، فاجأت الكاميرا التي كانت تتجول بين جمهور ضيوف الحلقة، أحد الحضور من الشباب وضبطته في حالة تلبس .. فقد كان يكابد حالة مستعصية من تباريح العشق دفعته لأن يعض على سبابته بأسنانه ويهز رأسه و(يتوحوح) .. دفعتني حالة المسكين للتعليق فقلت لـ(سيد الإسم):
شوف مكتول الغرام ده بتوحوح كيف ؟!
قادني منظر الشاب المكتوي بنار الحب و(ياكل في إيدينه)، للمقارنة بين حالة تمكن العشق من القلب عند النساء والرجال، فهناك قناعة لدى الكثيرين منا بأن النساء أكثر إستغراقا في العشق، فهن يعشقن بكل ما فيهن من جوارح (قلب وعقل ولب ونهى وكرويات دم وخلايا ومصارين وفشافيش) !!
فـ المرأة المحبة لا تعمل بحكمة سُنّة العشق، وذلك بأن تترك ثلث ذاتها للعشق وثلث لأكلها وشربها وثلث لنفسها !!
بينما يعشق الرجل بقلبه فقط، ويترك عقله بعيدا، في منأى عن خطر (وهدبة) العشق وزهللته، بل ولا يسمح للحب أن يمتلك عليه قراره ويحرمه من عقلانية الرؤية والتقدير.
طبعا تلك هي القاعدة الوحيدة التي قد يفوق عدد الشواذ فيها الأصل، وما الكم الهائل من مجانين الغرام بدأ من ناس قيس وجميل وكثيّر مرورا بي ناس المحلق، ووصولا لي زولنا المسكين البياكل في إيدينو، الـ (لو) تبنوهو حا يلقوهو ممكون أكتر من ناس قيس بس هم فايتنو بالشهرة ..
إلا دليلا على أن العشق حالة إبتلاء، لا تميز بين رجل أو إمرأة عندما تتمكن من القلب، ولكن ما يتمايز هنا هو ردود افعال العشاق من الجنسين على تلك الحالة .. فـ ردة الفعل عند الرجال مثلا تتراوح بين الكبكبة والإنبهال حبا وتلك هي فئة (الرجال البكايين) وخير مثال لهم صاحبنا الممكون آكل صوابعه، تليهم فئة (خير الإمور أوسطها) على طريقة لا بريدك ولا بحمل بلاك، وآخرهم وأخطرهم فئة (اصحاب الدغالة) الذين يفضل العاشق منهم أن يموت (كمد)، على أن يصل للمحبوبة خبر مكابدته للعشق، خوفا من الزعم الذي يقول بأن:
النسوان ديل بتاعات فرص .. والواحدة فيهن ما تصدق يقع في حبالا زول، عشان (تشد وتركب في ضهرو).
[/JUSTIFY]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]