(أحلام) الترابي.. (كابوس) الوطني!!
قبل يومين أعلنت آلية الحوار الوطني عن إحلال حزب العدالة في مقعد حزب الأمة في لجنة (7+7).. بحجة تغيب السيد الإمام الصادق المهدي، عن اجتماعات اللجنة.. حسناً.. هذه فرصة مناسبة لنجدد الاقتراح الذي كتبته هنا قبل عدة أسابيع.. لماذا لا تتحول الآلية لتصبح (7+7+2).. وطبعاً مقصود بـ(2) المضافة هنا.. حزب الأمة والجبهة الثورية..
هذا الوضع يلائم عملياً وشرعياً ما بعد توقيع الاتفاقيتين في أديس أبابا قبل حوالي الأسبوعين.. فالاتفاقيتان الجديدتان اعتمدتا (إعلان باريس).. وأصبحت الجبهة الثورية والصادق المهدي من جانب جزءاً من الحوار الوطني.. بدليل أن الاتفاقية الأولى وقع عليها الدكتور غازي صلاح الدين والأستاذ أحمد سعد عمر ممثلين لآلية الحوار الوطني..
اعتماد آلية (7+7+2) علاوة على أنه يوسع دائرة المشاركة فهو يضيف بعدين.. الأول البعد السياسي المرتبط بكون الجبهة الثورية تحالف فصائل معارضة مسلحة.. والثاني البعد الإقليمي (لم أقل الجهوي) المتمثل في كون الجبهة الثورية هي تحالف فصائل ناشطة إقليمياً في ثلاث مناطق هي دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
على العموم هذه الفكرة والطرح تناسب الحال أن كان المقصود من الحوار الوطني الوصول إلى مخرج آمن للأزمة السودانية.. وإذا صدقت النوايا وتوفرت الجدية.. لكن الدكتور قطبي مهدي.. القيادي بحزب المؤتمر الوطني في حوار مع الأستاذة صباح موسى في الزميلة الغراء (اليوم التالي) أمس.. كشف أن الحوار لن يفضي إلى شئ.. ولا أظن أن قيادياً مهماً مثل قطبي ينطق من فراغ.. فهو من الداخل يرى ما لا نراه.. فإن كان المؤتمر الوطني أو غيره- يستخدم الحوار الوطني لدحرجة الزمن في لاشئ.. فالمثل الشعبي السوداني ينص بصراحة (المتغطي بالزمن.. عريان).. ستكمل آلية الحوار عدتها الزمنية التي أعلنتها في خارطة الطريق.. وبقى منها الآن حوالي (45) يوماً.. وعندها سيرى الشعب السوداني بأم عينيه النتائج..
قطبي وصف الدكتور حسن الترابي بأنه (يتبنى!!) الحوار.. فهل الترابي مدرك لرأي قطبي في أن الحوار (قربة مقدودة) لن يجدي ما ينفخه الترابي فيها..
في تقديري أن الترابي لم يدخل إلى دائرة الحوار إلا برؤية تستبطن النهايات السعيدة (بغض النظر عن من سيسعد بها).. لكن هل يعني حديث قطبي أن المؤتمر الوطني من زاوية أخرى- يدرك أن (النهايات السعيدة) في نظر الترابي هي (نهايات شقية) بالنسبة لحزب المؤتمر الوطني.. بعبارة أخرى.. هل تناقض المصالح يجعل ما يتمناه الترابي هو عين ما يخشاه الوطني؟
الإجابة هل بهذا السؤال المحرج مهمة جداً بالنسبة لشعب السودان.. لأن الزمن الذي يتمطى هدراً في الحوار الوطني.. يزيد من أحاسيس الغبن في نفس شعب صبر حتى مل الصبر من صبره.. لعله يجد في آخر نفق الأزمة بصيصاً من الضوء.. فإذا اتضح أن السادة الساسة يتسلون بآلامه.. فإن الطامة الكبرى لاشك آتية..
على كل حال.. الشهور الباقية من هذا العام.. ستكشف كل المستور..!!
حديث المدينة – صحيفة التيار
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]