مقالات متنوعة
حسابات «التمرد» هل المواصفات الحكومية؟
الإجابة على هذا السؤال بالتفصيل الممل تبقى واحدة من المؤشرات على أن ما يسمى بالنضال والثورة في السودان ضد الأنظمة يكون بإرادة خارجية أجنبية وليس جماهيرية محلية. والجماهير طبعاً لا يمكن أن تقبل سلوكيات وأنشطة الحركات المتمردة وهي في أغلبها استهداف للمواطنين وممتلكاتهم ومرافقهم، وإذا كان هذا هو ما تقوم به الحركات المتمردة بدليل بعض تقارير وزارة الخارجية الأمريكية وما شاهده الناس في جبال النوبة وأبو كرشلوا فإنها إذن تخضع لإرادة أجنبية لا يكترث أصحابها للضحايا والتدمير، فالقوة الأجنبية يهمها نسف الأمن والاستقرار بأية صورة من الصور، وإلا ما قامت بدعم وتمويل المجموعات المتمردة التي لا تملك المال ولا مصانع الإنتاج الحربي منذ أن تمردت.
لقد فشلت الحركات المتمردة في جزء كبير من إنجاز المهمة الأجنبية.. نعم لقد استفاد موظفو المنظمات الأجنبية المستقيمة والمنحرفة التي كانت قد واجهت قرار الطرد من الحكومة.. لكن القوى الأجنبية قد خسرت الصفقة لأنها أنفقت على نسف الأمن والاستقرار في البلاد من خلال المتمردين لأنها لم تحقق ما كانت تريد. السؤال ماذا كسبت القوى الأجنبية من الأموال أو الموارد بعد دعمها وتمويلها لحركات دارفور؟!
ها هي حركات دارفور تعجز تماماً عن تعويض دعك من «إكساب» أصحاب الدعم والتمويل ما أنفقوه على نسف الأمن والاستقرار. والصفقة الأجنبية إذا كانت قد نجحت في تدمير جنوب السودان وتدمير العراق فهي لم تكسب في محاولات تدمير دارفور لأنها أخطأت قراءة التركيبات السكانية لهذا الإقليم الذي تساوي مساحته مساحة فرنسا. إذن من الطبيعي أن تلجأ الحركات المتمردة في حلف الجبهة الثورية وغيره إلى فكرة حكومة انتقالية برئاسة البشير بمواصفات حكومية وليس بمواصفات «المعارضة»، وذلك لأن عرض الحكومة أفضل لها من عرض المعارضة فارغة.
الكاتب : خالد حسن كسلا
الحال الآن – صحيفة الإنتباهة