دا (حرامي) سمح سماحة.!
تغير الزمان في كل شئ، حتى في جزئية (اللصوص)، حيث دخل إلى المجال جيل جديد من خريجي عصر التكنلوجيا والعولمة و(التويتر)، أولئك الذين يعتقدون أن حكاية (نط الحيطة) هي اسلوب (متخلف)، لايليق بـ(لص محترم)، ويفضلون الدخول للمنازل من ابوابها، وهؤلا هم نوعية جديدة من اللصوص تدخل الي منزلك وانت تشاهد التلفاز، وتأخذ ماتريد وتتركك (تبكي) مع أحداث الحلقة الاخيرة من ذلك المسلسل التركي الذى يموت فيه البطل بعد ان يكتشف ان محبوبته خانته مع (زوج جدته باللفة).!
لصوص هذا الزمان صاروا (وديعين) وغير مؤذيين بصراحة، فالواحد منهم صار يأخذ مالك (على عينك ياراجل)، ولاتستطيع ان تقول له (بغم) وذلك بعد ان يستغفلك ويستخدم معك الكثير من الاساليب المتطورة والجديدة والتى لايستطيع عقلك ان يتخيلها.
حتى خطط لصوص هذا الزمان تغيرت، فقديماً كان اللص يحتاج لان يكون صاحب بنية جسمانية ضخمة حتى يستطيع حمل المسروقات من المنازل و(القفز) بها من جدار الى جدار، أما لص اليوم فقد صار يركز بصورة شبه دائمة على سرقة (ماخف وزنه وغلا ثمنه)، والموبايل صار أحد تلك الاهداف الرئيسية لحرامية عصر (التويتر)، لذلك اتجه الغالبية العظمى لشراء التلفونات الصينية والتى يكرهها اولئك اللصوص تماماً مثل كراهية (شافع لحقنة التطعيم).!
وخلال الايام الماضية استمع لقصة ترددها مجالس الانس في العاصمة، وهي التى تحكي عن فقدان زوج لجواله، وبعد عودته للمنزل فؤجئ بزوجته وهي تجمع كل اغراضها استعداداً للمغادرة ليسألها بدهشة عن ذلك القرار، لتجيبه بحدة: (بعد طلقتني كمان ليك عين تسأل)، فيما بعد عرف صاحبنا ان زوجته كانت تحادثه عبر (الواتساب)-او تحادث الحرامي إن شئنا ان نكون اكثر دقة- ليقوم الحرامي الجرئ برمي يمين الطلاق عليها، في تلك اللحظة لم يحتمل الزوج ماحدث فقام بالإتصال بجواله بسرعة ليرد عليه اللص من على الجانب الآخر ليسأله بغضب عن ماحدث ويقول له: (ياخي سرقت الموبايل وخليناك…كمان تطلق لي مرتي)، ليرد عليه الحرامي بسخرية: (والله ياود الخالة لو شفت الطلبات الرسلتها ليك الولية دي…انت ذاتك كان طلقتها).!!!
شربكة أخيرة:
أجمل مافي (حرامية) هذا الزمان أنهم دخلوا حتى في الاغنية، وصار بعض المطربين يتغزلون فيهم بكل قوة عين، تماماً مثل ذلك المقطع الشهير في تلك الاغنية الهابطة الذى يقول: (دا حرامي سمح سماحة…ماعادي…وخدو نادي…هلك فؤادي…بدل يسرق قروشنا…سرق قلبي المعذب…حرامي القلوب تلب).!!!… وبذلك اصبحنا نمتلك اليوم فئات مختلفة من (الحرامية) منهم حرامي (العفش)، وحرامي (الموبايلات)، وحرامي (القلوب) الذى تلبّ على قوافي الاغنية السودانية وضاعف اوجاعنا و…..(لاعزاء لرامي ورندا…القفلوا البرنده).!!!
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني