شلل الأطفال بدول الجوار.. السودان في خطر
بالرغم من خلو السودان من حالات شلل الأطفال خلال الأشهر التسعة الماضية، حيث سجلت آخر حالة في 51 مارس 9002م لولاية البحر الأحمر، إلا أن خبراء الصحة لامازالوا قلقين من وضع السودان ومجاورته لدول موبوءة بهذا المرض خاصة تشاد ونيجيريا، ووفقاً لتقارير وزارة الصحة الاتحادية فإن عدد حالات شلل الأطفال العام 9002 بلغت خمس حالات في الولايات الشمالية، واحدة منها في ولاية الخرطوم بمحلية بحري في السامراب في فبراير 9002 وأربع حالات في ولاية البحر الأحمر في سنكات وثلاث في مدينة بورتسودان. وسجلت آخر حالة سببها الفيروس البري في 51 مارس 9002 ولم يتم تسجيل أية حالة أخرى بعد ذلك. أما في الولايات الجنوبية فقد تسبب الفيروس الوافد من الجارة إثيوبيا في حدوث (04) حالة في سبع ولايات هناك خلال هذا العام حتى 41 سبتمبر، وعزا خبراء الصحة تزايد الحالات في الجنوب الى ضعف التغطية بالتطعيم الروتيني وصعوبة الوصول الى الأطفال في بعض المناطق بسبب وعورة الطرق أو الأمطار. وقد بذلت وزارة الصحة الاتحادية جهوداً كبيرة خلال الفترة الماضية بتكثيف الحملات القومية لاستئصال شلل الأطفال مرتين خلال العام، بالإضافة الى حملات جزئية في الولايات الأكثر عرضة والتي تواجه حراكاً سكانياً مستمراً ومجاورتها لدول موبوءة.
واستجابت وزارة الصحة الاتحادية لموجهات منظمة الصحة العالمية بقيام دراسة للأسر الرافضة للتطعيم في ولاية البحر الأحمر وتكثيف الجهود والاستعانة بزعماء القبائل والشيوخ وعلماء الاجتماع لإقناع الأسر للاستجابة لتعطيم الأطفال.
وتجرى الآن استعدادات مكثفة لإنطلاق حملة جزئية لاستئصال شلل الأطفال في سبع ولايات يوم الأحد القادم 31 ديسمبر لتنطلق من مدينة بورتسودان تحت رعاية قيادات وزارة الصحة الاتحادية. وتشهد ولاية جنوب كردفان، والنيل الأبيض، ودارفور الكبرى، ومحلية سنار، وولاية البحر الأحمر. وتستهدف (562ر617و2) طفلاً دون سن الخامسة في الولايات الشمالية وتتزامن معها حملة لاستئصال شلل الأطفال في الجنوب خلال هذا الأسبوع.
سميرة محمد ابراهيم مدير إدارة الأنشطة بالبرنامج القومي لاستئصال شلل الأطفال قالت لـ «الرأي العام»: حسب الدراسات العلمية يحتاج الطفل الى (81) جرعة ضد الشلل لإكتساب المناعة، وأشارت الى أن عمر الطفل من يوم الى أقل من خمس سنوات يكمل (81) جرعة ضد الشلل، وبررت تكرار الجرعات الى أن العديد من الدول تعاني من فيروس شلل الأطفال وتم اختيار خبراء من الولايات لمجاورتها لدول موبوءة، وتهدف الحملات من حين الى آخر لتقوية برنامج التحصين الروتيني وتعزيز المناعة عند الأطفال ضد أمراض الطفولة الستة.
الدكتور أماني عبد المنعم مدير إدارة التحصين الموسع بوزارة الصحة الاتحادية أكدت التزام السودان بالاهتمام بقضايا الصحة العامة وخاصة قضايا الأمومة والطفولة وتنفيذ المبادرة الدولية لاستئصال شلل الأطفال بإعلان السودان خالياً من الشلل وذلك بتفعيل أيام وطنية ولخطورة المرض ولكونه قاتلاً وسريع الانتشار رصدت الوزارة كل الامكانات لانطلاق حملة جزئية في الولايات الأكثر عرضة وبدعم من منظمة الصحة العالمية واليونسيف وتم وضع خطة فاعلة لتحقيق نسبة تغطية عالية. وقال د. أماني هناك تنسيق مع برامج التحصين بولايات دارفور ومع المنظمات والشيوخ وزعماء العشائر لزيادة مناعة الأطفال من شلل الولايات المستهدفة.
الدكتور صلاح الهيثمي ممثل منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بالسودان قال لـ «الرأي العام» إن جهوداً كبيرة بذلت لاستئصال هذا المرض على المستوى العالمي والسودان ولقد حققت مبادرة الاستئصال تقدماً كبيراً في كل العالم عدا (4) دول وما زال التقدم يواجه فيها مشاكل وتحدياً في الوصول الى كل الأطفال سواء أثناء النشاط الروتيني للتطعيم أو حملات تطعيم وطنية. هذه المشاكل جعلت الحالات تزداد في بعض المناطق في نيجيريا لتصل الى (973) حالة بينما الهند أبلغت عن (723) حالة وباكستان وأفغانستان أبلغتا عن (97) حالة في 42 سبتمبر 9002م. وقال إنه بسبب هذه الدول انتشر الفيروس البري في دول أخرى كانت تخلصت من شلل الأطفال وبسبب ضعف المناعة لدى أطفالها وجد الفيروس فرصة للانتشار بين الأطفال ضعيفي المناعة وبلغ عددها (02) دولة تعتبر خالية من شلل الأطفال ومن بينها السودان إلا أن الفيروس وفد إليها من دول موبوءة، وأشار الى أن عدد الحالات بلغ في تلك الدول (052) حالة وافدة حتى 42 سبتمبر 9002م مقارنة بـ (58) حالة في 42 سبتمبر 8002م. وقال إن السودان من بين تلك الدول التي بلغ فيها عدد الحالات في الولايات الشمالية (5) حالات و(04) حالة بالجنوب، وقال إن الوضع الحالي يحتاج الى تكرار الحملات وذلك بإجراء حملتين قوميتين في بداية العام ونهايته بجانب الحملات الجزئية للولايات الأكثر عرضة، وأكد ضرورة أن تستمر الدول التي وفد إليها الفيروس في العمل الجاد للإكتشاف المبكر للحالات والقيام بحملات وطنية للتطعيم من أجل الوصول الى جميع الأطفال ورفع المناعة في كل المجتمعات والاهتمام بالأطفال في مناطق النزاعات المسلحة والمناطق النائية التي يصعب الوصول إليها حيث لايجد الأطفال فرصة دائمة للتطعيم بواسطة البرنانج الروتيني.
أماني اسماعيل :الراي العام