انتبهوا.. وزير خزانتنا يتحدث
في مساحة أخرى من هذه الصحيفة يفترض أن ينشر اليوم لقاء فوق العادة مع السيد وزير المالية الأستاذ بدرالدين محمود.. أدارت اللقاء الزميلة النابهة نازك شمام التي تدير بامتياز الملف الاقتصادي بهذه الصحيفة.. وسأقف هنا عند إفادة السيد الوزير الباهظة التي يعزي فيها أزمة الاقتصاد السوداني إلى أننا (أمة تستورد أكثر مما تصدر)! ألم أقل لكم من قبل إن أزمتنا الاقتصادية الحقيقية تكمن في أن وزارة ماليتنا لم تكن إلا (وزارة خزانة بامتياز)؟! غاية جهدها وضع الميزانية وفق ما للبلاد من موارد.. وعليه إن وجدتم في موازنتكم ومعاشكم خيرا فاحمدوا الله على ذلك.. وإن وجدتم غير ذلك فلا تلومن إلا أنفسكم.. فإنما هي حصائد أعمالكم نسيتوها فأحصاها عليكم وزير ماليتكم! وليس لوزير المالية ذنب سوى أنه محاسب كبير.. ولو أننا أجرينا إحصائية بسيطة لوزراء مالية الإنقاذ من لدن الصيرفي الجهير عبد الرحيم حمدي مرورا بالصيارفة عبد الله حسن أحمد والزبير أحمد الحسن وصولا إلى الصيرفييْن المرموقيْن علي محمود وبدرالدين.. ستجد لا محالة أن كل هؤلاء الوزراء المحترمين ينحدرون من أصول مهنية صيرفية.. بمعنى آخر لم يكونوا إلا محاسبين كبار.. على أن الحرفة الحقيقية للصيرفي هي التحرك بين دفتي الخصم والإضافة.. إذن والحال هذه لم يكن لوزير ماليتنا ذنب سوى أنه محاسب كبير يقوم بعمليته المحاسبية بكفاءة عالية.. والدليل على ذلك أنه قد خرج علينا في هذا اللقاء بعبقرية (أن الأزمة تكمن في أننا نستورد أكثر مما نصدر)! وفي هذه الحالة.. والحديث لمؤسسة الملاذات الجناح الفكري.. نحتاج لجهة إستراتيجية تخطيطية تنتج لنا من الخطط والبرامج ما يجعلنا نصدر أكثر مما نستورد..
دعوني أعطيكم نموذجا ممتازا لارتباك خارطة طريقنا الاقتصادية التي تفتقد الرؤية الكلية.. فلما كنا نتحرك ذات موسم زراعي في مساحة ثمانية ملايين فدان بقضارف الخير عاصمة الفتريتة وزهرة الشمس.. كان المزارعون هناك يشتكون مر الشكوى من وعورة الطرق وسط الحقوق والمزارع.. على أن هذه هي العقبة الكؤود التي تعيق عمليات الإنتاج هناك.. بينما تركنا الخرطوم وراءنا تحتفل بإنجاز جسر هائل على النيل الأزرق هو جسر المك نمر الذي ذهبت كلفته إلى تخوم خمسين مليون دوﻻر.. مبلغ يكفي لإقالة تلك العثرة التي تكبل المنتجين هناك تماما.. ولك أن تتساءل هنا عن جدوى تمكين عشرات الآلاف من الأفندية والمتسولين من عبور النهر إلى وسط الخرطوم.. اللهم إلا أن يزيدوا المشهد المروري المرتبك أصلا ارتباكا! وﻻذنب يومئذٍ للدكتور عبدالرحمن الخضر والي وﻻية الخرطوم سوى أنه ينفذ وعودا انتخابية ليس من بينها إقامة طرق وسط مزارع وحقول وﻻية القضارف !!
فيفترض.. والحال هذه.. أن تكون هنالك جهة استراتيجية قومية تخطيطية تجلس في مكان عال بحيث تكون البلاد برمتها تحت نظرها وقبضتها.. عندئذ سيتسنى لنا معرفة الأولويات، التي هي بطبيعة الحال ليست التي تحت أرجلنا هنا في الخرطوم.. محل الرئيس بنوم والطيارة بتقوم.. و.. و..
وحتى لا أظلم السيد وزير المالية الذي أتى على فترة من رسل الإسلاميين المصرفيين إلى وزارة المالية.. فهو لم يكن إلا عضوا في منظومة هذا نظامها منذ إطلالتها على مسرح الأحداث ..
مخرج.. يا جماعة الخير أما آن لنا أن نجلس لننظر في إمكانية أحداث تغيير جذري في ثقافتنا التخطيطية الاستراتيجية؟ !
[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]
كلما فكرت ان اقراء لك مقالا” و جدتك تمجد و تعظم و تفخم في الرجال و لا ادري ما هي مهنتك هل انت صحفي ام ماسح جوخ ؟؟ .
لا ادري ان كان لك مقالا” واحدا” طوال حياتك يمكن ان نذكرك به في يوم من الايام بعد ان تغادر هذه الفانية !!! .