داليا الياس

وابتسمي للحياة


[JUSTIFY]
وابتسمي للحياة

* لا توجد سيدة على وجه البسيطة لا يترأس التسوق قائمة هواياتها واهتماماتها!.. ربما للأمر علاقة بالفطرة الأنثوية والجينات النسائية.. وقد اكتشفت بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الغريزة الفطرية أقوى من كل الظروف والأوضاع المحيطة بنا معشر النساء أينما كنا. ولتتأكدوا من ذلك، كان عليكم أن ترتادوا الأسواق إبان استعداداتنا لاستقبال العيد المبارك، وتروا بأم أعينكم عدد السيدات المهول الذي يتزاحم هناك.!!

ستعلمون حينها أن أحاديث التقشف والعوز وضنك العيش لا يمكنها أن تؤثر في امرأة قررت أن تتسوق يوماً.. وأن نقص الأموال وضجر الأنفس ومعاناة الأزواج لن يحول بينها والسوق.

والشاهد أن أسواق الخرطوم شهدت إقبالاً عظيماً، لم تتأثر معاييره بكل ما تقدم.. وعلى عكس ما اعتقدته، شهدت المتاجر حركة دؤوبة ونشطت حركة البيع وتكدست الأموال الطائلة في جيوب التجار الذين رثيت لحالهم منذ مدة، على اعتبار أنهم لن ينتعشوا في موسم الأعياد هذا ويمضوا في استغلالنا ككل عام.!

* لقد ضربت النساء مثلاً حياً في قوة الإرادة وحسن التدبير وتحدي الظروف في سبيل تحقيق الرغبات والأماني.

وبينما كان من الطبيعي أن تتسبب الأمطار الغزيرة، التي شهدتها العاصمة في أواخر شهر رمضان الفضيل، في تعطيل حركة السير وإقعاس الناس عن الحركة, تجدها زادتهم حماساً بعد أن لطّفت الأجواء ولم يعنهم (الطين) اللزج ولا المياه الراكدة.. فتراهم ماضين قدماً في رحلة تسوقهم غير آبهين بما التصق بأحذيتهم وملابسهم وأقدامهم!!. علماً بأن أيا من أسواق الخرطوم غير مهيأ لاستقبال الخريف.. بما فيه من أزقة ضيقة ودروب غير معبدة جعلت الناس في تزاحمهم وتدافعهم ذلك يشتبكون أحياناً مع بعضهم البعض لأسباب تافهة، فتتعالى أصوات السباب و(الردح) رغم الاختناقات المرورية والرئوية.!!

هذا الزحام أيضاً كان بيئة مهيأة لضعاف النفوس والمرضى ممن يتحرشون بالنساء في سفالة واضحة.. يغضضن الطرف عنها مرغمات حيناً.. أو يتحن لك فرصة الاستمتاع بعرض نسائي مجاني من (الرجالة) وهن يدافعن عن أنفسهن بأسلحتهن المعروفة في زمن انعدمت فيه المروءة حتى إن أية امرأة لم يعد بإمكانها أن تجد من يدفع عنها سفالة الرجال وقذارتهم.!!

* ترى كيف يتسنى لنا معشر النساء – التحايل على ميزانياتنا الضعيفة لنتمكن من إدخال الفرحة على قلوب الصغار مهما كان.. وهل للرجال يد في ذلك أم أنها اجتهادات نسائية.؟

إن الوقائع تؤكد أنها اجتهاداتنا الشخصية التي تشهدها (صناديق الختة) وامتهان مهن مساعدة تزيد دخلنا (المهدود) بعض الشيء.. لهذا تجد معظم المتسوقات من النساء!.. ويندر أن ترى رجلاً يتسوق منفرداً أو بصحبة زوجته.. وإن وجد فإنك ستقرأ على وجهه حتماً مظاهر الامتعاض والاستياء ورغبته الأكيدة في الفرار من هذا السوق بأسرع فرصة وأقل الخسائر, لهذا لا يبرع الرجال في حرفة التسوق، فتكون مشترياتهم دون المستوى ويفرح بهم التجار كفرائس سهلة لا تجادل أو تحاجج وتكتفي بالدفع.!

* عموماً.. كل ما استعرضناه يؤكد مهارات النساء الاقتصادية.. ومهنيتهن العالية في ذلك الشأن.. فلماذا لا نوكل جميع الوزارات والمناصب المالية للنساء؟.. إن الأمر بالأخير يحتاج فقط لحسن التدبير والنظرة الشمولية للاحتياجات وآلية توفيرها.. فهل يرى أحدكم في زوجته غير ذلك.!؟

والمدهش أننا نمارس متعة التسوق بابتسامة عريضة رغم قلة الجنيهات التي تنطوي عليها (مطابقنا).. وندخل معركة التسوق بالكثير من الحماس والتفاؤل والبشر.. فهل رأيتم من قبل وزيراً للمالية يمعن في الابتسام رغم التضخم وعجز الميزانية.؟

عزيزاتي.. تزوجن.. تسوقن.. احتملن.. كلها حسنات فابتسمن.. وكل سنة وأنتن طيبات متسوقات.!!

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. [SIZE=5]رسولنا الكريم وصف الأسواق بأنها أماكن الشياطين ودي حقيقة وهي من المناطق التي يجب أن تذكر الله عند دخولها ولايوجد مايدعوا للفخر بأن النساء يكثرن الذهاب للتسوق بل هذا يدعوا للذم أكثر والمبذرين اخوان الشياطين[/SIZE]