تحقيقات وتقارير

الشرطة تفرق الموكب السلمي :وحي الموردة يحمي المتظاهرين

لم تثنِ تحذيرات الشرطة المعارضة من الخروج للشارع مرة اخرى فى مسيرة سلمية اصرت عليها قوى المعارضة عقب اجهاض المسيرة الاولى فبرغم غياب قيادات الحركة هذه المرة بعد تجاوز خلافاتها مع المؤتمر الوطني الا ان التجمع الذي احتشد بدار حركة اركو مناوي بحي الموردة الامدرماني العتيق تقدمته قيادات اخرى كزعيم الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد ومريم الصادق المهدي ومبارك الفاضل وفاروق ابو عيسى وقيادات اخرى من حركة تحرير السودان .
والمسيرة التى كان من المقرر ان تتجه صوب البرلمان للمطالبة باجازة القوانين العالقة والتى تم تأجيلها نهاية الاسبوع الماضي فشلت فى الوصول الى الشارع بعد ان نجحت الشرطة فى تفريقها واعتقال عدد من قياداتها الا ان ماتبقى منها لم ييأس وحاول الخروج للشارع مجددا وبدوا فى تنظيم انفسهم وسط هتافات تطالب بالتحول الديمقراطي والحرية الا ان بمبان الشرطة كان لهم بالمرصاد فما كان من المتظاهرين الا الاحتماء بمنازل اهالي الموردة الذين استقبلوهم برحابة صدر وآوا عدداً من المصابين ولكن وعلى مايبدو فان الكرم الامدرماني استفز قوات الاحتياطي المركزي التي اقتحمت احد المنازل تحت تهديد السلاح لاخراج المتظاهرين وبدأت سياراتها فى تمشيط الشوارع وتمكنت من اعتقال عدد كبير من المتظاهرين بينهم عدد من المصابين الذين كانوا فى طريقهم الى المستشفى .
والتعزيزات الامنية التى اتخذتها الشرطة والتواجد الكثيف لقوات الأمن المزودة بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع فى مداخل مدينة امدرمان وتحديدا فى مداخل حي الموردة، ادخل الهلع فى قلوب المواطنين وطلاب المدارس الذين اسرعوا الى منازلهم خصوصا مع بث بيان شرطة ولاية الخرطوم الذي توعدت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال تجمع المعارضة اليوم الاثنين للمطالبة بتعديل قوانين مقيدة للحريات، واصفة اياه بانه تجمع غير مشروع
وتركت الحركة الشعبية علامة استفهام كبيرة في عدم مشاركتها فى المسيرة الثانية مع احزاب مؤتمر جوبا وحسب الكثيرين فان الحركة بمشاركتها فى المسيرة الاولى نجحت فى تمرير اجندتها التى توجت بالمصادقة على القوانين الثلاثة المتعلقة باستفتاء ابيي والمشورة الشعبية لولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ورجوع نواب الحركة للبرلمان وكان الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم قد صرح بان قوات الشرطة حالت بينه واللحاق بالموكب السلمي.
وبالرغم من عدم وجود احصائية واضحة لعدد المصابين والمعتقلين الا ان قوات الشرطة تعاملت بحسم وبشدة مع المتظاهرين ومنعت المصابين من الوصول للمستشفى وطاردت عربة تحمل عدداً منهم تسربت انباء بانقلابها بكبري النيل الابيض وبلغ حدة التعامل الى اطلاق رصاص على المتظاهرين الذين اشتبكوا مع الشرطة وابدوا استعداداً لمقاومتها وقبل مغادرتنا التى تمت بصعوبة بسبب الطوق الامني الذي ضربته الشرطة على الشوارع المحيطة بالدار، وضح ان الشرطة نجحت فى تفريق قوى المعارضة ومنعتها للوصول الى البرلمان للمرة الثانية وتعاملت بقسوة مع المتظاهرين المعارضين الذين ينظر اليهم على انهم تهديد للامن القومي وهي تصريحات اكدتها الشرطة طيلة الاسبوع الماضي بان احزاب المعارضة لم تتقدم بطلب للحصول على تصديق وبالتالي فان اي موكب يحتم فضه بالقوة وتمكنت من اعتقال عدد من قيادتها ويبقى السؤال قائماً ثم ماذا بعد مسيرة الإثنين التي فشلت فى الوصول للبرلمان.

سارة تاج السر :الصحافة