قبل أن تندموا
سأحاول قدر الإمكان في هذا المقال أن أورد ملخص كتاب بعنوان “أكثر خمسة أشياء ندموا عليها”.. وهو مما يدعو للعجب والإعجاب..!!
الكتاب من تأليف ممرضة أسترالية تدعى (بروني ويير) عملت لدى العديد من كبار السن قبل وفاتهم.. وكانت تسألهم في آخر أيامهم عن أبرز الأشياء التي ندموا على فعلها (أو عدم فعلها) وهم في سن الشباب.. وما يودون القيام به لو عادت بهم الأيام.. وفي كل الحالات لاحظت وجود خمس رغبات اشترك في ذكرها معظم كبار السن وهي:
– أولاً: تمنيت لو كانت لديّ الشجاعة لأعيش لنفسي ولا أعيش الحياة التي يتوقعها أو يريدها مني الآخرون.. فقد عبّر معظمهم عن ندمه على إرضاء الغير(كرؤسائهم في العمل) أو الظهور بمظهر يُرضي المجتمع أو من يعيشون حولهم.
– ثانيًا: تمنيت لو أنني خصصت وقتاً أطول لعائلتي وأصدقائي.. وهذه الرغبة أتت من رجال ضيعوا أعمارهم في روتين العمل المجهد، ومن نساء فقدن العائل في سن مبكرة (وابحث في النت عن مقال سابق بعنوان: أعمل بكفاءة أكثر وجهد أقل).!
– ثالثًا: تمنيت لو كانت لديّ الشجاعة لأعبّر عن مشاعري بصراحة ووضوح.. فالكثيرون كتموا مشاعرهم لأسباب مثل تجنّب مصادمة الآخرين، أو التضحية لأجل أناس لا يستحقون (وابحث في النت عن مقال قديم بعنوان تعلم كيف تقول لا).!
– رابعًا: تمنيت لو بقيت على اتصال مع أصدقائي القدامى أو تجديد صداقتي معهم.. فالأصدقاء القدامى يختلفون عن بقية الأصدقاء كوننا نشعر معهم بالسعادة ونسترجع معهم ذكريات الطفولة الجميلة.. ولكننا للأسف نبتعد عنهم في مرحلة العمل وبناء العائلة حتى نفقدهم نهائياً أو نسمع بوفاتهم فجأة.
– وأخيراً: تمنيت لو أنني أدركت مبكراً المعنى الحقيقي للسعادة.. فمعظمنا لا يدرك إلا متأخراً أن السعادة كانت حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة.. السعادة كانت اختياراً يمكن نيله بجهد أقل وتكلفة أبسط ولكننا نبقى متمسكين بالأفكار التقليدية حول تحقيقها(وكي لا يفوتك المعنى الحقيقي للسعادة.. ابحث في النت عن مقال بعنوان: جرعات السعادة الصغيرة).!!
وهذه كانت أبرز الرغبات التي ذكرها “كبار السن” في كتاب
The Top Five Regrets of the Dying:
A Life Transformed by the Dearly Departing
ورغم أهمية “المحتوى” إلا أن جمال الكتاب يكمن في لفت أنظارنا إلى ضرورة تعلم دروس الشيخوخة (في سن الشباب) وقبل وصولنا لمرحلة نعجز فيها عن تعويض ما فات من حياتنا حيث لا ينفع الندم.. إننا جميعا نحتاج لوقفة متأنية والتعرف على الأشياء التي ندمنا عليها وتداركها.. ونحتاج قبل كل ذلك للعودة إلى الله.. فالبعد عنه هو الندم الذي لا يوازيه ندم.
تلويح:
العمر لحظة.. فلا تمضونه فيما يبعث الندم والألم.
[/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي
[SIZE=4]لو قامت بهذه الدراسة ممرضة سودانية مع مرضى مسنين سودانيين، فان بند الندم الأول سيكون هو : عدم الزواج بزوجة ثانية.
……. قبل أن تندموا !!!!!!
[/SIZE]