عثمان ميرغني

ترويج تحقيق مشروع الجزيرة الاسترهاب..!!


[JUSTIFY]
ترويج تحقيق مشروع الجزيرة الاسترهاب..!!

حدثني أمس بمنتهى الفخر- أحد قادة حزب المؤتمر الوطني، فقال إن حزبهم من فرط قوته وحُسن ترتيبه وتنظيمه (كل شئ جاهز) للمؤتمر العام.. هذه (الجاهزية!) تشمل قائمة الولاة الذين سيعتمدهم الحزب.. وأعضاء مجلس الشورى الجديد. بل وحتى رئيس حزب المؤتمر الوطني الجديد، الذي سيصبح تلقائياً مرشحاً لرئاسة الجمهورية.. وبالأحرى الفائز بالرئاسة..
والحقيقة تجدني جداً من مصدقي هذا الزعم.. زعم (الجاهزية!!) الكبرى.. لسبب بسيط هو أن حزب المؤتمر الوطني يتمتع بقوتين اثنتين: الأولى (وَهَم القوة) والثانية (قوة الوهم).
وإذا فهمت ونادراً ما تفعل- أحزاب المعارضة (سر قوة!) المؤتمر الوطني، فلربما تنجح في فرض (التوازن السياسي) في الملعب السياسي.. لكن من حُسن طالع المؤتمر الوطني، أن يُحظى بمثل هذه المعارضة!!.
التعامل مع (حالة!) المؤتمر الوطني شرحها القرآن الكريم في أكثر من سورة.. لكن أكثر الناس يقرأون القرآن للتبرك لا للتفكر.. وأتطوع هنا الآن لأكشف لصالح أحزاب المعارضة سر التعامل مع مثل هذه (الحالة).
في قصة سيدنا موسى.. وردت في القرآن أكثر من مرة.. عند المواجهة والتحدي.. في يوم الزينة.. ذُهل الناس لما رأوا السحرة يلقون عصيهم وحبالهم فإذا هي ثعابين ملأت الوادي على مد البصر.. كان ذلك (وهم القوة).. لأنها لم تكن ثعابين حقيقية.. لكن من فرط (قوة الوهم) صُدم السحرة عندما رأوا (معالجة!) سيدنا موسى للأمر.. فهو لم يرش الثعابين بمبيد يقضي عليها أو يستخدم أي (أسلوب إقصائي!) آخر.. بل استخدم أسلوب (الإحتواء).. فألقى بعصاته فإذا هي (تلقف!!),, وأرجوك انتبه جيداً لعبارة (تلقف) وليس (تقذف) ما يأفكون..
الله سبحانه وتعالى وصف ما فعله السحرة بأنه ـ(استرهاب) للناس.. وهناك فرق بين (الإرهاب) و (الإسترهاب).. فالأول (الإرهاب) هو عمل خطير حقيقي قابل لإحداث الضرر والأذى.. أما (الإسترهاب) فهو عمل خيالي وهمي يخدع الإنسان فيظن أنه خطر مؤذٍ قادر على إحداث الضرر..
قال تعالى ( فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ..) أحس الناس بالخوف رغم أن المشهد أمامهم مجرد أوهام.. مجرد (استرهاب) وليس (ارهاباً)..
أقوى معالجة لتحقيق التوازن السياسي في السودان هو (احتواء) وليس (اقصاء) (وهم القوة) الذي يفاخر به المؤتمر الوطني.. (الاسترهاب) الذي يمارسه في حسابه لعضويته (عشرة ملايين).. و(6) آلاف عضو في المؤتمر العام، وغيرها من تلك الأرقام العجيبة التي يكررونها في الإعلام.
أما كيف (تلقف!!) فهي سهلة.. لكني لن أقولها للمعارضة إلا إذا..
إلا إذا سألوني كيف..!!
[/JUSTIFY]

عثمان ميرغني
حديث المدينة – صحيفة التيار
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]