الصادق الرزيقي

صراع حول الرئاسة!!

[JUSTIFY]
صراع حول الرئاسة!!

> إذا كان صحيحاً ودقيقاً ما ذكره القيادي بالمؤتمر الوطني د. نافع علي نافع في حواره هذا الأسبوع مع صحيفة «الرأي العام» حول الخريطة الداخلية لمجموعات الحزب الحاكم المتكالبة على رئاسة الدولة والحزب، فإنه يكون قد كشف الغطاء في وقت حرج للغاية عما يدور وسط الصف القيادي وصراعاته، وهي للأسف من أجل الكرسي والسلطة والجاه، لأنه من غير الممكن أن تتكالب عضوية الحزب في مستواها الأفقي على هذا المسعى وتتشكل رؤاها وتصطف وتختلف توجهاتها، إن لم تسبقها القيادات في الصف الأول إلى ذلك وهي تسن حرابها ونصالها استعداداً لمؤتمر الحزب العام خلال الأيام القادمة!!
> إذا كان حديث نافع عن المجموعات التي صنفها وهي تعدو وتتسابق نحو قصعة الرئاسة، هو تشريح لحالة إيجابية داخل المؤتمر الوطني تعبر عن حيوية وتقدير مصالح وحرية اختيار… فليست هناك معضلة وهذا مصدر قوة للحزب، لكن أن تكون إشاراته في غير هذا الاتجاه وهو شاهد من أهلها، فإنه أمر يستحق التوقف عنده، فوجود مجموعات من هذا النوع والشاكلة تعمل بآراء وتوجهات لم تطرحها بعد داخل التكوينات التنظيمية الحزبية، وتسعى كل منها لطرح فكرة بقاء الرئيس أو ذهابه أو ترشيح بديل عنه، في أمر يقرر داخل حوصلة الحزب القيادية التي لم يتضح حتى الآن بشكل جدي أنها تعجم العيدان.. وبغض النظر عما يقال ويجري خارجها.. فهو يستحق أيضاً أكثر من وقفة!!
> ومن حق كل عضو في الحزب أو أي سوداني أن يتحدث ويحدد موقفه بشأن الاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم ويقول ما يشاء، لكن كشف الأغطية في وقت مبكر وللغلالات الشفافة أمر غير مرغوب فيه، فليس المطلوب الآن إظهار العورات السياسية، لأنه بمجرد الإقرار بوجود مجموعات لا تتفق داخلياً حول موضوع حساس ومهم للغاية كترشيح مرشح لرئاسة الدولة والحزب في الانتخابات القادمة، سيغري كل عضوية الحزب بالتشرذم والاصطفاف وراء هذه المجموعات التي تريد تبني أفكارها، فما يحدث في قمة القيادة من خلافات في وجهات النظر يسري بسرعة كما النار في الهشيم ويجتاح القاعدة.. والخشية ألا تكون آراء ومواقف هذه المجموعات واقفة عند حد الجهر بالقول، فلو تحولت لاستقطابات داخلية حادة فعلى المؤتمر الوطني السلام.
> ودائماً ما تطفح صراعات القيادة في أي تكوين سياسي في أي مكان في الدنيا، عفو خاطر في البداية ثم اعتراف خجول وهادئ، ثم تصير بركاناً هائلاً يؤدي إلى نتائج وخيمة، فمهما كانت تطمينات الدكتور نافع بأن الحزب قوي ومتماسك، إلا أنه في الاتجاه المقابل أعطى الصورة الكاملة لنوع الولاء الحزبي والتنظيمي الذي ستختبره الأيام القليلة القادمة، فإن كانت المجموعات التي تحدث عنها نافع تتحلى بمسؤولية وحرص وتلتزم بقواعد اللعبة السياسية الداخلية وفق لوائح الحزب ونظامه الأساسي فإنها ستبدي آراءها ومواقفها ثم تلتزم برأي الجماعة الغالب، أما إذا كانت المسؤولية غائبة والحرص على لحمة الحزب مفقود، سيقودها حتماً موضوع الترشح للرئاسة إلى تنافس غير شريف وتجاذبات واستقطابات حادة ربما تؤدي في نهاية الأمر إلى احتقان مؤلم ثم تفكك العروة وانفضاض السامر السياسي.
> ومن آفة السياسة في بلادنا، أننا لا نحسن إدارة شؤوننا الحزبية بكفاءة عالية، ولا نملك القدرة على تحصين الجسد الحزبي من الانقسامات وتكوين مراكز القوى، فالأحزاب عادة ما تتكون وسطها تيارات تحمل آراءً قد تبدو مختلفة تطلقها في الهواء المفتوح والمجال المسموح لكنها في النهاية تتلاقى عند نقطة مشتركة هي مصلحة الحزب، لكنها حين تصل إلى مرحلة تسميتها «مجموعات»، فهذا يعني التكتل والتجمع والعمل المنظم لفرض إرادة المجموعة المعينة، وعندما تتصادم آراء ومواقف وإرادات المجموعات المتعارضة فإنها بلا أدنى شك ستتناحر وتحترب وتسيل دماؤها.
> ونأمل في نهاية الأمر أن يكون تصوير د. نافع لمجموعات المؤتمر الوطني الثلاث، مجرد تفسير لحالة من وجهة نظر قد تخطئ وتصيب، لكنه من زاوية أخرى بحكم مسؤوليته وموقعه الذي كان يشغله، يعلم علم اليقين ما يقول ويدرك تماماً ما أشار إليه، ومنذ متى كان د. نافع بعيداً عن المشهد الحزبي وتداخلات ألوانه وتجاذبات صفوفه؟!
[/JUSTIFY]

أما قبل – الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة