أبشر الماحي الصائم

حزب مخيف


[JUSTIFY]
حزب مخيف

تفتأ الوسائط الإعلامية تبحث عن جملة واحدة مفيدة وجامعة في دهاليز أنشطتنا السياسية لتضعها على أشرطتها الدوارة.. وهذا ما وفَّره السيد الرئيس البشير أمس الأول، وهو يخرج للمنابر بعبارة (المؤتمر الوطني حزب مخيف).. العبارة التي خرجت بها خطوط الصحافة وسارت بها الركبان.. لكن دعونا أن ننظر في ماهية هذه الخطورة!!

الدولة الديمقراطية التي ينشدها الجميع من (أقسى) اليسار إلى أقصى اليمين يفترض أنها تنهض على قواعد حزبية صلبة.. فالديمقراطية ﻻ تبنى بالسيخ والخرصانة، وإنما تبنى على أكتاف أحزاب قوية متماسكة تمارس فضيلة الديمقراطية في بنيانها الداخلي.. وتقيم مؤتمراتها القاعدية وفعالياتها الشورية التي تتوج في نهاية البناء بالمؤتمر العام.. هذا هو السبيل الوحيد لبناء الدولة الديمقراطية المنشودة.. وإلا أن فاقد الشيء لا يعطيه.. إذ كيف ندعو لبناء دولة الديمقراطية العظمى، ونحن لا نمارس هذه القيمة داخل بيوتنا الحزبية.. فلوقت غريب وقريب كانت تتزرع بعض الأحزاب بأن مناخ الحريات لا يتيح لها ممارسة أنشطتها وعقد ندواتها وإقامة مهرجاناتها و.. و..

ولما أصبحت سقوفات الحرية تسمح بإقامة كل هذه الفعاليات في الهواء الطلق أو في داخل القاعات.. رأينا كثيرا من الأحزاب تهرب إلى الأمام، وهي تفتأ تشتري الوقت لعل ثورة شعبية تهب ذات يوم بهيج لتخرجها من مأزق الانتخابات المرتقبة!! فالمال والجماهير والأفكار والبرامج تقعد بالكثيرين ..

لا يقلقني عامل الإفلاس المادي الذي تشكو منه بعض الأحزاب بقدرما يقلقني الإفلاس الفكري الذي جعل أجيالا بأكملها تنفض من حول الأحزاب التاريخية السودانية.. فالمدرسة العروبية قد انتهت في شامها الأنموذج إلى أدبيات (البراميل المتفجرة).. والشيوعية قد انهيارت في عقر دارها.. انكسر المرق واتشتت الرصاص وانهد الركن الكان بلم الناس.. وكان يفترض.. في المقابل.. أن يدير الرفاق الشرقيون حول الآيدلوجية الماركسية حواراً جريئاً ينتهي إلى مراجعات مقنعة تصلح للإنبات والنمو في الشرق الإسلامي.. وهذا لعمري ما لم يحدث ولن يحدث.. فالرفاق على ضلال نظريتهم القديمة الجديدة التي تنزع إلى إقصاء أي أطروحة إسلامية ولو أتت مبرأة من كل عيب.. غير أن أحزابنا الطائفية هي الأخرى بحاجة إلى الانتقال من متون التاريخ إلى أتون طرح البرامج السياسية والاقتصادية.. أن يكون الأصل في الحزب البرنامج أن أجيالا جديدة قد نهضت على تصويب النظر إلى الأمام و.. و..

ومهما قيل عن المؤتمر الوطني حزباً حاكماً.. فإنه قد خرج الآن وللتو من ماراثون ديمقراطي ساخن يستحق التوقف عنده وإخضاعه للقراءات المحايدة.. وكان على الآخرين الذين ينشدون الديمقراطية وسيلةً أقل كلفة لتداول السلطة.. كان عليهم أن يقيموا حججهم وتجاربهم في هذا المضمار.. لأن البديل هو الاحتكام إلى مبدأ الحركات الثورية الإثنية منها والتحررية.. وهذا ما يضع الدولة السودانية برمتها تحت دائرة الخطر.. فالعاجز شعبياً وجماهيرياً هنا من يستبد ويحتكم للبندقية والقاتل والمقتول يومئذ سودانيان !!

وإن كان ذلك كذلك فأتصور أن المؤتمر الوطني سيذهب وحيداً للانتخابات القادمة.. ولسان حال الآخرين.. اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون!!

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]

تعليق واحد

  1. عزيزي أبشر الصائم أهنئك أسلوبك اللغوي وأعيب عليك في فرضيتك التي تقول أن المؤتمر الوطني حزب ديمغراطي ويمارس الديمغراطية داخل بيته فهو بالتالي أفضل من يؤسس لدولة حديثة موسسة ديمغراطياً عزيزي ما بنى على باطل لا يرجى منه خير والحزب التى تتغزل فيه جاء للسلطة بالقوة فكيف أن ينتظر منه أن يتيح للآخرين المشاركة ويفتح باب الحريات صحيح أن معظم الأحزاب تعاني من مشاكل داخلية ولكن سبب هذه المشاكل هي حكومة المؤتمر الوطني التي بذلت الغالي والرخيص في التقليل من شأن هذه الأحزات وتسليط كل إمكانياتها الإعلامية والمادي في سبيل ذلك.
    لك خالص التحية

  2. أعتقد ان المخيف هو عندما يسألك ربك ماذا خط قلمك في حياتك ماذا سيكون ردك , و عندما تسأل عن افضل مقال كتبته في حياتك و للأسف يبدو ان كلهم كانو حول موضوع واحد و هو التزلف و لعق احذية السلطة .

    مبروك عليك الحزب المخيف يا ضعيف .