احمد دندش

رد على الكاتب محمد عثمان ابراهيم ( من (داخل) الدوام.! )


[JUSTIFY]
رد على الكاتب محمد عثمان ابراهيم ( من (داخل) الدوام.! )

قمنا خلال ملف (فلاشات) الاخير، بإرفاق خبر من جنوب السودان تناقلته العديد من المواقع الالكترونية (ذات القيمة الخبرية العالية والمصداقية الاكيدة)، بينما تم بثه كذلك في عدد من القنوات الاخبارية العالمية، وهو الخبر الذى اكد ان بعض نساء الجنوب قررن (مقاطعة الجنس) وذلك ضمن مجموعة من المقترحات والحلول الاخرى والتى تهدف لإيقاف الحرب وإعادة السلام للبلد.
وامس، أتفاجأ بهجوم غير مبرر علينا وعلى الصحيفة، من كاتب بها وهو الاستاذ محمد عثمان ابراهيم، والذى كتب ضمن فقرات مقاله (خارج الدوام): (جريدتي تقف مابين كونها صحيفة رصينة تقرأها النخبة ويبدأ بها صناع القرار يومهم ومابين كونها صحيفة متخصصة لإشباع قراء الفضائح)، وذكر في فقرة اخرى: (لايمكن ان تخرج لنا صحيفة تزعم انها يمكن ان تكون ساحة لخدمة صحفية راقية ورصينة وان تكون في ذات الوقت شعبية، ماجعل الله لصحيفة من قلبين ووجهين)، واضاف في فقرة ثالثة: (كان يمكن ان نغفل عن تناول هذه المادة كما تجاوزنا عن آخريات، لكن ورودها في الصفحة الاولى امر جديد)، واختتم: (اعرف ان مقالتي هذه قد تغضب العديد من الاصدقاء في فريق الصحيفة ولكن هذا مران لابد منه، فحرية التعبير وحرية توجيه النقد التى يتمتع بها الصحافيون هي طريق من اتجاهين يتوجب على من يسير فيه ان يحتمل السائرين من الجهة المقابلة).
اولاً..ليعذرني الاستاذ محمد فماقمنا بجلبه عبر ملف (فلاشات) لم يكن مادة وإنما خبر (والفرق بينهما كبير جداً)، ثانياً دعوني اسأل الاستاذ محمد سؤالاً مهماً وهو…هل إطلعت على الخبر في صحيفتنا هذي فقط، ام انك شاهدته في اكثر من محطة إخبارية ووكالة عالمية..؟..اذا كنت قرأته في صحيفتنا فقط فلاذنب لنا ان تكون غير متابع للأخبار العالمية، اما اذا شاهدته في اكثر من محطة اخبارية ووكالة انباء فلامبرر لهجومك على الاطلاق، لأنك قلت اننا نحاول (هتك) وقار هذه الصحيفة، ولااظن ان كل هذه القنوات الفضائية والوكالات التى تناقلت ذات الخبر سعت الى ان (تهتك) وقار مؤسساتها، خصوصاً ان بينها قنوات عالمية ووكالات ذات ثقل إخباري لاجدال عليه.!
ثالثاً..قال الاستاذ محمد انه (لايمكن لصحيفة ان تكون ساحة لخدمة صحفية راقية وان تكون شعبية في نفس الوقت)، وهو امر غريب يخالف كل اسس نجاح الصحيفة، فعلي حد علمي (المتواضع) أن الصحيفة التى يتنوع جمهورها وتقرأها شرائح مختلفة من المجتمع هي من انجح الصحف، لأنها وبصراحة تكون قد طبقت مفهوم (الصحيفة الشاملة) بحق وحقيقة.
رابعاً..ذكر الاستاذ محمد انه كان يمكن ان يتغاضى عن الخبر-وليس المادة- مثلما تغاضى عن آخريات، وفي هذا دعوني اسأله وبصراحة، ماهي تلك المواد التى تغاضى عنها من قبل..؟ واين هي تلك المواد التى (تهتك) وقار هذه الصحيفة..؟..هل يلمح الي المواد التى نقوم بإنتاجها من عمق المجتمع ومن الواقع الذى نعيشه اليوم والتى نسميها هنا بـ(الجريئة) الهادفة الى اطلاق صافرات الانذار قبيل وقوع الكارثة..؟..ام هو يقصد تلك المواد التى تناقش العديد من مشاكل الاسر السودانية والمجتمع والتى يدفن الكثيرون رؤوسهم في الرمال متخوفين من تناولها..؟..ياعزيزي الصفحات الاجتماعية والفنية ليست مجرد (تمومة جردق) في الصحافة السياسية، هي تلعب ادوراً كبيرة وتسهم بشكل اكبر في تنقية المجتمع من الشوائب ولفت نظره الى الكثير من العادات الاجتماعية (الشاذة والمقيتة)، حتى وإن كان الطرح مهنياً وجريئاً، فبعض العلاج كما يقولون (يستوجب الكي).
قبل ان اختتم هذا المقال دعوني اسأل الاستاذ محمد سؤال بسيطاً جداً، فلنترك تناول الوكالات العالمية والقنوات الفضائية لخبر الجنوب، ولتخبرني ماهي تحفظاتك على ذلك الخبر-وليس المادة- هل تحفظاتك تدور حول كلمة (الجنس)..؟..ام تحفظاتك في تناول الصحيفة للخبر..؟..وفي كلا الحالتين لن تجد منا سوى اجابة واحدة هي وجه واحد للسؤالين معاً، وهي اننا طرحنا الخبر لأنه يستحق، ولأن الخبر نفسه يحمل من القيم والدلالات العميقة جداً مايفوق كلمة (الجنس)، فإهتمام نسوة الجنوب بإيقاف الحرب ولو عبر حلول (غير نمطية) مؤشر إيجابي في الخبر وحافز على إدراجه وتنصيبه في مقدمة عناوين الصفحة.
جدعة:
كنت اظن ان الاستاذ محمد- بحكم حياته في الخارج – سيكون اكثر انفتاحاً واكثر استيعاباً لذلك الخبر، ولم اكن اعتقد انه سيركز في جزئية (الجنس) التى جاءت ضمن الخبر كـ(وسيلة) انتهجتها اولئك النسوة للوصول لغايات انبل واسمى ، ولم اكن اظن انه سيترك كل الايجابيات الاخرى التى يحملها الخبر وفي مقدمتها ادوار المرأة في كل العالم التى باتت تتزايد في السنوات الاخيرة، وبالتالي قدرتها على تغيير الفارق في اي قضية وإن كانت عبر حلول ربما يراها محمد وآخرون (غير منطقية).
شربكة أخيرة:
الاستاذ محمد عثمان ابراهيم…للخبر (قدسية)، وفي جلبنا لذلك الخبر حرصنا على عدم تجريده من تلك الصفة، وبالتالي نحن (مهنيون) ولسنا (باحثين عن إثارة) كما ادعيت علينا…مع كامل تقديري ومودتي.
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني