حمى الديربي
* ارتفعت حمى لقاء القمة الثاني في ختام الدوري الممتاز بعد أيام من الأيام في أعقاب الخسارة غير المتوقعة التي لحقت بالأزرق في نهائي الكأس وبثلاثية مستغربة كانت ضربة موجعة للهلال الذي استفاق مؤخراً من وهدته وبات يتعامل مع كرة القدم ويتحسب لمفاجآتها رغم أفضليته المطلقة في كل شيء، ولعلنا نتفق جميعاً على أن المريخ لم يكن يستحق الفوز قياساً على المستوى العام، ولكنه استحقه لأنه احترم إمكانياته وعمل عليها واستثمر ما أتيح له من فرص فكان له الفوز!!
* كأس السودان صفحة وانطوت، وطفق الإعلام الرياضي يقرب من شجرة التعصب المحرومة لتبدو سوءات القادم بينة من خلال ما يزرع من شقاق ووعيد ما يجعل قمة الدوري على سطح بركان قابل للانفجار وربما نعيد تراجيديا سابقة عمل فيها التعصب ما عمل، ودق اسفينا بين الرياضة والأخلاق فكانت جملة من التوتر والإساءات التي نحسب أنها مرت بسلام رغم سوءها!!
* المطلوب في الوقت الراهن التخفيف من اللغة المتعصبة التي يتخاطب بها الإعلام مع الجمهور، وأن يعمل على نزع فتيل التوتر ويمهد لكل الاحتمالات، فنحن في النهاية نتسابق على كرة قدم تقبل واحداً من ثلاثة احتمالات معروفة للجميع، ويسعى الفريقان إلى الأفضل فيها، ولكن جنون الكرة يبقى الحاكم الأكبر، دون أن يمنعنا هذا من السعي لتحقيق الفوز بعيداً عن إشعال الأمور بالصورة التي نراها الآن!
* وفي هذا التوقيت تنتظر روابط الهلال الكبيرة بمختلف مسمياتها أدوار كبيرة جداً في تهيئة الأجواء للاعبين وتقديم دور مثالي في نهائي الدوري، والتركيز على دعم الفريق ومساندته بعيداً عن التقليل من الآخر، وبعيداً عن الإساءات التي توغر الصدور وتشعل المدرجات بالحقد فيكون الخاسر الجميع، ولا نشك مطلقاً في حكمة رابطة الهلال المركزية وقيادتها في تقديم أبهى صورة في الفترة المقبلة وتقديم درس في التشجيع المثالي الذي يخدم الفريق ولا يخصم منه!!
* كيف لا والعزيز مرتضى ميرغني الأمين العام للرابطة يقضي ليله ونهاره في التجهيز للحدث، ويخطط لليوم الكبير بروية وحكمة، ونحن الذين عرفناه حكيماً يقوده عقله في أوقات العقل وتدفعه العاطفة ليلبس عصابته ويساند الأسياد، ولم يتورط يوماً رغم عشقه الكبير للأزرق في جريرة إساءة للآخر لأنه رجل يتقبل الرأي والرأي الآخر بسعة صدر ولا يتملق ولا يداهن لأجل مصلحة شخصية لذلك كان اختياره للمنصب موفقاً إلى حد بعيد!!
* نريد تنافساً حميماً بين روابط الهلال الواعية في تقديم الدعم للفريق خلال المباراة، ونريد أن نسمع هتافات الجماهير الزرقاء تشق سماء المدينة لتدعم الأسياد في الملعب وتحفزهم لتقديم أفضل ما عندهم وتحتفل بالفرحة حتى يغطي الأزرق سماء العاصمة، وترفرف أعلامه عالية حيث ينبغي أن يكون!!
* التعصب يخصم الكثير من قوة الحناجر ويفقدها المنطق فينعكس ذلك على الأداء في الملعب، ذلك أن الانفعال من أخطر أمراض المدرجات، ومتى ما انفعلت المدرجات، كان الإفلاس حاضراً وكان التوتر سيد الموقف، فينسحب ذلك على الجميع بمن فيهم المشجعين الذين يقبعون خلف الشاشات ويتابعون عشقهم أزرقاً كان أم أحمراً!!
* نسعى جاهدين أن يكون الهلال حاضراً في نهائي الممتاز ليتوج لقبه المحبب، ولكننا لا نسحب من أذهاننا أبداً ندية الخصم الأحمر الذي يسعى بدوره إلى ما نسعى إليه، ويكفي أنه فريق كبير ومحترم، ووصيف الأسياد في السودان، لذلك حتى وإن تمكن من الفوز علينا والحصول على اللقب ليجمع بين الكأسين فمن حقه علينا أن نهنئه بالفوز والثنائية، وأن نجلس بهدوء لنراجع لماذا خسرنا بدلا من الثورة غير المجدية، ولعل المتعصبين لا تعجبهم فرضية فوز الأحمر علينا في الممتاز ولكنه احتمال يبقى وارداً لحين نحقق الفوز لأنها كرة قدم في النهاية!!
* نتمنى قمة ترقى إلى مستوى الكلمة !!
* وإعلام يقدر مسؤوليته ويكف عن (مكاواة) الأطفال هذه!!
* بالتوفيق للهلال!!
[/JUSTIFY] يس علي يسزفة ألوان – صحيفة اليوم التالي