تحقيقات وتقارير

نداء المهدي.. (كثرة الطرق تفتح الباب)

( حزب الأمة القومي، حزب الأمة، حزب الأمة الإصلاح والتجديد، القيادة الجماعية، الإصلاح والتنمية، الأمة الوطني، الفدرالي، وأخيراً تيار الخط العام)، تلك هي تيارات حزب الأمة التي إنفلقت منذ العام 2002م عقب إتفاق جيبوتي بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة وعودة الحزب للمعارضة من الداخل كانت البداية بخروج السيد مبارك الفاضل وتكوينه لحزب الأمة الإصلاح والتجديد ليشارك في السلطة القائمة متمسكاً بما تم الإتفاق عليه في نداء الوطن (جيبوتي)، وسبق الفاضل في العام 98م الأستاذ الجامعي النور جادين بمحاولة تكوين حزب موازي لحزب الأمة ومشابهاً له في التسمية، وأصبح السيد الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومى،يطلق على كل حالة مماثلة بظاهرة (النرجدة) في إشارة للنور جادين. وتعددت محاولات رأب صدع الحزب لأكثر من مرة منها (الجودية) ومنها (المؤسسية)، وآخرها كانت في العام الماضي حينما عقد حزب الأمة ورشة بجامعة الأحفاد للوحدة ، وكان الشرط الذي اقرته الورشة هو الذى عصف بالمحاولة فقد اشترطت العودة الى الحزب بصورة فردية لا كمؤسسات بإعتبار أن الحزب لم يسقط عضوية أحد من الخارجين.
وقال المهدي في بيان لم الشمل، (إن المرحلة الحالية توجب ضم الصفوف ومهما حدث من تطورات فإن حزب الأمة لم يلغ عضوية أحد. ) ودعا الكافة لاستئناف عضويتهم في الحزب دون حرج ما داموا يعترفون بالشرعية التاريخية والنضالية والفكرية للكيان الأم – بحسب البيان – وأشار الى أنه سيكوّن لجنة برئاسة رئيس المؤتمر العام وعضوية ممثلين للأطراف المعنية لتسكين مستأنفي العضوية (بالحق والعدل).واضاف: (إن بعض الأخوة والأخوات في حزبنا شاركوا في المؤتمر العام السابع وأيدوا قراراته فيما يتعلق بدراسة وإجازة الدستور، والبرنامج، وانتخاب الرئيس ولكن أبدوا تحفظات على إجراءات الهيئة المركزية) ووعد بتكوين لجنة ثانية للنظر في الشبهة الدستورية على أساس النص الدستوري الذي إنعقد المؤتمر في ظله، بجانب تكوين لجنة ثالثة لتسكين الكوادر التي جمدت نشاطها في الفترة الماضية (على أساس عادل). وتأكيداً للخطوات العملية طالب المهدي أن تقدم اللجنتان تقريرهما في ظرف ثلاثة أيام ابتداءً من يوم التكوين، لترفعا تقريريهما للرئيس لاتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن. وقال: (يرجى إذا تجاوبت الأطراف المعنية فتح صفحة جديدة من الوفاق الحزبي).
وعلمت (الرأي العام)، أن المهدى دعا لإجتماع مكتب تنسيقي يتم من خلاله تنوير لأجهزة الحزب بالدعوة بجانب الشروع الفوري في تكوين اللجنة المختصة لإنفاذها.
وتقول مصادر قيادية بحزب الأمة القومي، إن هذا البيان جاء تجديداً للدعوات السابقة، وأشارت الى أنه يكتسب أهميته مما أسمته بالظرف الوطني، (إن الظروف الحالية تستدعي لم الشمل خاصة وأن البلاد مواجهة بعدة صعاب ولحزب الأمة دور ريادي في التصدي لها). وأضافت، إن الحزب يرحب بعودة قياداته وأعضائه دون شروط ودون أية إعتذارات وفيها قدر كبير من التسامح، غير أنها تمسكت بالعودة الفردية دون مؤسسات. واكدت أنه سيتم تسكين العائدين عبر اللجان المقترحة.
ويقول مراقبون فيما يتعلق بمدى إستجابة مبارك الفاضل للدعوة، إنه في الأشهر الماضية كان أكثر قرباً من المهدي من حيث المواقف، وصارت أكثر عقب ما أسماه المهدي بإغتيال إتفاق التراضي الوطني من قبل صقور المؤتمر الوطني، وربما كان للحركة الشعبية دور (حمامة السلام) بين الرجلين، خاصة وأن الفاضل ظل في الفترة الأخيرة قريباً من الحركة، ويضيف المراقبون،ان ماجمع بين الرجلين (الصادق والفاضل) أخيراً كيان قوى الإجماع الوطني – إعلان جوبا – وقادا من خلاله التحركات الأخيرة التي لم تجد القبول والمباركة من قبل أجهزة الدولة، وفي يوم الجمعة الماضية الذي أحتفى فيه مكتب الامام بذكرى ميلاده ، كان الفاضل من أوائل الحاضرين وأواخر المغادرين، وكان طيلة الإحتفال يجلس جوار الإمام الى أن غادرا المكان سوياً.
ويدعم هذا المذهب من التقارب الأستاذ عبد الجليل الباشا الرجل الثاني في حزب الأمة جناح الفاضل، حيث أبدى ترحيبه بدعوة الإمام للم الشمل، وقال لـ (الرأي العام)، إن الضرورة الوطنية والتاريخية تملي الجنوح الى الوحدة لكل الشعب السوداني، وأضاف، بالأحرى أن حزب الامة الذي يشكل صمام الأمان لوحدة السودان، إن يلملم شمله. وتابع، نحن من جانبنا نرحب بهذه الدعوة ونعتبرها خطوة إيجابية في الإتجاه الصحيح، وأشار الى أنهم سيتعاملوا معها بالجدية المطلوبة، وقال: خاصة وإن الوحدة بالنسبة لنا هدف استراتيجي كما أقرت أجهزتنا منذ ثلاثة أعوام او يزيد. وفيما يتعلق بتفاصيل العودة، أشار الى أن أجهزة حزبه ستجتمع وتناقش الأمر لتخرج بالقرارات الداعمة لخط الوحدة الحقيقية – بحسب الباشا- وأوضح أن أية شروط مسبقة يمكن تجاوزها وصولاً لأهداف أسمى. وأضاف، إن الضرورة الملحة للوحدة تجعلنا نراعي تجاوز أية عقبات من شأنها الوقوف امامها.
ورحب الفريق الثانى المعنى بدعوة المهدي اى مجموعة التيار العام بالنداء، وقال الاستاذ محمد عبدالله الدومة ابرز قيادييه لـ «الرأي العام» نحن نرحب بهذه الخطوة التي وصفها بالمحببة، غير انه انتقد ما اسماه بطء الاجراءات، وقال منذ بداية الأزمة الدستورية كانت نتيجة التحركات لحل هذا الملف «صفر»، وأضاف بالرغم من ثقتنا في الإمام إلا أننا نطالب بالتشاور معنا في اختيار رئيس اللجنة المختصة بالأزمة، والا يتم اختياره بصورة فوقية.
ويرى مراقبون أن نداء الإمام وإن جاء موجهاً لكافة الفصائل إلا أنه لا يستهدف تلك التي شاركت في السلطة بإعتبار أنها بعيدة من حيث المواقف والمبادئ باستثناء حزب الأمة القيادة الجماعية بزعامة د. الصادق الهادي اذ هنالك فجوتان تجعلانه بعيداً عن نداء الإمام، وهما فجوة أيديلوجية حيث يعتقد جناح الهادي أن الإمامة من حق السيد احمد المهدي الذي يكبر السيد الصادق سناً فهو الأولى بالإمامة، ويعتبر أن ما جاء به المهدي من إستفتاء الأنصار حول الإمامة (بدعة)،بجانب الفجوة السياسية المتمثلة فى المشاركة في السلطة.
ويبدو أن الهادي حسم هذا الأمر حتى فيما يتعلق بالتحالفات في الإنتخابات المقبلة وقال في ندوة شارك فيها المؤتمر الوطني بمحلية الأمير بامبدة، إن حزبه لمس الشفافية والمصداقية في المؤتمر الوطني من خلال برنامج حكومة الوحدة الوطنية التي وصفها بالتجربة الناجحة، وأضاف، (نحن نتطلع لتطوير هذا التجربة في المرحلة المقبلة).
الرأي العام: ضياء الدين عباس