تحريف علني..!!
هل استمعتم لبعض الإذاعات السودانية المتخصصة في بث القرآن الكريم على مدار اليوم؟؟، بالتحديد التلاوة المسجلة لبعض الشيوخ السودانيين؟؟.
يبدو أن غياب (ضبط الجودة) تعدى السلع والبضائع والخدمات إلى (الأثير).. وأي أثير.. أثير القرآن الكريم أقدس مقدسات الأمة الإسلامية..
أخطاء كثيرة في التلاوة في ضبط الحروف والإعراب، لكن الأسوأ من ذلك كلّه هو أسلوب التلاوة نفسه.
السادة الشيوخ السودانيون (والأخطاء تنحصر فيهم هم فقط)، يتلون القرآن الكريم بأسلوب (الدوبيت) السوداني.. يمدون الحروف بمزاجهم حيث ما اتفق.. والمد نفسه بلا قيد أو شرط إلا ظروف صوت المقرئ ليس إلا.
في المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الأخرى، لا يسمح بنشر تسجيلات القرآن الصوتية إلا بعد مراجعتها بواسطة لجان مختصة.. فالمصحف الصوتي المرتل هو تماماً كالمصحف المكتوب.. بل ربما أكثر أهمية.. ويجب التأكد من صحة القراءة وضبط مخارج الحروف والنحو بكل دقة حتى لا تتلوث أذن المستمع بتسجيلات صوتية خطأ للقرآن الكريم.
سؤال أود أن أجد له إجابة من السيد مدير إذاعة أم درمان.. والإذاعات الأخرى التي تقدم التسجيلات الصوتية للقرآن.. هل هناك لجان علمية متخصصة تراجع تسجيلات القرآن كلمة كلمة، وحرفاً حرفاً؛ للتأكد من صحة التلاوة، ومخارج الحروف السليمة؟؟.
من يسمح بانطلاق هذه الأصوات في أثير السودان.. هل هي مجرد مصاحف على مسؤولية الشيوخ الذين يحسن ظن الإذاعة في صوتهم.. لا أكثر.. دون النظر إلى صحة التلاوة ودقتها..
الأمر لا يحتاج إلى متخصص ليدرك الأخطاء الجسيمة في تلاوات هؤلاء الشيوخ، فأي مستمع عادي مدرك لأحكام تجويد القرآن يخدش مسامعه الأذى الجسيم الذي تحدثه الأخطاء المتكررة في المصاحف الصوتية التي تقدم عبر هذه الإذاعات.. ومخجل جداً أن تطال (عفويتنا) القرآن الكريم.. روح الدين الإسلامي وقوامه.. فهو كلام الله الذي أنزله من السماء ليخرج به البشر من الظلمات إلى النور.. ولا يجوز- مطلقاً- لدولة لها مؤسساتها القيمة على الشأن العام.. أن تعامل تسجيلات القرآن الكريم مثل أي تسجيلات صوتية يجوز فيها الخطأ..
صحيح أن التلوث السمعي والبصري شائع في أثيرنا السوداني.. وعدة آلاف من الذين توسموا في أنفسهم حسن الصوت والإبداع لا يجدون أية صعوبة في الوصول إلى أذن المستمع داخل حصنه الحصين في قلب بيته.. واغتيال الفنّ الأصيل في نفوس السودانيين، وإبداله بغثاء هابط مخجل، يدمر حواجز العيب في المجتمع السوداني.. لكن القرآن ليس كتلك الاجتهادات الفردية.. هو أمر محكوم بضوابط صارمة حفظته عبر القرون سليماً معافى من كل تزوير أو تحوير.. فلماذا من حيث لا تدري- تتورط إذاعاتنا في تحوير ألفاظ القرآن في مسامع السودانيين.
إذا لم يكن لدينا القدرة على ضبط تسجيلاتنا السودانية فعلى الأقل احصروا بث القرآن على التسجيلات العربية المستجلبة من دول لها قواعد ضبط لهذه التسجيلات.
والله أعلم.
عثمان ميرغني
حديث المدينة – صحيفة التيار
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]