مقالات متنوعة

ادركوا مجتمعنا


شغلتنا السياسة بقرارتها وخبطاتها ومفأجتها المتوالية التي لايستقر لها مسار وو لاتخطر علي البال والا لما كانت سياسة وكياسة فهي خارج بلادنا كذلك ولكنها في واقعنا قد تعيئ الطبيب المداويا الذي ربما يقف عاجزا عنن فك طلاسمها وقد تنتابه الحيرة بالفعل من أعراضها وماتنطوي عليه دخيلة نفسها فهي كل يوم في حال تخفض الي الأدني وترفع الي عنان السماء وقد تنقلب الآية في لحظة فنجد المتهم برئيا والبرئ مجرما والخائن بطلا ومشاركا كل ذلك يحدث في واقعنا حتي جعلت معظم الكتاب منا والمتابعين ينحون مع الأحداث منحا وسطا لا بالمعاداة المشتطة ولا بالمهادنة الفاضحة لأن الواقع ومسرحه قد أعطي القاعدة الثابتة التي لابد أن يتكيف الجميع معها في الأخذ والرد وفي النقد والمدح وفي العداوة والمصالحة كل ذلك أحتواه مسرحنا السياسي ألم أقل لكم أنه واقع سياسي مريض مجال المفأجات فيه يطغي علي الوتيرة المعتادة المألوفة مايجعل الكل مشغول به في نهاره ومسائه ورغم ضنك العيش وشظف المعيشة التي تجعل الجميع يجأر بالشكوي من الحال والمآل -لاحظوا- رغم ذلك فأن التعاطي مع ذلك فيه ترويح وتنفيس وكما قلت فأن كثرة التناقضات وتعدد المفأجات جعل من الجميع يتكيف مع ذلك لأن الكل ربما جبل علي أحتمال (الصدمات) أقصد المفأجات وقد تكون في الحياة المألوفة والنشاط الراتب المتزن الرتابة والملل الذي يجعل الحياة ضيقة وقصيرة تجعل (أنساننا) الذي أدمن التعاطي مع ذلك يشكو دهره ويستعجل يومه .
ذلك هو واقع السياسة الذي شغلنا بغضه وغضيضه عنمايعتور الساحة المجتمعية من مشكلات يحتاج مجتمعنا الي أزالتها وأيجاد الحلول لها فالمجتمع أضحي عبارة عن كوم (عيوب) والجمل لاينظر الي عوجة رقبته وأنما ينظر لها المتابعين والمشاهدين ولكن مايشاهده المجتمع من عالم السياسة التي أجبرته علي متابعة مسرحها جعل من المجتمع ينأي عن عيوبه الي حيث معالجة عيوب الحكومة وحشر (نفسه) حشرا في متابعة التشكيل الوزاري وأعداد الميزانية التي تخلو من النفط ورفع الدعم عن السلع وكمية من القضايا التي تهمه بالفعل ولكن أن يركن المجتمع جميعه الي متابعة سياسات الحكومة وينسي ماأبتلي به في جسده فتلك هي الطامة الكبري .
للحكومة كفل في ماأصاب أخلاق المجتمع وذلك مسلم به ولاتنتطح فيه عنزتان فالسياسات العقيمة احدثت في المجتمع شروخا يصعب أندمالها وصيانتها وقد تقضي- أذا لم يتدارك المجتمع نفسه -عليه تماما ومتابعة مجتمعنا للحكومة قد تفقده بقية المآثر والأدواء التي يتحصن بها ضد الظروف والأمراض المحيطة به أنا لاأدعو المجتمع الي أن يترك الحبل علي القارب للحكومة ولكن أدعوه الي ترميم كيانه فقد تناوشت المجتمع السهام وأكتنفت تركيبته أشياء دخيلة قضت علي طيبته وسماحته وقد توشك أن تجتمع الصغائر التي يغفل عنها عليه حتي تجعله من الهالكين .
والأخبار كل يوم صارت تحمل غرائبا من الأحداث ومنكرا من الجرائم وتعديا صريحا علي الأخلاق أن كان عبر جرائم لشرف والقتل والأغتصاب والعنف الأسري وحوادث الطلاق والأعتداء علي الأطفال وأختطافهم وجرائم الأنتحار والعطالة والعنوسة وأشياء أخري – قد أدع المجال للقراء ليسهبوا فيها فالمجال مجال توعية وتفسير علي أني أمتدحكم بعدم التقصير- كل ذلك أحدث شرخا في المجتمع يصعب سده وهوة سحيقة يصعب ردمها و البون أضحي شاسعا والصحف لاتزال تحمل من الحوادث (الدخيلة) الجديد والأيام لاتزال في طياتها تبشر بالمزيد .
وكما قلت فقد شغلتنا السياسة عن دق ناقوس الخطر لتلك الأشياء الدخيلة التي تسربت الي مجتمعنا علي حين غفلة فصارت تلتف علي جذعه تماما كما يلتف (اللبلاب) علي جذوع الأشجار لتخفي شكله وتلعق قشرته وتمتص مادة حياته حتي تحيله الي الموات والهلاك والمجتمع ينظر الي الحكومة علي أنها أس البلاء ويغفل عن مايعتوره من الضعف وقد تنتابه صحوة- وسط حياة السياسة الملئية بالمفأجات للتفكير في نفسه ولكنها قد تكون بعد فوات الآوان وحينها لا الحكومة ولا المجتمع يستطيع أن يصلح ماأفسد الدهر.
الدعوة أسوقها الي الباحثين والي المهتمين بالشأن المجتمعي فالحال لايخفي علي أحد ومسرح المجتمع المفتوح يغني عن الأعادة والتكرار والكل مجبور علي المشاهدة نظرا لتعدد الفصول وغرابة الأحداث والرواية لم تنتهي بعد أكاد أجزم أن الضحك سيكون غائبا فقط تحل الدموع ويخيم الحزن علي الماضي ويسود الخوف من الحاضر والصورة أبلغ مثال وأصدق في التعبير من وحي المشاهدة فقد تبددت الغشاوة التي تعتري العيون و بانت الحقيقة الأليمة . أذا تبقي المسؤلية تضامنية وتدارك المجتمع وحمايته لابد يبادر اليها الجميع حتي لاينفرط العقد وتتناثر حبيباته عندها لايصلح (العطار ماأفسد الدهر )

مهدي أبراهيم أحمد
[email]mhadihussain@gmail.com[/email]