أبشر الماحي الصائم

نجوم الغد

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] نجوم الغد [/B][/CENTER]

ربما أن التربية الصوفية هي المسؤولة عن ترسيخ معاني الفقر في مجتمعنا.. على افتراض أنها تربية تنهض على قيم القناعة والزهد والمسكنة وتعلي من شأن الفقر والفقراء.. فنحن غالبا ما نحتفل بالفقراء على أن الأثرياء في المقابل دائماً متهمون وتحوم حولهم الهواجس !!

وعلى أي هذه مدرسة إسلامية مذكورة ومشكورة ولها أسانيدها وأساتذتها وطلبتها ومريدوها.. على عكس مدرسة أهل الدثور الذين ذهبوا بالأجور والذين يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتفوقون علينا بالصدقات والإنفاق.. فكانت مواساة الرسول صلى الله عليه وسلم للفقراء أن في كل تهليلة وتكبيرة صدقة.. معنى الحديث الشريف.. وإن لم أفهم من مدلول هذا الحديث الشريف أن تنصرف أقوام بأكملها عن همة العمل ليكن حظها من الصدقات قيم التسبيح والتهليل.. فاليد العليا خير من اليد السفلى.. وترفدنا أيضا واقعة ذلك الرجل الزاهد الذاكر الذي أوقف حياته للعبادة.. فلما سُئل عن من يعوله فقال إنه يقتات من كسب أخيه الباطش في الأرض.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خير منه!!

أنا لا زلت أقرأ وأبحث في الملابسات والمسوغات التي جعلت الشخصية السودانية تكتفي بالقليل من الكسب والجهد، وﻻ نرهق أنفسنا كما الشعوب التي من حولنا.. فبإمكانك أن تنظر حولك لتجد أن الجميع يسعى لاقتناء عقار أو دفار ليذهب ليرتاح مبكرا، وهو ﻻيزال في سن العطاء!! رأيت أن أقول بأننا نحتاج أن نتعلم أن السعي والطموح هو حياة وتفاعل وثواب وعافية في الدنيا والآخرة.. فقد امتدحت الآية الكريمة (وللزكاة هم فاعلون) الذين يكدون ويجتهدون لأجل الظفر بقيمة إخراج الزكاة.. إذن نحتاج – والحال هذه – من قادة الرأي والمفكرين والمصلحين إلى إعادة النظر والقراءة في ثقافة الفقر والمسكنة والتبطل التي نحن عليها.. على أن ديننا الإسلامي ليس له موقف من حملة الأسهم وملاك الشركات والأموال وأهل الطموح والعمل.. وذلك حالما وظفوا ما اكتسبوا لصالح العباد والبلاد وأخرجوا حق الله و.. و..

فليست الحكومات دائماً هي المسؤولة عن ضعف الإنتاج وازدياد معدﻻت الفقر والبطالة.. وترفدنا تلك العبارة التي تقول كيفما تكونوا يولي عليكم.. فحكامنا عبر التاريخ السوداني لا يهبطون علينا من القمر والكواكب الأخرى فهم منا ونحن منهم.. والحال من بعضه.. نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا و.. و..

فكل مقومات الحياة والنهضة والتنمية متوافرة بين أيدينا فقط تنقصنا همة الشعب وإرادة الحكومات وريادة النخب والمفكرين.. فالثورات العظيمة يخطط لها العباقرة ويرسم خارطة طريقها المفكرون وتؤطرها الحكومات وينخرط الشعب في تنفيذها وجعلها واقعا في حياته و.. و..

ﻻ صحوة وطنية وﻻ همة عملية يمكن أن تتفجر بمعزل عن فعالية آليات المجتمع الأخرى.. حتى الشعر والأناشيد الموجهة لها إسهام في حفز الهمم والتربية.. فضلا عن الدعاة والعلماء والوعاظ والمناهج الدراسية وبرامج الآليات الإعلامية..

فعافية المجتمع تكمن في استنهاض كل المؤسسات الرسمية والشعبية.. وقديما قيل اذا كان رب البيت للدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص واللعب.. فلئن تركتم أمر الناشئة

لبرامج نجوم الغد فابشروا بمقام (بلد المليون مطرب)!! للذين يقرأون بتطرف وأجندة مسبقة فنحن لسنا ضد ضرب الغناء وﻻ ينبغي لنا.. ولكن ضد أن تكون طموحات وتطلعات الأجيال القادمة محصورة في هذا المضمار، وذلك بفعل الجرعة الزائدة.. فلعمري من سيحمل الطورية والبندقية ليطعم ويحمي دولة المطربين المحتملة!!

[/SIZE][/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]

تعليق واحد

  1. بسبب السياسات الخاطئة زادت معدلات البطالة ….. دعك من الوظائف الحكومية .. أين المشاريع الزراعية التي يمكن أن يعمل فيها الشباب وأين المصانع وأين التشجيع للمشاريع الصغيرة من تربية دواجن وحيوان فكلها إنهارت بسبب الإدارات الفاسدة والتي أستجلب لها الجهال والفاشلين
    لم يتركوا صبية الدرداقات ولا بائعات الشاى ولا ماسحى الورنيش …… أن يعمل الشباب وينتج أفتحوا لهم الأبواب وسياسة الجبايات هي التي غلقت الأبواب أمام المنتجين