منى سلمان

دقر وبقر وتسهيل زواج !

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] دقر وبقر وتسهيل زواج ! [/B][/CENTER]

كما أن الأنسان بأصغريه قلبه ولسانه، فإن يقظة ضمير المجتمع تقدر بالإهتمام الذي يوليه للمؤسسات التي ترعى أضعفيه .. العجزة والأطفال فاقدي السند.
المعيار الحقيقي لتلك اليقظة يكون بمقدار رعاية المجتمع لتلك الفئتين وتسليطه الضوء على معاناة أفرادها .. كبار السن الذين أعطوا ولم يستبقوا شيئا ولم يقبضوا في ساعة ضعف الحوجة سوى ريح الجحود والنكران، والصغار الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤا للدنيا نتاج لحظة تغلّب فيها صوت الشيطان، عندما تقاعس المجتمع عن نشر فضايل الاحصان، واعانة طالبي العفاف من الشبان ..
من باب التعاطف الانساني تغض مضاجع الكثيرين كلما ورد في الاعلام خبر العثور على صغير نهشت رأسه كلاب (الكوش)، أو وجد ملفوفا بخرقة وملقي في قارعة الطريق، ولكن لعل القليلين هم من يفكّرون في مشاعر أم ذلك الطفل البرئ – ان كانت لا تزال على قيد الحياة .. هل أعلمها قلب الأم أن منهوش الرأس هذا هو جنينها الذي ظل ينمو ويتغذى من دمها ويأخذ من روحها تسعة وتسعة ؟ وهل هو نفس القلب الذي طاوعها بعد خروجه للدنيا لترمي به للكلاب الضالة ؟ أم أن موازنتها لمعادلة رأسه مقابل رأسها وسلامته مقابل سلامتها وسلامة شرف عائلتها البازخ، هي ما جعلتها تدوس على قلبها تحت قدميها في طريقها للتخلص من جنينها بحجة (يا روحي ما بعدك روح) !!
تحدثت من قبل في مادة (نساء صغيرات) أن المغرور بهن اللاتي ينزلقن لمهاوي الخطيئة، دائما ما يكونن من الفتيات صغيرات السن والخبرة والمعرفة، فهن ضحايا غفلة المجتمع قبل أطفالهن، وغفلة كل أم ارتضت لنفسها أن تقتصر علاقتها بابنتها على واجب (أكلوا وأشربوا وألبسوا) .. فلم تقترب منها وتصادقها لتعرف أسرار قلبها، ولم تجتهد لتنبهها لمواقع الزلل ومهاوي الشيطان، بل تركتها تخرج للطرقات لتواجه كلاب السكك وشياطين الانس مجردة من سلاح المعرفة وكساء العفة ووجاء الإيمان ..
بقدر ما كان من أوجب واجبات المجتمع بمؤسساته الناشطة نحو أطفال الخطيئة، أن يتولاهم بالرعاية ويتعهدهم بحسن التربية، ثم يفتح لهم المجال عندما يكبروا ليصيروا أعضاء فاعلين دون أن يعايرهم أو يقصيهم بسبب جريرة ابائهم .. بقدر ما كان من أولى أولويات ذلك المجتمع أن يعمل على سد الباب البجيب الريح ليستريح، وأن يقوم بتجفيف منابع الشر ولا يكون ذلك إلا بتسهيل الزواج لاحصان الشباب ..
طبعا هناك من سـ يتسدر وينصح بافشاء (التعدد) كحل للمشكلة .. في ذمّتكم حصل جهة مسئولة عملت استبيان عن اكثر الفئات سقوطا في خيات الخطيئة .. نتاج ذلك السقوط غالبا – هم أبناء اوهام الحب المدسوسة في الظلام، ومن ثم في المقام الثاني هم أبناء العوز والفاقة وأماني النفس التي تدفع بالفتيات لمحاولة الحصول على المال من أقصر وأقدم طريق عرفته الإنسانية .. يا جماعة قللوا المهور وابتدعوا نظام داخليات جامعية تستوعب المتزوجين .. ولا يستنكف كل أب يصرف على ابنه الشاب أن يضيف للأسرة (خشم) جديد يعف به ابنه فـ (اللقمة الهنية بتكفي مية)، أما الراغبين في التعدد من الناضجين، فلندعوهم لترك المكابسة ومنافسة الشباب المساكين في أرزاقهم .. أصلو من زمااان قالوا ليهم (أخدوا البقر قاموا وقعوا في الدقر) .. هوي يا رجال أخير ليكم انقرعوا وخلّوا (الدقر) ده للقدرو !!
[/JUSTIFY][/SIZE]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]