مقالات متنوعة

وبعدين؟..كراع جادين!!!


وبعدين؟..كراع جادين!!!
[JUSTIFY] جادين مواطن كان مسافراً على لوري قديم مع آخرين في منطقة البطانة الواسعة الشاسعة والتي تشتهر بأنها عبارة عن مرعى ضخم للحيوانات بأنواعها المختلفة على أنها تمتاز بخلوها التام من الأشجار مما يدعونا إلى مخاطبة الجهات المعنية بالنظر في أمر تشجير منطقة البطانة وفق خطة مدروسة.

وتقول الطرفة إن عمكم جادين كان مقطوع الرجل ويستعمل “كراع” مصنوعة من الخشب وتشاء الأقدار أن اللوري الذي كان يحمل جادين مع الآخرين قد ضل طريقه في “فيافي” البطانة وتشاء الصدف أن سائق اللوري كان يحمل معه براميل ومجموعة من القرب المليئة بالماء مما ساعد المسافرين على البقاء أحياء.. ولكن المسافرين جاعوا وتوقف بهم اللوري لكي يصنعوا طعاماً من الدقيق المحمول معهم وبالطبع بحثوا عن الحطب ولم يجدوه وأمر السائق مساعده أن يسعى باحثاً عن أي عود يجده ورجع المساعد بخفي حنين ولم يجد أي “حطبة” وخاطب السائق قائلاً : “يا عمنا والله ما لقينا أي حاجة” وعند ذلك تساءل السائق موجهاً حديثه للمساعد وللركاب قائلاً “وبعدين؟!” والمساعد رد عليه دون تردد وهو ينظر إلى الخشبة التي يستعملها جادين قائلاً “كراع جادين”، ومنذ ذلك اليوم صارت جملة “وبعدين.. كراع جادين؟!” تقال عندما يصل الأمر إلى طريق مسدود ويعبر عنها بالانجليزية DEAD LOCK.

والآن يا جماعة يجب أن يفهم أهلنا المفاوضون مع ما يعرف بقطاع الشمال أن الموضوع وصل إلى مرحلة “كراع جادين” يعني “ديد لوك” ولم يكن الأمر يحتاج إلى “درس عصر” لكي يفهم الجميع أن ياسر عرمان عبارة عن “تاجر حرب” وأنه يمارس هذه التجارة بالاعتماد على ما يأتيه من الداعمين و”المحسنين” من بلاد الفرنجة وأعداء السودان والعاملين على تمزيقه وبالطبع لن نتوقع أن يأتي ذلك اليوم الذي يوافق فيه “تجار الحرب” على إيقافها حتى لو وضعنا في أفواههم المن والسلوى اللهم إلا إذا تمكن أخونا بروفيسور غندور من اقناعهم بأن ما سيحصلون عليه من عوائد سيكون مساوياً لما يجدوه من “المحسنين والداعمين” وأن يضمن لهم استمرار هذا الدعم والعطاء طالما ظلوا أحياء هم وأبناؤهم وأحفادهم و”هلم جرا”

أما إذا اقتنع وفدنا المفاوض برئاسة بروفيسور غندور بأن المسألة قد وصلت إلى “الميس” وأن الحل فقط يكمن في “كراع جادين” أو قل في “كراع عرمان” فليس أمام البروف وأمامنا جميعاً غير العمل على استئصال التمرد “والحشاش يملا شبكتو” فإن انتصرنا عليهم يكون “الله حلّانا” وإن انتصروا علينا “خلاص تاني في شنو؟!” وسيبونا يا جماعة من حكاية المفاوضات مشجعة وحكاية نحن متفائلون بالمفاوضات وحكاية أمبيكي برضو متفائل..
[/JUSTIFY]

ثالثة الأثافي – د. عبد الماجد عبد القادر
صحيفة الصيحة