احمد دندش

والله العظيم (فضحتونا).!


[JUSTIFY]
والله العظيم (فضحتونا).!

تحسس وجهه جيداً.. قام بمسح شاربه من بقايا آثار تلك الصبغة الرخيصة الثمن… وضع كمية كبيرة من (الفازلين) على شعره ابتغاء لمعانه… وحشرّ قميصه المزركش داخل بنطاله الواسع قبل أن (يخنقه) بحزام من البلاستيك لايتعدى سعره الجنيهان_ هذا طبعاً قبل الزيادات الأخيرة-.
خرج للشارع وهو يتفحصه بعينين احالتهما سنواته الستين إلى كرتين من (روث) ماعز مجنونة كانت تتقافز على عنقريب خشبي ،فقد أحد أقدامه في معركة (لايمكن نشر تفاصيلها هاهنا).
مرت دقائق معدودة.. حتى توقفت بجانبه فتاة في ريعان الصبا..كانت تتأبط كتباً ومجموعة من الأقلام في طريقها للجامعة… اقترب منها بمكر ودهاء وسألها بصوت مصطنع جداً: (لو سمحتي… مواصلات السوق بتجي بي جاي)…التفتت إليه الفتاة ورسمت ابتسامة بريئة على وجهها وقالت: (ايوا ياحاج بتجي بي جاي)..لم يتمالك نفسه في تلك اللحظة فصاح بوجهها في غضب: (حاج في عينك).!
وحكاية ذلك (الحاج)…هي نموذج لكثير من قصص (العجائز المتصابين)…والذين فقدوا وقارهم في غفلة من زمان الهيبة…وبددوا (كرامة) سنواتهم بين (شفع شياطين) رفضوا ان يحملوها للجامع، وتقاسموها فيما بينهم..ليضيع الاجر..وتمتلئ بطونهم فقط.!
رجال في سنواتهم الاخيرة..لايزالون يتعاملون مع الحياة وكأنها مركب لا تغرق أبداً…و(تايتينك) جديدة يرفضون مجرد فكرة أن البحر سيبتلع أخشابها ويحيلها إلى (خردة خشبية)…رجال لاتنفعهم تذكرة…ولايؤمنون بأن (للسن حدود).
يظنون وهماً أن سكوت إحدى (بنات الناس) عن (عمايلهم السوداء) داخل حافلة عامة، هو نوع من الرضا…ولا يعلمون أنه سكوت ذهول..ودهشة..و..صدمة.
وفتاة تشعر بأصابع تتحرش بجسدها…وعندما تلتفت لتفهم ما يحدث…تجدها أصابع لرجل في سن والدها…فتصمت…أو تضطر للنزول من الحافلة..وهي تردد: (معقولة بس.؟).
جدعة:
بعيداً عن آراء الطب…و(القدرات الجنسية) ومراجعها وكتبها، وفصول دراسة الجينات والأحياء وغيرها من العلوم المرتبطة…فإن إيجاد عذر لعجوز (متصابي) أمر صعب…وعدم التطرق لموضوع مثل هذا (خيانة مهنية)…ولن أجد ما أقول لأولئك سوى عبارة واحدة:( والله العظيم فضحتونا).
شربكة أخيرة:
هو في تاني (شربكة) أكتر من الفوق دي..؟
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني