[COLOR=blue][ALIGN=CENTER][SIZE=4]هنا.. الخرطوم[/SIZE] [/ALIGN] [/COLOR]
ما أوجع مظهر «الكارو القديم» يتهادى حماره بين ثنايا هذه الأحياء يحمل «برميل الماء الصدئ».. ليمر على أصحاب المحلات التجارية ذات الأبواب الزجاجية الحديثة، ليردوا منه نصيب محلاتهم من ماء «التسيير» اليومي.. لكل «جوز من الباقات» ألف جنيه.. ليست هذه الأحياء هناك حيث الأطراف المهمشة كما سارت بذلك الركبان والحركات المسلحة.. هنا الخرطوم.. هنا أم درمان.. أظن أنها العاصمة الوحيدة – «إن بعض الظن إثم» – التي تمارس فيها ظاهرة التسوق في مجال الماء بتلك الطريقة البدائية جداً.. لا عليك هل حقاً مياه تلك «الكاروات» تصلح للاستخدام الآدمي «والمقصود الشرب».. قد يقول قائل لا.. ولكن «الكاتل الله والمحيي الله».. ونعم بالله، ولكن من أمرنا أن نلقي بأنفسنا للتهلكة.. خرج من وسط الحي مهندماً كامل الأناقة.. لماذا لا يكون كذلك وهو يصرف على هندامه ما يقابل حمولة الكارو من المياه في اليوم الواحد، ولكنه ما إن تبسَّم ثغره إلاّ وتبدت أسنانه المصفرة كأنها مصبوغة «بالكُركم».. «يا زول خير إن شاء الله ما في عوجة.. مصفر سنونك مالك ها ها.. أوع من يرقان السنون.. هاها».. «والله ترى دي الموية بتاعت الكارو دي».. «لا حول ولا قوة إلا بالله».. «مؤسسات وقومة وقعدة وما قادرين حتى يوفروا الموية.. البحر بي جاي والمطر من فوق.. الشيء الموية أقسى من استخراج البترول».. «يا أخوي هوي راجع طبيب الأسنان».! وآخر يتهادى في مشيته صباحاً ليس الهوينى ولا المهلة ولكنه يعاني من ضغط الدم الذي يرى أنه بسبب الماء المالح الذي يشربه يومياً».. وأخرى تشكو لطوب الأرض من مآسي الكُلى وأمراضها المزمنة والمتهم الأول بلا شك ذلك الماء.. ليس من السهل أن يستطيع معظم هؤلاء «شحيحي الدخل» شراء مياه الصحة، التي يرى أحد المنظراتية أنها تسبب مرضاً جديداً اسمه «كسل الكُلى»، بحجة «أن الكُلى لا تجد طريقة للعمل مع المياه الصحية فتصبح في حالة إجازة إلى أن يتم توقفها وفشلها تماماً».. رغم أن صاحب هذه النظرية يلقيها في جو من الطرافة إلاّ أنها مجرد نظرية لمن لا يريدون أن يطرقوا باب شراء المياه الصحية غالية الثمن.. وأخريات يُجهزنَ لمناسبة سعيدة ويطُفن بالحي ليجمعن أكبر الأواني التي يمكن أن تصبح مخزناً للماء، حينما تصطف «الكواري» ببابهن أثناء وقبل وبعد المناسبة.. حتى أن إحداهن لم تستطع أن تكون مع المشاركات في المناسبة، بحجة أنها متابعة موضوع الماء مع «أصحاب الكواري» ولم تستطع حتى لبس الثوب الجديد الذي دخلت من أجله «الختة والصندوق».. وأخرى تشتكي لطوب الأرض من تحول ألوان ملابسها القطنية المناسبة لهذا الصيف، بسبب لون الماء الذي لا لون له ولا رائحة و.. و… وكل هذا هنا في هذه التي تدعى العاصمة المثلثة «مكان الطيارة بتقوم والرئيس بنوم».. فكيف بالله يكون حال «ناس قريعتي راحت» الذين يلغون حتى مهمة هذا «الكارو»، لتكون الحمير والحصين هي التي تحمل البراميل والباقات.. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.. آخر الكلام: مبروك كل تنمية.. مبروك كل مشروع.. ولكن هل مثل هذه المناظر تدلل على تلك التنمية.. قليل من الذكاء.. والعمل الجاد على أرض الواقع.
سياج – آخر لحظة الخميس 30/07/2009 العدد 1072
fadwamusa8@hotmail.com
مبرروووك فدوى مزيدا من التقدم والاذدهار
يحزن المرء كثير للمعناة التى طالت ولا افق واضح للحل يحزن المرء ونح فى داخل السودان اكثر من نيل ونهر وامطار من السماء النيل الازرق النيل الابيض النيل نهر عطبرة نهر الرهد الدندر ستيت بحر الغزال بحر الزرف نهر الجور نهر عطبرة مياه جوفية امطار من السماء ينطبق علينا المثل السودانى تمر الفكى شايلو ومشتهى ماذا نقول ماذا نكتب هل يصدق ان هنال عطش فى ارض النيليين يمكن ان تكون الماء الصحية ارخص شىء لو ان واحد من الخريجيين تخصص فقط باستغلال هذه المياه امر لجد مثير للتساؤل ويجى المسئول ويتحدث عن شبكة المياه كل عام وكل عام يفيض النهر ويهدم البيوت تقطع الكهرباء ولا نجد حلا لا ادرى اين الحل ويظل الحل مبهما كانه كلمات متقاطعة نحن الان فى القرن الحادى والعشريين ونسال عن المتطلبات الاساسية عن اهم شىء فى الوجود وخلقنا من الماء كل شىء حيا هذا هو اساس التنمية وبناء الانسان توفير المياه الصحية امرا اساسيا لكن ان نظل فى هذا القرن ونحن محرومين من المياه التى ادى نقصها لتفشى امراض الكلى وصغط الدم انه لامر محزن ولا يستوى الظل والعود اعوج لا يمكن ان يصدق كلام مثل هذا فى القرن الحادى والعشرون انا المياه التى توجد فى السودان تكفى القارة باكملها يمكن انشاء اماكن تتوفر فيها فلترة بابسط الطرق ماريته فى الدول التى تعانى شح المياه اتمنى من الله ان يزيل البلاء وان نرى نوافير المياه اربعة وعشرون ساعة بال انقطاع احى فيك يا اختى انك تكتبى فى مواضيع مثل هذا