محمد عبد الماجد
الحـــــان صــــلاح إدريــس
من السودان.
فيقول المصري بعد أن يفتح ضهرية سيارة الأجرة (اجدع ناس واللـه).
ويخرج الهندي من المطار فينتظره سائق التاكسي المصري بنفس العبارة (الهنود – انتوا اجدع ناس)…ويكاد أن يرقص له على طريقة الفيلم الهندي الشهير (من أجل أبنائي).
وكذا الحال لليبي والنيجيري والمالي والاندونيسي والصومالي والاريتري كلهم عندما يخرجوا من مطار القاهرة ويتجهوا نحو عربات الأجرة هم (اجدع ناس).
نحن هنا تتمثل علينا نفس الفكرة ولكن بتكتيك آخر…فما أن تكتب (متنقداً) شخصاً إلّا وجدت من يقول لك : (واللـه الزول دا أحسن زول).
كنت انتقد الأمين البرير كثيراً فأجد من يقول معترضاً : (واللـه البرير دا أحسن زول).
وأكتب منتقداً أشرف الكاردينال فتثور ثورة البعض ويقولوا لي : (يا زول مالك مع الزول دا؟ الكاردينال دا أحسن زول).
وأهاجم صلاح إدريس فيلاحقنا الكثير من الناس منتقداً أن (صلاح إدريس أحسن زول).
إن سرنا على هذا الفهم أكيد سوف نصبح عبارة عن (كسارين تلج) محترفين.
الشخص الوحيد الذي انتقده ولا أجد اعتراض على ذلك هو بله جابر (جزاه اللـه كل خير).
مهم جداً أن يعلم القاريء العزيز أننا لا نبحث عن ارضاء أحد ولا يهمنا كثيراً شعبية الشخص الذي ننتقده وكثرة أنصاره.
نحن نؤمن أن ارضاء الناس نوع من (التملق) لذلك لا نبحث عن رفعة عن طريق ارضاء أحد أو كسب مجموعة.
أحدهم كان يحثنا في هذه الأيام أن نكتب عن عودة هيثم مصطفى وأن أشدد على ذلك الطلب معتمداً على أن جماهير الهلال عاوزة كدا وأن عواطف الناس أيسر أن تقود إلى هذا الدرب فتحقق مكاسب شتى من خلال الضغط على هذا الاتجاه.
خاصة أن معطيات الأمور الان تشير إلى اقتراب عودة هيثم مصطفى من كشوفات الهلال ولا شك أن الذين ينادون إلى عودته الان سوف ترتفع أسهمهم وتعتبر كلمتهم نافذة في ظل التيارات المتبارية في الهلال.
لكن لم تكن كتابتنا بمختلف تصنيفاتها التى أصبنا فيها والتى لم نصب بها بعيدة عن (قناعاتنا).
نكتب فقط عن قناعاتنا قد نخطيء وقد نصيب لكن في كل الأحوال لا ننشد إلّا المصلحة العامة والهدف السامي…لا نجزم أن نظرتنا صحيحة لكن نشهد أن نيتنا سليمة.
الأخ الصديق المهندس عبدالمنعم محمد سيد أحمد كتب أمس في صحيفة (المشاهد) معلقاً على ما كتبناه في هذه المساحة تحت عنوان (مجلس الهلال يفكروا ليهو ويقرروا ليهو ويتكلموا باسمه) وقد جاء تعقيبه ورده بصورة مهذبة ومنطقية عدا أنه عنون مقاله بهذا المدخل ( لا للتعميم والتعتم) لم أدر ماذا قصد عبدالمنعم من عنوانه هذا اللـهم إلا إذا وضع عنواناً وكتب عن موضوع آخر.
أو كتب موضوع ثم وضع عنوان آخر لأن ما كتبناه يخرج عن التعميم والتعتم.
فإن فهم الأخ عبدالمنعم ما كتبناه تعميماً وتعتيماً فإني أقول له للمرة الثانية في نقاط.
عودة هيثم للهلال أو عدم عودته لا أحرر فيها فرضيتي ولا أفرض فيها وجهة نظري بعد أن وصلت وجهة نظرنا للناس.
كتبت عن هذا الموضوع ما فيه الكفاية لا أفضل البقاء في نفس المربع وأن تغيَّرت المشاهد.
أحاول أن اتجاوز حتة اختزال الأمور على نطاق شخصي وأن يبقى دوراننا حول الشخوص.
هيثم مصطفى نفسه عندما شطبه الهلال ذهب إلى المريخ لم يتوقف فلماذا تريدون مننا أن نتوقف نحن في نفس المحطة.
لن استثمر في العواطف (الرافضون له والمؤيدون لعودته) ولن أكرّس لوجهة نظري وأظل حبيساً فيها ونحن ندعوا إلى الحوار ونرتهن إلى المنطق.
أما دفاع الحبيب عبدالمنعم عن (العواطف) وعن قوله (إن تشجيع كرة القدم في كل الدنيا تمثل العاطفة فيه الأصل والعقل في تشجيعها هو الاستثناء) فنرد عليه باختصار.
عبدالمنعم طالب أن أضع تفسيره للعاطفة جانباً إلّا أني أوضح له تفسيري لتفسيره هذا وأطلبه بنفس فهمه أن يضع تفسيري (جانباً) أن كان هذا يخدم القضية.
عبدالمنعم وحده هو الذي ذكر وقال: إن (تشجيع) كرة القدم في الدنيا تمثل العاطفة فيه الأصل..ونحن هنا لا نتحدث عن (التشجيع) ولا نقف مع الهلال في المدرجات في مباراة مصيرية.
قضية هيثم لا تدخل في نطاق (التشجيع) ولا دورنا نحن في الصحف يدرج تحت روابط المشجعين.
ثم جاء وذكر بعد كل هذا أن العقل في التشجيع (استثناء) إذن دعنا نكتب عن هذا (الاستثناء)..طالما هناك استثناء.
ويقول عبدالمنعم إنه يعرف نفسه بأنه مشجع هلالي ثم يضيف لكن في كتاباتي أعملت العقل بحثاً وتجريداً وجرحاً وتعديلاً.
لماذا إذن يطالبنا الحبيب عبدالمنعم أن نغفل عقولنا عندما نكتب نحن وأن نتجه إلى العاطفة التى هي الأصل في التشجيع.
ونحن لا نمارس (تشجيعاً).
مع كامل تقديري للأخ عبدالمنعم محمد سيد أحمد الذي نحفظ له دوره هذا ونحترم فيه وجهة نظره تلك.
قبل أيام كنت قد انتقدت (مصرف المزارع) في تكريمه للاعب المريخ جمال سالم (وصيف الممتاز) وكان طبيعة انتقادي فيه (تريقة) كما يقول بله جابر.
وقد انتقدت صلاح إدريس بتريقة أعلى في موضوع لاعب المهدية المعار لها محمد صلاح ولم تخل كتاباتي من (التريقة) وطبيعة الأسلوب الذي نكتب به يفرض علينا ذلك نبحث عن العلاج بالسخرية وقد جاء رد صلاح إدريس وتوضيحه بصورة راقية ، لم يجار الكاتب في أسلوبه عكس ما فعل مصرف المزارع عندما حاول (مكتب التنسيق والإعلام) في المصرف أن يرد بالسخرية نفسها وهذا أمر ليس في صالح البنك.
في الصحافة نحن نكتب بأساليب قد تكون غير مقبولة أو غير مرضية عند الكثيرين لكن المصرف عليه الالتزام بتوضيح الأمور بصورة مهذبة ومحترمة فإن كان يري في ما كتبناه تجاوزاً يمكن أن يذهب إلى نيابة الصحافة والكلمة تحرسها ألف نيابة.
أما إذا أراد الرد فعليه التزام الأدب والتهذب.
لكن إدارة البنك رأت أن (تهاتر) فكان ذلك خصماً عليها لأن المؤسسات والصروح يجب أن تحترم الرأي الآخر وأن كان ظالماً لها.
صلاح إدريس أمس عبر عموده الذي نشر في عدد من الصحف والمواقع لم يأت بجديد يبرر موقفه هذا.
أصل كتابتنا عن موضوع محمد صلاح هو أن صلاح إدريس سجله في الأهلي شندي ثم أعاره إلى المهدية.
وذلك أشبه عندي بالزول البقعد ويقعد مع نسابتو.
تسجيل محمد صلاح في الأهلي شندي وإعارته لناديه الذي تم تسجيله منه يثبت أن هدف صلاح إدريس لم يكن من أجل الاستفادة من اللاعب وإلا ما كانت إعارته.
كما تثبت الحالة أن اللاعب يرغب فعلاً في البقاء والاستقرار في الخرطوم بسبب الدارسة لذلك رفض الخروج من الخرطوم فكانت حيلة صلاح إدريس تلك أن يسجل في الأهلي ويبقى في الخرطوم بالمهدية.
وهذا يعني أن صلاح إدريس قصد من ذلك أن يحرم الهلال من اللاعب وهو قد حرم اللاعب من الهلال لأن الهلال لن يتوقف عند لاعب.
صلاح إدريس في رده أيضاً استنكر أن يفاوض الهلال مجلس المهدية عن طريق (زغبير) وقد عجبت أن يستخف صلاح من ذلك الأمر وهل هنالك أعظم من أن يرسل الهلال (زغبير) لمفاوضة المهدية في أمر لاعب لم يتجاوز الـ (18) عاماً.
أشرف لإدارة المهدية ألف مرة أن يفاوضهم (زغبير) عملاق الهلال من أن تفاوضهم (إدارة الأهلي شندي) براعيها صلاح إدريس.
الهلال فاوض حتى محترفيه عن طريق كسلا وقاقارين وأمين زكي وفوزي التعايشة وزغبير لا يقل عن هؤلاء في شيء أن لم يكن أعظم منهم خبرة.
نذكر أن الهلال بعث من بعد أمين الخزينة عصام كرار الذي يكتب عنه صلاح إدريس وقد عرض عصام كرار لفريق المهدية (150) ألف جنيه (150 مليون) قابلة للزيادة وانتظر ردهم ولم يردوا عليه حتى الآن لأن مجلس المهدية لا يملك (قراره).
سأل صلاح إدريس عن قصدي من قولي (إن اللاعب كان في يد الهلال)..والأمر لا يحتاج لتوضيح فقد كان اللاعب برغبته طرف الهلال وكان اللاعب ووالده الذي لعب في أشبال المريخ من أنصار أن ينتقل اللاعب لرديف الهلال.
والدليل على ذلك أكدته الواقعة نفسها عندما رفض اللاعب الخروج من الخرطوم فتمت إعارته للنادي الذي سجل منه.
أما قول صلاح إدريس أن يد الهلال ما كانت يوم من الأيام غاصبة تخطف وتحبس وتعاند اطلاق السراح…نقول له في ذلك.
إن الخطف والحبس (لا الغصب) أمور معروفة في كرة القدم تحدث حتى في أسبانيا وإنجلترا وأن تم الانتصار على تلك الأمور من خلال العقود والوكلاء.
ونذكِّر صلاح إدريس أن محمد حسين كسلا درة الشرق – جاء من كسلا من أجل المريخ وخطفه الهلال ليكون من بعد من أعظم عباقرته.
ونذكِّر صلاح إدريس أن لاعب الجريف (الصادق) قد خطفه الأهلي شندي في التسجيلات الماضية من فريق المريخ.
ونذكِّر صلاح إدريس أن في عهده عندما كان رئيساً للهلال كادت أن تحصل معركة حربية في القاهرة عندما حاولت مجموعة من الهلال اقتحام غرفة تسجيلات المريخ في القاهرة وخطف أو استرداد نور الدين الدين عنتر وصلاح الأمير.
ونذكِّر صلاح إدريس أن لاعب الخرطوم الوطني نجم الدين عبداللـه كان (حبيساً) في غرفة تسجيلات الهلال وعندما أخرجه الهلال من أجل معايدة أسرته خطفه فريق المريخ.
ونذكَّر صلاح إدريس أن حارس كوبر هاشم خطفه الهلال من غرفة تسجيلات المريخ قبل سنوات وتم تهريبه بالحائط.
هذه أمور عادية تحدث في التسجيلات وصلاح إدريس نفسه أحد الذين برعوا في تلك الأساليب.
ويمكننا من بعد كل هذا أن نترك كل هذا الجدل ونقول لصلاح إدريس وأنت (الرئيس السابق للهلال) ومازلت في المجتمعات والوسائط الإعلامية، بل حتى في نطاق المناسبات الخاصة تعرف بـ (رئيس نادي الهلال السابق) لعظمة الهلال وجماله وشموليته لا يعرف صلاح إدريس بـ (الراعي الرسمي للأهلي شندي) إلا في نطاق مربع 9 في شندي.
رغم أن الأموال التى دفعها صلاح إدريس في الأهلي شندي أضعاف ما دفعه صلاح إدريس للهلال.
لم نسمع عن لاعب محترف اشتكى الأهلي في الفيفا أو حتى في الاتحاد العام.
أما الذين أحضرهم صلاح إدريس للهلال وما حققه من بطولات في عهده مازال الهلال يسدد في فواتيره – للاعبين ولوكلائهم ولم يسلم الهلال حتى من (الفنادق).
بحق أنك كنت الرئيس السابق للهلال كان يفترض عليك أن تقدم (محمد صلاح) للهلال لا أن تسجله الساعة 12 – و 5 دقائق في الأهلي شندي وتعيره الساعة 12 – و 10 دقائق للمهدية.
حاولت قدر الإمكان ألا استخف بالأمور وأن أرد على صلاح إدريس في حدود تساؤله مع فائق الاحترام.
…
ملحوظة : هذا لحن آخر من الحان صلاح إدريس.
هوامش
فيصل موسى عندما كان يلعب في الأهلي شندي خطفه المريخ من (بورتسودان) بعد مباراة الأهلي شندي المريخ لم يحضر فيصل موسى من جامعة السودان.
وعندما كان باسيرو ومالك في الأهلي خطفهما المريخ أيضاً من عرين الأهلي وليس من (المهدية) لم يحضرهما من جامعة أفريقيا العالمية.
بل إن المريخ خطف من الأهلي حتى مديره الفني التونسي (الكوكي).
وصلاح إدريس بتكلم عن الخطف.
ناس المريخ ديل شغالين مع الأهلي بفضل الزاد.
……
عاجل : تسجيل لاعب من نادي وإعارته له متل الزول البشتري ليهو حاجة من زول يقوم يبيعها ليهو.
[/JUSTIFY]
وإن طال السفر – محمد عبد الماجد
صحيفة قوون