مقالات متنوعة
ناس بري كانوا حقيقة أهلي واحبتي !
{ وفي برى أحبوني جداً واحترموني وأوسعوا لي مجالاً بينهم …وإعتبروني واحداً منهم إلى درجة أن المرحوم العمدة الطيب شيخ ادريس عندما قام بتوزيع اراضي امتداد ناصر طلب مني الحضور له في المحكمة … بالقسم الشمالي بالخرطوم حتى استلم قطعتي السكنية فاعتذرت لانني اعتبرت امتداد ناصر ارضاً خلوية لا يمكن أن اقيم بها منزلاً..وقد سخر المرحوم الطيب شيخ ادريس من ذلك مستقبلاً وتندر .. وقطعة الأرض التي رفضت استلامها في إمتداد ناصر علمت قبل أيام ان قيمتها إتنين مليار جنيه !!
{ وعشت في بري مجاوراً في السكن للاستاذ عمر عبدالقادر (كتور) الذي تخرج من المعهد العالي للتربية الرياضية بالأسكندرية (أبو قبر ) وقد كنت اشاركه كل انشطته التي ظل يقوم بها.. وكنا نجري مع آخرين من بري حتى سوبا المحطة … ونعود كل يوم وقد أعجب بي جداً ولهذا قام بتقديم العون لي حتى التحق بنفس المعهد العالي للتربية الرياضية الذي درس به وتم قبولي وسافرت إلى مصر لكن قبل أن تبدأ الدراسة هربت عائداً إلى الخرطوم.
{ ووجودي في بري .. أتاح لي فرصة الإنضمام لفريق بري لكنني تركته وانتقلت لفريق الأهلي الخرطوم الذي ظهرت به .. بصورة كانت ملفته للانظار .. لكن فجأة توفي والدي .. وسافرت إلى عطبرة لتلقي العزاء ..ولحق بي المئات من أبناء بري وبقيت هناك حيث عملت برئاسة الحكومة بمدينة الدامر كان ذلك عام 1967م … وبدأت اللعب لفريق الشاطي عطبرة مع حسين سعوط وجعفر ابوعجل وود علي ومحمد خليل خواجه وعباس علي.. لكن الاهلي الخرطوم الذي كان على رأسه صالح جرجس أصر على عودتي إلى الخرطوم فعدت..ولعبت أول مباراة دورية مع الاهلي ضد بري .. وكنت مسئولاً عن حسبو الصغير داهية كرة القدم .. وتعمدت مره الارتطام به رغم أنه أخي وأفراد أسرته كلهم بالنسبة لي أهل .. وأصبت بكسر في (الركبة ) فاعتزلت كرة القدم وتحولت إلى مجال الصحافة الرياضية مع المرحوم الاستاذ عمر عبدالتام في صحيفة (الأيام ) .. وتشرفت بالعمل مع الاساتذه بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان ومحجوب محمد صالح ومصطفى امين وادريس حسن .. وتعلمت من هؤلاء .. أصول الصحافة وقواعدها السليمة .. وتزوجت من ابنة عمي ليلي طه ابراهيم .. التي ولدت لي عبدالرحيم وهنادي وهيثم وهيام وهديل وهند التي توفاها الله في أيام تخرجها من كلية كمبيوتر مان وهي يرحمها الله كانت معجبة لي جداً وفخوره لأنني والدها .. ولا أدري لماذا ما اظل ابكي عليها رغم أنني مؤمن بالله ومدرك لحقيقة أن الموت حق علينا كمنا .
الكاتب : ميرغني ابوشنب
يوميات ابوشنب – صحيفة الدار