المهنة.. فنانة (حواري)!
يقف الممثل الكوميديان الأشهر في الوطن العربي عادل إمام أمام القاضي -خلال مسرحية شاهد ما شافش حاجة – يشرح له سبب مجاورته في السكن لـ(رقاصة) قائلاً بهدوء: (والله يا بيه لو كل واحد عَزِّلْ عشان جارتو رقاصة كان البلد باتت في الشارع)!
وبين ثنايا الحديث رسالة واضحة موجهة لحال الشارع المصري -في ذلك الزمان- أما نحن اليوم فنبعث بذات الرسالة لمجلس المهن الموسيقية، بخصوص انتشار فنانات (الحواري) لدينا، مع أنني أعلم جيداً أن كل أعضاء ذلك المجلس (يتضايقون) كثيراً عندما نبعث لهم بإحدى الرسائل، وكأنهم يطالبوننا أن نذهب بحديثنا هذا إلى أي مجلس آخر، مع العلم أنهم الجهة المنوط بها كل ما يتعلق بالدراما والموسيقى والشعر وخلافه من ألوان الإبداع!
أما المبررات التي ستأتي بعد هذا المقال من أعضاء نفس المجلس، فأنا أجزم بأنني (أحفظها صم) من كثرة استقبالي لها مؤخراً وفي مقدمتها مبرر: (والله ما عندنا إمكانيات عشان نسيطر على الحفلات في الشوارع)!
وعند هذه النقطة سأقول وبسرعة: (فلتذهب الإمكانيات إلى الجحيم طالما أصبحت اليوم (شماعة من لا شماعة له).. وليذهب كذلك (حياء) المواطن إلى الجحيم وتلك المطربة الناشئة بإحدى حفلات الحواري تغني وعلى الملأ: (بخت رأسي جنب رأسو..وأتعطر بي أنفاسو)!
الموضوع يا أهل المجلس الموقرين لا يحتاج لإمكانيات هائلة مثل التي تظنون. الموضوع بسيط جداً، ويبدأ من نقطة واحدة، وهي فرض الاحترام على الساحة الفنية.. وإنشاء تعاون مشترك مع الجهات الرسمية في هذه البلاد كشرطة المصنفات. وامتداد تلك الشراكة لتصل حتى شرطة أمن المجتمع بحيث يوضع في تصريح الحفل تحذير صغير بعدم تغني أي فنان أو فنانة حواري لا تمتلك مؤهلات الغناء أو (الرخصة).. (والتي نخاف والله أن تكون قد منحت لبعض فنانات الحواري وبالتالي لن نجد ما نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل).
نعم.. شماعة الإمكانيات صارت تصيبنا اليوم بالإحباط والتقزز، على الرغم من اعترافنا التام بأن الدولة مقصرة في هذا الجانب، ولكن هل يبيح ذلك ترك الحبل على الغارب لبعض مطربات الحواري المنزوع من وجوههن لحم الحياء ليلوثن بيوت أسر سودانية بغثِّ أغنياتهن وبقذارة مفرداتهن التي كتبها لهم أحد (الشبيهة) في (قعدة جبنة)!!
جدعة:
الموضوع خطير يا هؤلاء لو تعلمون.. ففنانة تغني في الخرطوم أغنيات على شاكلة تلك سالفة الذكر، وأخريات لا تسمح قواعد النشر بعرضها هنا، ربما يحتاج لجلسة مع الضمير في المقام الأول، ولإدراك أن الموضوع أخطر بكثير من مطاردة الفنانين من أجل نيل رخصة المجلس.
شربكة أخيرة:
لسنا (ملائكة) أو رسلاً.. ولكننا نعيب على مجلس (كبير وعريض) استسهال مثل تلك الأمور، والتشبث بمفردة الإمكانيات كقشة للعبور من طوفان النقد.. فليْتكم توقنون.. وليْتكم تسمعون.. قبل أن تتفاقم المشكلة.. وقبل أن يحتاج المواطنون للاستعانة بعربة (999) من أجل إنزال (فنانة حواري) من خشبة المسرح.. (ولنا عودة مرة أخرى
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني