فدوى موسى

الوالي .. تعال حازمها

[COLOR=blue][ALIGN=CENTER][SIZE=4]الوالي .. تعال حازمها[/SIZE] [/ALIGN] [/COLOR] صغيرتي حالمة جداً.. تعيش في برج وهمي صنعته لنفسها بإحكام .. خرجت معي في (واجب اجتماعي) عقب (المطرة) الأخيرة الغزيرة التي جعلت المنطقة بأثرها في طور (السباحة السالبة)، فالمناطق أصبحت عائمة .. لكنها عائمة في برك وتجمعات مياه.. صغيرتي (تطنطن) (ياأمي أضربي البلدية)، للحظة أصابتني حالة ذهول واندهاش سرعان ما استعدت الحالة، فقد فطنت أن صغيرتي تشاهد برامج الأطفال بالقنوات الأخرى والتي تؤطر لدور البلديات فيها، وقلت في نفسي (يا ربي أصلح ليها الموضوع وأقول ليها البلديات عندنا اسمها المحليات، ثم وجهت نفسي قائلة سيبك بالله، ومن ثم تخيلت نفسي أعمل بإحدى هذه المحليات في مجال (الطرق والمجاري)، فقلت عاجلاً (الحمد لله.. والله دي ذنوب عديل)، خاصة اذا وقع أحد المواطنين في هذه البرك أو صعقته كهرباء وهو يحتمي بالجدر من السقوط في لب الماء).. وفجأة كالمجنونة تذكرت جملة ابنتي فصرت أرددها (قلتي شنو .. البلدية).. بعد ذلك هممنا لنعبر (الخور) الذي حفرته البلدية (سوري أقصد المحلية)، ليحجز الماء حتى الإفاضة على الجنبات وليصبح (الخور) في حد ذاته مصدراًومرتعاً لتوالد موسمية الحشرات والماء فيه ما بين أزرق وأخضر وأسود، لا أحد يحتج بأن يقول إن هذا (الخور) ضرره أكثر من نفعه ما دام لا يصرف المياه، بل يبقي عليها كلما تساقطت الأمطار متواترة.. أو في جل الفصل الخريفي.. الخرطوم ككل عام تغرق في شبر (موية) واعتقد أننا بحاجة لإعادة تفكير وتخطيط وتنفيذ وأن لا تكتفي الجهات المعنية بفتح (جداول ومجاري) تنتهي في نهايات مغلقة فتؤدي بذلك لتوافر مراتع الباعوض والحشرات، يكفينا ما هدته الملاريا فينا.. وللحظات أحسست بخطورة هذا الوضع الماثل الآن في أحيائنا الشعبية وحوارينا العتيقة وحالة العوم الشائعة وتظل عبارة ابنتي (أضربي البلدية) ترن في أذني لعل وعسى يوصلنا لما يعشمه الجميع في الوالي (الخضر).. الذي أعتقد أنه كلما تجمعت سحب كان عليه الاستيقاظ والتنبه والحذر، لأن هناك من هم في دائرة مسؤوليته (ولو عثرت بغلتهم لازم عليه أن يرن هاتف مسؤوليته أمام الله) .. أعانك الله هذه الأيام لتعين الذين هم في أمس الحاجة (للضرا) الذي سلبتهم له الأمطار وصاروا على (الصقايع) .. (أباطهم والنجم) كما يقول العامة، دلالة على الخلو من كل المعينات (المحسنات). آخر الكلام: كلما تجمع السحاب أرتجفت هناك قلوب.. فما تبقى للبعض إلا الغرق أو الجيئة حازمنها، على غرار ( يا غرق يا جيتكم حازمها).
سياج – آخر لحظة الاحد 02/08/2009 العدد 1075
fadwamusa8@hotmail.com

‫3 تعليقات

  1. والله يا اخت فدوي البلد غرقانة في كل شىء من صحة وتعليم ومياه وفساد اداري وكل مسئول ما همه الا الجباية من المواطن الغلبان فمنذ عشرون عاما ونحن نسمع ان التصريف سيتم اصلاحه ولكن كل عام نفس المشكلة ، بدلا من الطائرات الصافنات والكباري الطائرة يعملوا تمديدات مياه للشرب وتصريف ;(

  2. اختي فدوي سبب ذلك عدم وجود ضمائر . وفعلا البلد ما ليها وجيع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    تحياتي

  3. الاخت فدوى .. سلام وتحية

    طبعا موضوع غرق الخرطوم دة ما في زول ما نبشوا !! وكثيرا ما قلنا انو الناس ديل ما فاضين ليناولا حاجة عشان كدة اخير نتجاوزو … واعلق على موضوع مهم وهو كلام بنتك (يامي اضربي البلدية )!!! بالله كدى قارني بين الصورة الذهنية التي تحملها ابنتك – يحفظها الله – عن الحل لمثل هذه الظروف الغير طبيعية عندما تاتي على الانسان والتي تشكلت في عقلها الذكي من واقع مجتمعات اخرى … وما بين عجزك حتى عن محاولة الشرح لها حتى تفهم الفرق ! وبرغم ان هذه ابجديات تعلمتها ابنتك الا انك لاتستطيعين ان تقومي بالفعل الصحيح الذي طلبته منك ، لسبب بسيط (انك عارفة الواقع المؤلم ) … هي حالة انفصام يعيشها اطفالنا بين ما يشاهدونة من ابجديات الحقوق وواقع مزري لا نستطيع حتى ان نشرحه لهم .. كان الله في عونهم ..