بعد الاحذية سرقة العربات من امام المساجد
{ نشرت الصحف قبل ايام .. خبرا قالت فيه ان سلطات مباحث ولاية الخرطوم ألقت القبض على أخطر تشكل عصابي تخصص في سرقة العربات خاصة الامجاد من امام المساجد في اوقات الصلاة ويا سبحان الله بعد سرقة المصاحف والاحذية من المساجد وصلنا الى سرقة العربات .. وبالنسبة لي شخصيا فقد تعرضت لسرقة سيارتي من امام مسجد الخرطوم الكبير ساعة صلاة المغرب ، وساعد اللصوص انني وصلت متأخرا وتركت ابواب العربة مفتوحة وخرجت بعد الصلاة فلم أجدها وعدت الى منزلي بأحد البصات وفي اليوم التالي ذهبت الى مكاتب الشرطة شاكيا .. وسجلت بلاغا بنمرة العربة واوصافها ، لكن في مساء نفس اليوم تمكنا من القبض على اللصوص عندما جاءوا وهم في حالة سكر الى المطعم الذي كنت املكه بسوق ام درمان لتناول طعام العشاء .. وكانت عربتي معهم فهجمنا عليهم وتمكنا من إلقاء القبض عليهم وكانوا ثلاثة اشخاص اخذناهم الى قسم الخرطوم شمال الذي تم فيه تسجيل البلاغ ووضعوا كلهم في حراسة الشرطة وبعد خمسة عشر يوما تم تقديمهم لمحكمة الجنايات ووقفنا امام مولانا معتصم تاج السر والطريف قد كان انهم اوكلوا نيابة عنهم احد المحامين ، لكن لم يكن عنده ما يقوله او يسأل عنه فالقضية كانت واضحة والادلة ثابتة والشهود عددهم كبير .. وفي الجلسة الثانية التي عقدتها المحكمة طلب اللصوص مقابلتي وهم في طريقهم الى حراسة الشرطة وطلبوا مني ان اتنازل عن القضية ما دمت قد تسلمت سيارتي دون ان يحدث لها شئ ، واكدوا لي انهم قاموا فقط بصرف حوالي اثنين جالون بنزين .. فقمت بإخطار سعادة مولانا قاضي المحكمة بما دار بيني واللصوص فقال لي ان قضية السرقة غير مسموح فيها بالتنازل .. وطلب مني ان اعلن لهم تنازلي وستصدر المحكمة حكمها فوقفت امام المحكمة وتحدثت ، فسعد لحديثي اللصوص .. الذين وضح انهم قد خرجوا من السجن قبل اسبوع واحد وهم من المتخصصين في سرقة السيارات ، وتحدث مولانا قاضي المحكمة وقال ان لصوص العربات يلوعون المجتمع ويعتدون على امن المواطن ، ولهذا يجب ان تصدر ضدهم دائما احكام رادعة وحكم على كل واحد منهم بالسجن عامين وتسلمت بعد ذلك عربتي وعدت بها الى منزلي بمدينة ام درمان وكان ما حدث بالنسبة لي درسا نافعا ومفيدا .. واصبحت بعدها حريصا على تأمين العربة ، وقد علمت مؤخرا ان لصوص العربات باتوا يملكون بخاخا يؤدي الى تحطيم زجاج العربة ، ولهذا يجب على كل صاحب عربة ان يحرص على عدم ترك اي شئ في عربته.
{ وبعد ان فرغ فضيلة مولانا قاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال من نظر قضية سرقة عربتي واصل نظر قضية كان متهما فيها احد ابناء الاسر الكبيرة بالاستيلاء على مال عامل بناء كان يعمل في المملكة العربية السعودية لمدة خمسة اعوام وظل يبعث بكل ما يكسبه لابن الاسرة الكبيرة حتى يحفظه له وبعد ان عاد الى البلاد قال له ابن الاسرة الكبيرة انه ليس له عنده شئ فلجأ الى المحكمة .. ورأيته يقف على قدميه امام مولانا القاضي وملابسه بالية ومتسخة والمتهم في قفص الاتهام ببدلة كاملة وتفوح منه العطور الباريسية وقال مولانا قاضي المحكمة انه لم يجد ما يثبت حق عامل البناء فقرر شطب القضية ومن حق العامل ان يتقدم بإستئناف ان شاء .. فرفع العامل يديه عاليا وقال لقاضي المحكمة انه يستأنف لرب السماء ، ولم يجعل ذلك المتهم يحرك ساكنا ولم يظهر عليه اي اثر حتى الدموع التي سالت على خد العامل تجاوزها ولم يعمل لها حساب وكاد ان يشتبك معي عندما طلبت منه ان يعطي العامل حقوقه حتى يتجنب عقاب الله .. فقد اشتكى العامل المظلوم لرب السماء ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
الكاتب : ميرغني ابوشنب
يوميات ابوشنب – صحيفة الدار