هل تدعم الجنائية إنتخاب البشير?
هل تساهم تحركات المحكمة الجنائية الدولية في دعم وإنجاح الحملة الانتخابية للرئيس عمر البشير وبالتالي المساهمة بفوزه برئاسة السودان لمرحلة مقبلة؟ سؤال طرحه عدد من الخبراء والمهتمين السياسيين عقب تحريك مدعي المحكمة الجنائية استئنافه لجهة إضافة الإبادة الجماعية لجملة الاتهامات التي يواجهها البشير.
وعلى الرغم من استبعاد بعض المحللين تأثير قرارات المحكمة أو تحركات مدعيها العام على مجمل الحياة السياسية بالسودان، فإنهم توقعوا أن يسهم ذلك بالتفاف الشارع السوداني بكافة أنحاء البلاد حول البشير على اعتبار أن المحكمة الجنائية ضمن أدوات غربية تعمل لاستعمار السودان مجددا.
لكن محللين آخرين يرون أن ملاحقة البشير من المحكمة الجنائية الدولية ربما قللت من حظوظه بالاحتفاظ برئاسة الجمهورية، مشيرين إلى عدم قناعة كافة مرشحي الرئاسة بإمكانية تسليم البشير بأي حال من الأحوال، وبالتالي فإن فوزه من عدمه لا يشكل مصدر خوف للشارع السوداني المتعاطف مع رئيسه، بحسب قولهم.
سلاح ذو حدين
فقد اعتبرت الكاتبة والمحللة السياسية عفاف أبو كشوة التطورات الأخيرة سلاحا ذا حدين، مشيرة إلى أن ما يميز الشعب السوداني من عاطفة قد تقوده للتصويت للبشير نكاية بالمحكمة الدولية.
غير أنها لم تستبعد تأثير الجنائية على البشير كمرشح للرئاسة “لأنه حال فوزه سيكون محدود الحركة الخارجية الأمر الذي يتناقض مع موقعه”.
وقالت للجزيرة نت إن القوى السياسية نفسها ترفض تسليم البشير للمحكمة الجنائية بوصفه رمزا للسيادة الوطنية رغم اقتناعها بحيثيات المحكمة، مما يمثل نقطة إيجابية لصالحه.
وأضافت أن فوز البشير بالانتخابات سيجعل من السودان جزيرة معزولة عن العالم و”هذا ما يرفضه العقل السليم والمنطق السياسي وبالتالي فإن القوى السياسية والشعب السوداني من خلفها أمام تحديات كبيرة جدا”.
مفاجآت كثيرة
أما المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر فأشار للتهديد الدولي الذي يواجه السودان في وحدته واستقلاله، وتحدث عن فرص استثنائية للملمة المشكلات التي تقف أمام الحلول السلمية بالسودان.
واعتبر أن إعادة انتخاب البشير سيكون جزءا من هذه المشكلات “وبالتالي فإن المرحلة المقبلة حبلى بكثير من المفاجآت غير المتوقعة”.
وقال للجزيرة نت إن البشير لن يستطع بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية تمثيل السودان بأغلبية المحافل الدولية والإقليمية، مشيرا لوجود نحو 108 دول موقعة على ميثاق المحكمة.
وأكد أن معالجة الأزمة السودانية مع المجتمع الدولي تكمن بتنحي البشير، “ومن الممكن حمايته كما يحدث الآن لكوشيب وغيره من المواطنين الذين ترفض الحكومة التعاون مع المحكمة بشأنهم”.
واستبعد إمكانية تأثير تحركات المحكمة على نتيجة الانتخابات “لأن العاطفة لن تكون ذات قيمة كبيرة بالانتخابات”.
تأثير مباشر
ورغم اعتقاد الخبير السياسي شيخ الدين شدو بتأثير قرار المحكمة على الانتخابات وإمكانية مساهمتها بفوز البشير، فإنه أكد وجود فرص لتسوية القضية قبل الانتخابات “خاصة ما يتعلق بالتراضي الوطني الذي يمكن أن يدفع بغير البشير لقيادة الدولة مع التأمين على حماية كافة المواطنين في السودان بمن فيهم البشير نفسه”.
وقال للجزيرة نت إن تحركات المحكمة ستشكل إضافة لرصيد البشير الانتخابي “لأن رفض الشارع السوداني سيكون أكبر، بل ربما استغل المؤتمر الوطني تحركات الجنائية بتحقيق مقاصده عبر تحريك عاطفة المواطن”.
الجزيرة نت
البشير اصلا فى قلوب الملايين فى السودان وغير السودان لواقفه حيال قضايا المسلمين والعرب بغض النظر عن هرقطاط اذناب الاستعمار وتحامل المحللين ودس السم فى العسل