مقالات متنوعة

الكذابون وصحيفة “الإنتباهة!”

الكذابون وصحيفة “الإنتباهة!”
أرجو قرائي الكرام التمعن في الوثيقة المنشورة مع هذا المقال والموقعة من قبل أعضاء مجلس إدارة صحيفة “الإنتباهة” بمن فيهم الدكتور بابكر عبد السلام وسعد العمدة.

بالرغم من ذلك أصدر بابكر عبد السلام بياناً نُشر يوم الأحد الماضي، ويا للعجب في الإنتباهة (المسروقة) يتهجم علينا فيه ويتهمنا بالكذب والتدليس ويقول: (جرت محاولة أخرى لتسجيل الأسهم الخمسين باسم المهندس الطيب مصطفى بفرض الرأي على الآخرين باعتبار أن العائد من هذه الأسهم سيكون لتمويل الحزب) !.

والله إنني لحزين أن يكذب رجل على أعتاب الثمانين من العمر، طيب إذا كنت لا تعترف بهذه الوثيقة التي وقعتها، وتنكر أن ذلك توقيعك فأنني أتحداك أن نذهب سوياً إلى إدارة الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية للتحقق مما إذا كان ذلك توقيعك أم أن هذه الوثيقة مزورة .

الأسهم التي ينكرها بابكر عبد السلام الذي سطا وصحبه على “الإنتباهة” وسرقها من صاحبها سجلت لدى المسجل التجاري، حيث ذهبت ومعي كل من الأستاذ مأمون محمد عباس محامي الإنتباهة حتى اليوم وسعد العمدة للقيام بذلك الإجراء، ووثق مأمون الوثيقة المنشورة بعد أن أخذ توقيع بابكر وسعد وغيرهما من أعضاء مجلس الإدارة، فهلاّ سألت أستاذ مأمون الموجود بجوارك حتى الآن؟!.

عندما أوقفت “الإنتباهة” بعد أحداث سبتمبر التي قتل فيها عدد من المواطنين اشترطت السلطات المختصة لكي تعود الإنتباهة إلى الصدور، أن أتنازل عن رئاسة مجلس الإدارة بالرغم من أني أملك غالب الأسهم واستجابة لذلك الشرط تنازلت بطوعي عن رئاسة المجلس لبابكر عبد السلام حتى تعود “الإنتباهة”، الأمر الذي أعاد الصحيفة إلى الصدور.

تخيلوا مقدار الغدر والخيانة في هذا الزمن التعيس الذي أصبح فيه بعض الناس لا يتورعون عن فعلٍ تعف الحيوانات عن أتيانه.. فقد عقد بابكر اجتماعاً في مكتبه الخاص وليس في الإنتباهة، استثناني فيه أنا مالك أغلبية الأسهم وعدداً من الأعضاء المعترضين على فعله الخياني، وكتب خطاباً إلى المسجل التجاري في زمن انهارت فيه قيم العدل، وأصبح الذئب راعياً للغنم، طالباً إلغاء أسهمي، وما كان من مسجل الشركات التابع لوزارة العدل إلا أن ألغى تخصيص الأسهم.

سألت بابكر يومها: لو كنت أعلم أنك سترتكب هذه الخيانة، وهذا الغدر هل كنت سأتنازل لك عن رئاسة مجلس الإدارة؟! طبعاً الرجل لم يجب، وهل يستطيع من يتجاهل قوله تعالى: ” أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ”.؟.. لا أقصر السؤال القرآني على بابكر والمتآمرين معه، وإنما أعممه على كل من شارك في الجريمة بمن فيهم (السلطات المختصة).

العجيب أن بابكر كتب يقول إن المنبر كان يتغول على أموال “الإنتباهة” من غير علم المؤسسين، ولو قرأ شهادة المصرفي الكبير صلاح أبو النجا لربما استحى من قوله هذا.. لقد كان بابكر والعمدة واتباعهما يشاركون في اجتماعات مجلس الإدارة والجمعية العمومية التي تجيز الحسابات الختامية الصادرة من المراجع القانوني والتي كانت تتضمن الأموال الممنوحة للمنبر وفقاً لحصته في “الإنتباهة”، لكن الكذابين يتجاهلون ذلك.

الأمر الآن أمام المحكمة العليا بعد أن استأنف السارقون حكم المحكمة التجارية التي حكمت بإبطال إجراءات السرقة التي قام بها هؤلاء الخونة، ولضيق المساحة أرجو أن أتعرض لنقطتين أخريين، أثارهما بابكر في بيانه الكذوب.

قال بابكر في بيانه (فوجيء معظم مؤسسي “تنظيم منبر السلام العادل” بتكوين “حزب منبر السلام العادل” بالمخالفة للنظام الأساسي).

أقسم بالله العظيم أنني دعوت هذا الرجل عدة مرات ولا أزال أدعوه إلى (المباهلة) لكي نجعل لعنة الله على الكاذبين، لكنه كان يرفض لأنه يعلم أنه يكذب، بالرغم من أن الموت يحوم حول رأسه ورؤوسنا جميعاً.

الحقيقة أنه عندما صدر قانون الأحزاب الذي حرم العمل السياسي، إلا على التنظيمات السياسية المسجلة بموجب القانون، قرر المكتب القيادي لتيار منبر السلام العادل أن يتحول إلى حزب سياسي، نظراً لأن مهمته لم تنته، ولم يحدث الاستفتاء على تقرير المصير، وقد كنا ندعو إلى الانفصال، ولم تجر الانتخابات، وكنا نخشى من فوز الحركة الشعبية لتحرير السودان بمشروعها البغيض (السودان الجديد)، وعقدنا المؤتمر العام بحضور ممثل مجلس شؤون الأحزاب، وفي اليوم التالي للمؤتمر العام نُشر في “الإنتباهة” مانشيت بإنشاء حزب منبر السلام العادل، لكنني فوجئت ببابكر ينشر مقالاً في الصفحة الأخيرة بدون علمي يقول فيه إن (تيار) منبر السلام العادل باقٍ ولم يُحل!!. اتصلت ببابكر عبد السلام وقلت له: “يا بابكر إيه رأيك نمشي أنا وأنت لمسجل الأحزاب، فإن وافق على أن نباشر العمل السياسي من خلال التيار فإنني سأنسحب من الحزب”، وأقسم بالله العظيم أن بابكر اعتذر عن الذهاب، بل قال لي إنه يعلم أن القانون لا يسمح، بعدها اتصلت بمسجل الأحزاب (وزير العدل الحالي) محمد بشارة دوسة الذي أكد ما قلت إنه لا مجال للعمل السياسي إلا من خلال الأحزاب المسجلة وفق القانون، ولكن بابكر يتجاهل كل ذلك ويواصل الكذب والتدليس وتزوير الحقائق، ناسياً أن الله مطلع على أقواله وأفعاله، ومتناسياً أن المؤمن لا يكون كذاباً كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، فبابكر رغم ما بينت من حقائق يقول كذباً إن معظم مؤسسي منبر السلام العادل استنكروا السطو على اسم المنبر، وأصدروا بياناً في اليوم التالي، وهو محض كذب وافتراء من رجل لا يتورع أن يكذب كما يتنفس، فهو الذي كتب ما قرعته عليه وما اعترف وقتها بخطله وخطئه.

ويكتب بابكر عن المنبر وعن عنصريته وقد كان رئيساً له في أول عهده بترشيح مني أنا الذي أسست المنبر في مكتبي، وأسست “الإنتباهة”.. يكتب عن احتفائنا بالانفصال الذي ما جاءني في مكتبي منضماً إلى النخب التي التقت حول الفكرة لأول مرة ثم أسست المنبر، إلا على أساس فكرته التي لم نتنكر لها في يوم من الأيام لأنها تحمل الخير كل الخير لهذا الوطن المأزوم فقد كانت الانتباهة في أوج قوتها توزيعاً وأرباحاً أيام مديرها السابق الفريق ابراهيم الرشيد أما اليوم فلنسأل صحافييها وعمالها عن حالها ونقارن بين ايامها تلك وهذا الأيام النحسات بعد أن سطا عليها الخونة الكذابون.. نعم لقد بشرنا في تلك الأيام بالانفصال في الصحف، مما أحدث الحراك المبارك الذي تطور حتى أنشأ المنبر و”الإنتباهة”، وأثر ولا يزال في مجريات الأحداث في السودان.

لم نحك عن الذين اتخذوا قارون مثلاً أعلى وشوهوا المشروع الإسلامي الذي انتسبوا إليه كذباً وزوراً ولن نحكي عن نظرية (التلفزيون والرسيفر) التي خرج علينا بها أحدهم للتعبير عن الجشع والطمع الذي ملأ عليه حياته وجعل الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه ولا عما فعلوه بالشريك السعودي “أبو طارق” الذي شوهوا صورة السودان في نفسه ولا عما حدث لمطبعة الصمود التي اٍتخذوها مأكلة يمارسون من خلالها هوايتهم في النصب والإحتيال.

أقول إن “الإنتباهة” أنشأها المنبر بأموال المنبر التي أحضرتها أنا، وآسف على قولي هذا الذي اضطررت إليه اضطراراً، وبابكر يعلم ذلك وكان ينبغي لو صدق من طمعوا في “الإنتباهة” بعد أن أصبحت رابحة، وبعد أن بنيناها بالعرق والدموع، وكانوا لا يعرفون مقرها ناهيك عن تقديم الدعم لها عندما كانت مدينة تعاني من الضوائق في أول عهدها، لو صدقوا لمنحوا كل أسهمها للمنبر، لكنهم ينسون يوماً تشخص فيه الأبصار، أما توزيع “الإنتباهة”، في السعودية فقد تقرر بواسطة مجلس الإدارة وكان بابكر حاضراً وعندما تبين من خلال الممارسة أن في ذلك خسارة وافق مجلس الإدارة بحضور بابكر على الانسحاب من السوق السعودي، لكن بابكر كعادته يواصل الكذب والتدليس، وبالرغم من ذلك يتحدث عن القيم والأخلاق.

الكاتب : الطيب مصطفى
زفرات حرى – صحيفة الصيحة