هذا الوطن.. ليس للبيع
احتفلت بعض مواقع (التواصل السياسي) في الأيام الفائتة بظاهرة طلب أحد السودانيين تخليه عن جنسيته الوطنية.. فعلى الأقل قد أتيح لنا أن نتصفح رد وزارة داخليتنا السودانية على هذا الطلب.. على أن قبول مثل هذه الطلبات رهين بإحضار جنسية وطن بديل.. وذلك وفق نصوص القانون الدولي الذي لا يتيح للدول إسقاط جنسية مواطنيها بمجرد الطلب.. فعلى مقدم الطلب فى هذه الحالة أن يقدم جنسية بديلة.. وليست هذه هي القصة ولكن القصة.. بضم القاف.. (التي تطعن في الحلق) هي أن إحدى الصحف المحترمة قد صعدت بهذه الحالة إلى درجة المينشيت الرئيس للصحيفة.. وهي تقول بتزايد أعداد السودانيين الذين يتخلون عن جنسيتهم السودانية.. وإن رفع هذا الخبر إلى وزارة الداخلية.. إلا أن الأمر بتقديرنا لم يصل حد الظاهرة التي تستوجب الخروج به باللون الأحمر الغاني.. حتى لو تقدم ثلاثون مواطنا بطلبات تخليهم عن الجنسية السودانية.. فعلى الأقل أن هنالك في المقابل أكثر من ثلاثين مليون سوداني متمسكون بوطنهم.. وأن وطنيتهم غير قابلة للنقاش كما أن وطنهم غير معروض للبيع!!
* أتصور.. والحالة هذه.. إننا نحتاج إلى أن نرسخ لمفهوم المفارقة بين الحكومة والوطن.. فلا تحتاج عنزان أن تنتطحا على مبدأ مشروعية الاختلاف حول الحكومة والسعي لتغييرها.. لكن في المقابل لا أعرف عرفا ولا قانونا ولا خلقا ولا دستورا يبيح عمليات إسقاط الدولة وبيع الوطن!! فما لا ينتبه إليه كثير من المخلصين الذين يختلفون مع الحكومة.. هو تمرير بعضهم بوعي لأجندة ترسخ لانهيار الدولة والتشكيك في مقدرة الأمة السودانية في صناعة شيء ذي بال.. على أننا ننتمي لأمة فاشلة ووطن فاسد!! ذلك بغرض إسقاط الدولة السودانية القديمة وبناء السودان الجديد على ركامها !!
صحيح، إننا نمر بمرحلة فاصلة وفارقة وخطرة إذا ما انزلق السودان إلى الحالات اليمنية والليبية والشامية.. لا سمح الله.. غير أن الذي يفتأ يردد أدبيات المقعدات والمعوقات فإنه لعمري لا يقدم جديدا إن لم يكن يرسخ لمزيد من أضعاف الدولة وتفكيك الوطن و.. و..
ظللت في الفترة الأخيرة لا أطرب إلى عمليات الإمعان في جلد الذات.. على أن الذي يطرب ويفيد هو تقديم الحلول والمخارج.. وإن ذهبنا طويلا في هذا الاتجاه أخشى أن نستيقظ ذات يوم حزين، فلا نجد وطنا نتشاكس فيه !!
فيا أيها السودانيون الشرفاء دافعوا عن وطن المهدي وعلي دينار.. تمسكوا بوطن الميرغني والأزهري.. وطن الشريف الهندي وزروق والمحجوب.. وطن عبدالخالق محجوب والشفيع.. وطن جعفر نميرى وجعفر بخيت.. وطن حسن الترابي والسنوسي.. وطن الشهيد الزبير محمد صالح وشمس الدين.. وطن البشير وشيخ علي.. وطن علي دينار.. وطن إسماعيل حسن.. لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي و.. و.. وطن القمرة والقماري.. وطن النيل والشمس والصحراء.. بلدي يا حبوب.. أبو جلابية وتوب.. وجبة وصديري وسيف وسكين.. يا سمح يا زين.. وطن الجبال والنوبة الأزهر.. وطن بادية كردفان وكباشي كان يرضى يوصلنا ود بندة و.. و..
وطن بهذا الإرث الثقيل والماضي التليد لا يمكن الاعتذار عنه ..
ولنا عودة بحول الله وقوته..
[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]
و من قال ان المتنازلين عن الجنسية السودانية هم ابناء هذا الوطن ؟؟
ابناء هذا الوطن هم الدبابين و شباب المؤتمر الوطني و ضباط امنه و السائحون و مجندي الدفاع الشعبي و اخيرا” الجيل الثاني من ابناء المسؤولين في المؤتمر الوطني و الحركة الاسلامية .
ما عدا ذلك فهم اما متمردون يحملون السلاح او شيوعيون او علمانيون او هم الغالبية العظمى التى تكدح ليل نهار من اجل لقمة العيش و التي قد تكون صحن بوش او سليقة او عيش حاف !! , المحظوظ من هؤلاء الخونة هو من استطاع ان يجد له مكانا” في سفينة في البحر المتوسط او البحر الأحمر و وجد له مرفأ جديد يضمه حيا” بدلا” من ان تأكله اسماك القرش …
لا تثريب عليك يا ماحي , فهؤلاء لن يسألوك يوم الدين فلهم رب يقتص ممن ظلمهم و هو رؤوف بهم ……