نور الدين مدني

“ستات الشاي”.. المعالجة بدلاً من المطاردة


[JUSTIFY]
“ستات الشاي”.. المعالجة بدلاً من المطاردة

*درجت على تحيتها كل صباح وأنا في طريقي للمسجد، فقد كانت تسبقني في الحضور إلى الراكوبة المنصوبة جوار الدكان القريب من المسجد وتشرع في نظافتها وإعدادها لإستقبال زبائنها لتناول شاي الصباح أو القهوة لديها.
*إفتقدتها في اليومين الماضيين، ولم أعرف سر إختفائها لأنها كانت أحرص على الحضور الباكر قبل أن تشرق الأرض بنور ربها، سعياً وراء لقمة العيش الحلال لأسرتها، لأنني لم أجد من أسأله عن أسباب غيابها.
*نهار أمس الأول إتصل بي صديقي عبد اللطيف وهو من المهمومين بالقضايا العامة، وطلب مني تناول مسألة مطاردة “ستات الشاي” من قبل سلطات المحليات التي أطلت برأسها من جديد، لتصادر “عدة الشاي” ثم تعيدها إليهن بعد دفع الغرامة!!.
*في ذات النهار قرأت في “شبكة السوداني”تحت عنوان”شكوى لمحلية بحري” خبراً إستقته السوداني من شكوى تلقتها من ستات الشاي ببحري قالن فيها أنهن يتعرضن للمضايقات والكشات المستمرة من سلطات المحلية التي تتعامل معهن بصورة عنيفة، وأضفن قائلات أن عدة الشاي التي تصادر منهن تعاد إليهن بعد أن تدفع الواحدة منهن غرامة قدرها50جنيهاً بالتمام والكمال!!.
*عندها تذكرت مشروع والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر الذي طرحه في إحدى لقاءاته مع الصحفيين والإعلاميين، لتنظيم عمل ستات الشاي بحيث تحدد لهن أمكنة معلومة وتوفر لهن بعض المعينات، بدلاً من مطاردتهن ومضايقتهن في سبل رزقهن.
*للأسف تراجع تنفيذ هذا المشروع الذي عرضت بعض اليات تنفيذه للصحفيين والإعلاميين، وعدن ستات الشاي يعملن بطريقتهن في مواقع الكثافة البشرية مثل مواقع العمل والأسواق ومواقف المواصلات.
*المحليات بدلاً من أن تكثف حملاتها للتأكد من السلامة الصحية ، والمواصفات الصحية اللازمة لممارسة عملهن،عادت لممارسة “السهل المفيد” لها عبر الكشات التقليدية التي لاتعالج أوضاعهن ولا تضمن سلامة المواطنين المتعاملين معهن.
*معروف أن الكشات لاتعالج المهددات الصحية التي يمكن أن تكون وسط بعض ستات الشاي، هذه المهددات تحتاج لمعالجة وليس إلى مطاردة بلا طائل، بل كان الواجب الحرص على إلزامهن بمستلزمات السلامة الصحية وإخضاعهن للكشف الصحي، بدلاً من هذه الطريقة العقيمة التي تضيع وقت المحليات وأجهزتها، اللهم إلا إذا كان الغرض هو سد نقص إيراداد المحلية من العائد المادي للغرامات التي تستقطع من عرقهن ورزق أسرهن البائسة.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]


تعليق واحد