احمد دندش

إغتصاب (الرُضع)…آخر (البدع).!


[JUSTIFY]
إغتصاب (الرُضع)…آخر (البدع).!

نمتلك قدرة غير عادية على تغطية كل فضائحنا و(سُترة) كل عوراتنا عبر الحجج و(الشماعات) غير المقنعة اطلاقاً، بينما نمتلك بذات القدر نهجاً (شوفانياً) غير منظور لدى كل شعوب العالم، ونحن نستعرض فضائلنا ومكارم اخلاقنا وروعة دواخلنا السودانية، ونرفض بالتالي اي محاولات قد تأتي لطمس تلك المعالم حتى عبر حقائق ووقائع من داخل ذات المجتمع، ونعمل و- يا للسخرية- على محاسبة جالبي تلك الحقائق ونتفنن في نفيها ليس لأنها غير صحيحة ولكن لأننا نجيد بالفعل فقة (السترة) و(الغطغطة).
اقول هذا الحديث وانا اتابع بحسرة شديدة ذلك الخبر الصادم الذى تحمل حيثياته إغتصاب طفلة ذات (7) اشهر من قبل بعض معدومي الضمير والانسانية، ذلك الخبر الذى فجر براكين الغضب داخل الكثيرين وجعل البعض يضع يده على رأسه في ذهول قبل أن يردد: (لا حول!!!!!…معقولة بس).؟!!!!
ونجيبه نحن وبسرعة: (معقولة ونص وخمسة)، فما يحدث الآن هو نتاج طبيعي لحالة (الغطغطة) والإهمال واللامبالاة و(النفخة الزائدة) التى نجيدها، في الوقت الذى تثقب فيه الكثير من عاداتنا وتقاليدنا وارثنا السوداني (من دُبر).
نعم…(معقولة ونص وخمسة) وجرائم اغتصاب الاطفال تتزايد في مواجهة عقوبات اظن انها تحتاج للنظر اكثر، وللمراجعة كذلك، واستنان قوانين جديدة وعقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه الاقتراب من طفل وهتك براءته ونزع ذلك الملاك الصغير من بين صدره.
تخيل معي عزيزي القارئ كيف يتمكن احدهم من الإقدام على ذلك الفعل المشين دون أن يلقى بالاً للضمير ولا للدين ولا للعادات ولا للتقاليد ولا حتى لتلك النظرة البريئة التى تحملها وجه تلك الطفلة، بل تخيل معي كيفية ذلك التفكير المريض في الإقدام على مثل تلك الخطوة من الاساس، وبالتأكيد عزيزي القارئ انت لن تتخيل، لأن حاجز التخيل في مثل هذي المواقف يتعطل، ويصبح ضرباً من ضروب (الشذوذ) نفسه.
رجاء لا تحدثوني بعد اليوم عن مكارم اخلاقنا ولا عن (عشاء البايتات ومقنع الكاشفات) الا بعد اجتثات كل تلك الصفات الشاذة من مجتمعنا وإعادة ذلك السلوك السوداني القديم من جديد لواجهة الاحداث، ورجاء لا تحدثوني بعد اليوم عن طيبتنا ولا عن شمائلنا، الا بعد أن نجلس بحق وحقيقة ونعالج بـ(الكي) كل تلك الظواهر بعيداً عن اي عوامل اخرى، وبعيداً عن تلك الاحاديث الممجوجة التى يكررها البعض ضمن العبارة الدبلوماسية الاكثر تداولاً: (والله لسه مجتمعنا بخير).
للأسف يا هؤلاء…مجتمعنا لم يعد بخير…فعندما نصل الى جزئية (اغتصاب الرضع)، يجب أن نتوقف قليلاً وان نتصالح مع انفسنا ونواجهها بشيء من القسوة، وان نعمل على إخضاع ذات المجتمع لجلسات علاج (كهربائية)، علّ وعسى أن تسهم في إعادة (النبض الحقيقي) لهذا المجتمع، ولا حول ولا قوة الا بالله.
شربكة أخيرة:
إغتصاب رضيعة عمرها (7) اشهر…ماذا تنتظرون بعد ذلك…؟؟؟
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني