منى سلمان

داري بالعليّا وحارمني من وصالك .. مالك ؟

[B][ALIGN=CENTER][SIZE=4][COLOR=purple]داري بالعليّا وحارمني من وصالك .. مالك ؟[/COLOR][/SIZE][/ALIGN][/B] الزواج سنة الله التي تتوافق مع الفطرة (ومن أياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) صدق الله العظيم، ليس للإنسان وحده ولكن لكل صاحب كبد رطبة، فقد قالت حبوباتنا في ذلك:
العرس إن طروهو للفار في جحرو .. فِرِح
منذ الطفولة المبكّرة تكون أحب ألعاب الفتيات الصغيرات هي تغمص دور العروس، فقد كنا في طفولتنا مجموعة من بنات الحي نجتمع يوميا ونختار من بيننا عروس اليوم، ثم نقوم بتزيينها بكل ما يقع في أيدينا من كشاكيش وحلي وأساور ثم نحفّلها بأن نضيف إلى زينتها الذهب عيار الـ (بينسون)، وذلك بأن نجمع علب سجائر البينسون الفارغة للنزع منها غلافها الداخلي الذهبي اللون، ونطويه في شكل أساور ونثبت أجزاء صغيرة منه في رأسها ليحاكي دهب الراس أو (الجدلة)، وبعد أن تتحول الصغيرة إلى طبلية هتش وكشاكيش تمشي على قدمين، نحضر جردل البلاستيك ونبدأ في الغناء وتظل عروسنا وسط الدارة ترقص حتى تنبري أمها أو احدى أمهاتنا بالنقنقة على طريقة ود اليمني : (أمها نقنقت وقالت فتّروها) فينفض جمعنا السعيد على وعد باللقاء في يوم جديد وعروس جديدة وهذا دواليك ..
أما الصبيان فما أن ينتقل أحدهم من مرحلة الحبو على أربع، ويشب واقفا على قدمين حتى يتلفت باحثا عن شريكة حياته، وذلك عندما يسمع من أهله الكبار ترشيحاتهم ودعاباتهم عن (فلانة عروس فلان)، فيبدأ من فوره الدخول في منافسات الصراع على قريباته وبنات حيّه الحلوات، ويقاتل حتى يظفر بثنائية تجمعه بـ (أجمل الحلوين) ..
بينما كنت منغمسة في شأن من شؤون مطبخي، تناهت إليّ أصوات شمطة مدورة بين العيال فمددت رأسي لأسأل عن الحاصل .. لاحظت أن أصغر القوم يقف في مواجهة أخيه الأكبر وقد بانت على ملامحهما علامات التحدي كـ ديكين منفوشي الريش .. كان (أيمن) يصيح بعصبية وفوران دم:
لولي دي عروسي أنا .. انت بتتشبّك مالك ؟
بينما يدفع (أسامة) بأسانيد ليدعم بها رغبته بالتكويش على ابنة خاله العسولة تاركا لشقيقه ابنة خالتهم التي لا تقل عن سليفتها عسلا:
انت ما بتفهم؟ لولي دي ما قدرك .. أخير ليك انت تعرس صبّوحة !
دخلت شمال لأهدي اللعبة وسألت:
مالكم يا أولاد هايجين ؟
فتعالت أصوات الجميع لشرح تفاصيل الشمطة، التي اندلعت عندما تجرأ (أسامة) وصرّح برغبته في خطبة ابنة خاله المحجوزة أصلا لأخيه الأصغر (أيمن)، ودعم حجته بـ:
(لولي قدري وبتنفع معاي .. خلّي أيمن يعرّس صبوحة عشان صغيرونة قدروا !)
فقاطعه الصغير محتجا: (لولي حقتي أنا .. أمشي انت عرّس صبّوحة)
حاولت التدخل لاقناع الصغير بقوة منطق شقيقه الأكبر علّه يرضى بالاستبدال، ولكنه رفض بشدة فسألته في حيرة:
انت ليه مصر تعرس لولي ؟
فألقمني بــ:
(لأنو لولي عندها لعبات كتيرة وبتلعّبني معاها) !!
اجابة الصغير جعلتني أفكر في اضافة سبب وجيه تنكح من أجله البنات، فقد كان القتال بين الصغيرين الـ (ما قاموا من قعر الواطة) حول أيهما يظفر بذات اللعبات لتترب يداه !!
كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج وتأخر في سن الزواج، كما كتبت عزيزتي (بت كرار) عن أفضلية المتأخرات عن قطار الزواج عن غيرهن، وقولها على طريقة (حنفي يحبذ) أن أولئك الفتيات يحبذن حياتهن بتلك الصورة ولا يرغبن في تغيرها !!
هناك أغنية جميلة لعلها للراحلة (أماني):
ابتعدت عني مالك رسلت لي خيالك
انت نور عيوني .. وداري بالعليا ..
داري بالعليا وحارمني من وصالك
مالك ؟ مالك ؟
على طريقة الأغنية نقول، لم يعزف الشباب عن الزواج فتلك فطرة فطر الله سبحانه وتعالى عليها الإنسان السوي، ولكن الزواج هو من عزف عن الشباب وابتعد عنهم بعد أن أرسل لهم خيالاته لتؤرق ليل عزوبيتهم الطويل …
نرى شباب اليوم محاصر في مجتمعه فهو أما عاطل عن العمل أو من ذوي الدخل القليل الذي لا يسمن ولا يغني عن جوع دعك من أن يحقق آماله في الزواج .. ضف إلى ذلك (الجائحة الفلسية بسبب الأذمة الإقتصادية) والتي أطاحت بأحلام (عشة صغيرة كفاية علينا) التي كانت تراود خيال العدمانين في الزواج بأقل الإمكانات .. مع نسيان الجميع لمعنى (أقلهن مهرا أكثرهن بركة) والمطالبة بمهور ذات أرقام سداسية الأصفار بالقديم، بالإضافة لمشقة توفير المسكن والملبس و المعيشة الكريمة للزوجة التي ظلت تنتظر فارس احلامها ولا ترضى أن تصوم لتفطر على (بصلة مفلّس) !
هناك فئة من الشباب أيضا فقدوا الثقة بأنفسهم ولم يتعودوا حمل المسؤولية ولا يريدون ان يخاطروا بذلك، بحجة أن الزواج مسؤولية وارتباط ومتطلبات وواجبات ووجع دماغ لا داعي للدخول في معمعتها .. ولكن ذلك لعمري فقة الكديسة التي عجزت عن بلوغ اللحم المشرور في الحبل فقالت: عفن !!
لم أكن أحسب أن عيالي قد ورثوا الشفقة على العرس من أهل أبيهم، حتى حكوا لي أن ابن عمهم الصغير (مصطفى) كان يتمدد بجوار أمه في الحوش ساعة صفاء، فقال لها مهموما وهو يراقب حيطان الحوش غير المعمّشة:
يا أمي حقو تكلمي أبوي عشان يرمّل لينا البيت
فسألته أمه محتارة: مالك علي البيت داير ترمّلو .
فأجابها بشحتفة:
عشان خلاص داير أعرس !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫7 تعليقات

  1. يا الكل يوم زايد نورك ربنا يديك الف الف عــــــــافية , والله صراحة الواحد كل يوم بينبهر منك زياااااادة (ماشاء الله عليك) .

  2. أم الرير .. صباحك جوري معجون بي صلصة بستان 😀

    أتمنى أتمنى أتمنى إنك تكتري لينا من مواضيع الزواج دا لانوا صراحة عندي احساس بنطلع منك بالمفيد جد يعني …

    اخوكم شبك أحد المقبلين على الزواج .. خاتب 😡 لي سنة ونص .. الحالة المادية نحمد الله غايتو على كل حال … متوكلين علي الله الواحد الاحد الفرد الصمد .. والبنية الله يحفظا معانا هنا في الغربة بت الكب دي … وقريب مسافر على البلد عشان أخلص مراسم الزواج … بس الحكاية فعلا (هــــم) لا يعلم به إلا الله سبحانه .. شايل هم أرجع من السفر ونأجر شقة .. وتفرش الشقة .. وهاك يا طلبات من ناس السودان ووووو … بس متوكلين على الله .. وربنا ان شاء الله ما بيخيب الزول طالما الواحد قاعد يعمل في خير .. بس أهم شي الواحد يكون مقتنع بالشي دا انو ربنا ما حيخيبك …

    بس الشي الوحيد اللي حيفك بورة البنات والاولاد … هو اتباع السنة في جميع الأمور … فوالله والله ليس لنا أي نجاح في هذه الحياة مهما ملكنا من أموال في هذه الدنيا .. ولن نلقى السعادة والراحة إلى باتباع نهج سيد الأولين والآخرين محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم …

  3. صباحك ابيض يالمنينة ربنا يعطيك العفية وطول العمر الى ان ترى اولادك رجالة ببيوتهم وبناتك فى بيت عدلهم زى ما بقولوا وتشوفى عيالهم – والله مسائل هموم الزواج فعلا تبدأ مع الاطفال الى ان يكبروا وبعدها تكون المعاناة الحقيقية الى ان يمن المولى الكريم عليهم بالزواج والاستقرار ويا حليل اهلنا زمان اهلهم عملوا ليهم الكورة ولموا فلان على فلان وعاشوا سعداء فى حياتهم – لماذا لا نعيد هذه الكورة مرة اخرى ونزوج ابناؤنا وبناتنا ونحصنهم من شر العزوبية والبايركسية الامر عايز ليه تنظيم ولو على مستوى الدولة وبالقانون

  4. اختي المنينه بت عشه ام الرير الزواج سنة الحياة وهي تلك ذكريات حلوه .دحين ايام اللعب ياالمنينه منو كان العريس علي ايامكم . وبعدين العيال دالقاهم علي خلهم وخالتهم انتي نسيتي (سيد الاسم عندو اخوان واخوات ولو ايمن واسامه ما اختارو منهم لابد ان الرير تكون من نصيب اهل سيد الاسم ولكم الفرح دوما تحياتي

  5. إن ادم وحواء في مجتمعنا تغيرت نظرتيهما عن نظرة جيلنا بل لم يتقدما بل تخلفا عن ركبنا برغم ثورة المعلومات التي كانت لوتوفرت لجيلنا في السابق لعملنا العجائب لكن نقول هذا حظنا من االحياة ومافي زول بياكل خريفو وخريف غيرو . إن أبنائنا تغيرت نظرتهم للحياة لدرجة أنك تسمع منهم مصطلحات يشيب لها الولدان بل رأس بت سلمان . إن الجري وراء متطلبات الحياة اليومية أبعدت الكثير منا من معرفة تفاصيل ما يفكر فيه أبناءنا فذات يوم سمع إبني الصديق إبن العشر سنوات أنه سوف يتم توزيع الاراضي بالقرية فجاءني مهرولا ليسألني يا ابوي الارض بتاعت القرية عاوزين يوزعوها ؟ فقلت له نعم ، فبادرني بسؤال اخر فقال لي أنا ما عندي حق فيها ؟ فقلت له نعم ، فسألني مرة أخرى أذكار أختي ماعندها حق ؟ فقلت هذا الفرعوس ماذا يريد من هذا السؤال فقلت له نعم ، فقال لي أنا باخد حقي وحق أذكار أختي لأنها صغيرة ولما تكبر بديها حقها فقلت ماذا تريد بذلك فقال لي ببيع الارض وبعمل لي سوبرماركت فقلت لمل تكبر وتعرس بتسكن وين؟ فقال لي ماعاوز عرس فقلت له ليه ماعاوز زواج ؟ فقال لي عشان تكمل قروشي كل مرة تقول لي جيب جيب وما يفضل عندي شيء، بل الاغرب من ذلك أن هذا الابن يريد أن يزوج اختيه الكبيرتين في الجامعة لكي يخلو له المكان الم أقل لك يابنت سلمان ليس العراك بين الابناء في صبوحة وغيرها بل الصراع صار على حق الاب ، واخيرا اللهم بارك لنا في ذرياتنا وصبرنا عليهم

  6. الاخت منينه يا حليل ايام زمااااااااااااااان ولعب العروس والعريس والله صحي الزمن اتغير ولعب الشفع زاتو اتغير وبيني وبينك يا منى يا ختي والله الزمن ده بقى ما فيهو شفعز

  7. الاخت الرائعه مني اطال الله في عمرك حتي تشوفي اولاد اولادك انشاء الله وربما هي قيثارة الحياه عزفت لحن الاستمتاع بشدو كتاباتك كل يوم فلك التجله 😎 😎